الكويت
تحتفل الهند والكويت بعلاقات الصداقة في معرض ثقافي فريد، حيث شهدت مكتبة الكويت الوطنية انطلاق فعاليات معرض "رحلة دوستي.. 250 عاما من العلاقات بين الهند والكويت"، الذي تنظمه سفارة الهند في الكويت بالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والجمعية الكويتية للتراث من الجانب الكويتي، ومع الأرشيف الوطني الهندي ووزارة الإعلام والإذاعة الهندية من الجانب الهندي.
ويأتي هذا الحدث الثقافي المميز الممتد من 19 حتى 24 مايو الجاري، ليسلط الضوء على عمق الروابط التاريخية والإنسانية التي جمعت بين الشعبين عبر الأجيال، من خلال معروضات نادرة وندوات نقاشية تسرد فصولاً من هذه العلاقة المتجذرة.
الاحتفال بمناسبة مرور 250 عاماً على العلاقات الكويتية الهندية
— المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب (@kw_nccal) May 20, 2025
بالتعاون مع السفارة الهندية لدى دولة الكويت
والتي تتضمن ندوات ومعرض للمقتنيات وصور فوتوغرافية
في مكتبة الكويت الوطنية
بحضور
الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب
د. محمد خالد الجسار
الأمين العام… pic.twitter.com/dcArO1kXd4
وقال سفير الهند الدكتور آدرش سوايكا بمناسبة افتتاح المعرض، وبحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بحكومة الكويت الدكتور محمد الجسار ووكيل وزارة الدفاع الكويتية الدكتور الشيخ عبدالله الصباح ورئيس الجمعية الكويتية للتراث فهد العبد الجليل، إضافة إلى عدد كبير من رؤساء البعثات الدبلوماسية العرب والأجانب المعتمدين لدى الكويت: "ما شاهدتموه من معروضات ليس إلا لمحة بسيطة من تراثنا المشترك مع الكويت، يعود معظمه إلى ما قبل تأسيس دولتينا كدول حديثة، فالروابط بين البلدين بدأت منذ أواخر القرن الـ18، عندما كان التجار الكويتيون يسافرون إلى الموانئ الهندية حاملين التمر والخيول العربية واللؤلؤ، ويعودون بالأرز والتوابل والأخشاب والمنسوجات، ليس فقط للاستخدام في الكويت، بل للمنطقة بأسرها".
وتابع: الكثير المخطوطات المعروضة ووثائق تتعلق بالتجارة في الموانئ الهندية، وكتبًا كويتية عن اللؤلؤ طُبعت في الهند باللغة العربية أو لغات محلية هندية مثل الغوجاراتية، بالإضافة إلى أوراق وعملات نقدية كانت تُستخدم في الكويت لأكثر من قرن حتى عام 1961م، وطوابع بريدية طُبعت في الهند، فهناك قسم مهم يعرض زيارات القادة من كلا البلدين خلال العقود الستة أو السبعة الماضية، حيث اعتاد بعض القادة الكويتيين، خصوصًا الشيخ عبد الله السالم، قضاء شهور بالهند".
ومن جانبه، أكد الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بحكومة الكويت الدكتور محمد الجسار أن مرور 250 عامًا على العلاقات التاريخية والإنسانية العميقة التي جمعت بين دولة الكويت وجمهورية الهند يمثل مناسبة تاريخية تجسد عمق الروابط الإنسانية والثقافية التي جمعت بين الشعبين الصديقين، واصفاً إياها بأنها "لم تكنْ يوما مجرد تبادل مصالح، بل كانت ومازالت نموذجًا".
وتابع الجسار قائلاً: "لقد نسجت الكويت والهند، عبر قرنين ونصف، خيوطًا من التعاون والتقارب، امتدت من أعماق البحار حيث كانت السفن تتبادل السلع والأفكار إلى أعماق القلوب حيث التقدير والاحترام المتبادل، ولا ننسى أثر الثقافة، والفنون، والأدب، في تعزيز هذا الرابط، حيث شكلت جسورًا صلبة تربط بين شعبينا الصديقين".
وأضاف: "وإذ نحتفي بهذه الذكرى العزيزة، فإننا نوكد أن الثقافة تظل حجر الزاوية في ترسيخ العلاقات بين الشعوب، وأن ما يجمعُنا من إرث مشترك وتاريخ عريق، سيظل نبراسًا نهتدي به نحو مستقبل أكثر إشراقًا وتعاونًا".
ووجه الجسار خالص الشكر والتقدير إلى سفير الهند لدى الكويت آدارش سوايكا على حضوره ومشاركته الفاعلة، كما شكر رئيس الجمعية الكويتية للتراث فهد غازي العبدالجليل على جهوده في إبراز الروابط الثقافية والتاريخية بين البلدين، مختتما كلمته بالتأكيد على "أن الثقافة قوة ناعمة تجمع وتبني وتقرب، معبرا عن تقديره لكل من أسهم في إنجاح هذا الحدث الثقافي المهم".
وعُقدت على هامش المعرض، جلسة نقاشية شارك فيها ممثلون عن عدد من الأسر التجارية العريقة ذات العلاقات التاريخية مع الهند، حيث قدّموا لمحات من الروابط العميقة التي جمعت عائلاتهم بالهند في القرنين التاسع عشر وأوائل العشرين.
ويضم المعرض مجموعة غنية ومتنوعة من المقتنيات تسلط الضوء على التاريخ المشترك بين الهند والكويت، بينها مخطوطات نادرة، ووثائق تاريخية، وقطع أثرية ومقتنيات فريدة إلى جانب عملات معدنية وورقية من الروبية الهندية التي كانت عملة قانونية في الكويت حتى عام 1961م.