الأفكار الدينية والاجتماعية والسياسية لمحمد رشيد رضا ومولانا أبي الكلام آزاد: دراسة مقارنة

12-01-2025  آخر تحديث   | 12-01-2025 نشر في   |  M Alam      بواسطة | آواز دي وايس 
الأفكار الدينية والاجتماعية والسياسية لمحمد رشيد رضا ومولانا أبي الكلام آزاد: دراسة مقارنة
الأفكار الدينية والاجتماعية والسياسية لمحمد رشيد رضا ومولانا أبي الكلام آزاد: دراسة مقارنة

 


نيودلهي

لقد كان كل من مولانا آزاد ومحمد رشيد رضا على إلمام تام بما آل إليه المسلمون في الآونة الأخيرة من تدهور وتخلف في مختلف المجالات، فأرادا إصلاح حالتهم ورفع مكانتهم الاجتماعية والثقافية. وكانا يدركان جيداً أن حالة المسلمين لن تصلح إلا بما صلحت به حالة أسلافهم؛ ألا وهو عن طريق التمسك بتعاليم القرآن والسنة النقية. وفي الوقت ذاته، كانا على دراية تامة بالتقدم الهائل الذي أحرزه الغرب في شتى المجالات العلمية والثقافية والحضارية والتكنولوجية. وبالتالي، فقد كانا يتوخيان إجراء الإصلاحات ذاتها في بنية المجتمعات العربية والإسلامية بالاستفادة من الغرب، شريطة توافقها مع مبادئ الإسلام النقية والصالحة لكل زمان ومكان.

نكهة البحوث الجامعية في الهند

(قدّم معين أختر هذه الدراسة بعنوان "الأفكار الدينية والاجتماعية والسياسية لمحمد رشيد رضا ومولانا أبي الكلام آزاد: دراسة مقارنة" تحت إشراف الدكتور أختر عالم، لنيل شهادة الدكتوراه من مركز الدراسات العربية والإفريقية بجامعة جواهر لال نهرو بنيودلهي في عام 2024م).

يرى رشيد رضا ومولانا آزاد أن الإسلام دين شامل، ودين رحمة للبشرية جمعاء، وأن الإسلام دين عالمي لا يخص بالمسلمين فقط، وأن القرآن أرشد الناس في جميع الأحكام والأمور التي تتعلق بحياتهم، سواء الدينية أو المدنية أو الاقتصادية أو السياسية وغيرها. لذا أكّد كل منهما أن السياسة جزء لا يتجزأ من الإسلام، وأنهامرتبطة بالدين ارتباطًا جوهريًا لا ينفك أحدهما عن الآخر، وكلاهما يسيران جنبًا إلى جنب، وبالتالي فإنهما رفضا فصل السياسة عن الدين رفضًا باتًا.

أهداف البحث:

  • البحث في أدوار مولانا آزاد والسيد رشيد رضا في مختلف نواحي حياتهما، ومقارنة أفكارهما الدينية والسياسية والاجتماعية.
  • تسليط الضوء على مساهمتهما –من منظور مقارن- من خلال الصحافة والعمل السياسي وتفسير القرآن الكريم في سياق التطورات الاجتماعية والثقافية والسياسية والدينية التي حدثت في النصف الأول من القرن العشرين في كل من مصر والهند.
  • دراسة النهج الذي اتبعكل منهما في ميدان الإصلاح الديني والسياسي.
  • تحديد أوجه الشبه بينهما، إن وجدت، في نهجهما.
  • تسليط الضوء على أهمية أفكارهما وقيمتها في العصر الحديث وذلك في منظور مقارن.

 

وقد قسّم الباحث هذا البحث إلى خمسة أبواب، وكل باب يشتمل على عدة فصول إضافة إلى مقدمة وخاتمة، وفهرس المصادر والمراجع.واختار الباحث في إعداد هذا البحث المنهج المقارن والمنهج التحليلي. يتناول الباب الأول (الاستعمار في الهند) بيان أوضاع الهند ما بين 1900م-1947م. ويحتوي هذا الباب على أربعة فصول؛ فالفصل الأول يبحث في الاستعمار البريطاني في الهند، والفصل الثاني يسلّط الضوء على الوضع التعليمي في الهند (ما بين 1900م إلى 1947م) كما يبحث الفصل الثالث في أبرز أنصار الهند في مجال السياسة، فيما يناقش الفصل الرابع موضوع نضال الحرية في الهند ضد القوى الأجنبية.

وأما الباب الثاني (الاستعمار في مصر) فيتناول بيان أحوال مصر ما بين 1900م إلى 1958م ويشتمل هذا الباب على أربعة فصول. استعرض الباحث في الفصل الأول الاستعمار الأجنبي في مصر، وفي الفصل الثاني الوضعَ التعليمي في مصر، وفي الفصل الثالث موضوعَ أبرز الروّاد المصريين في مجال الإصلاح، بينما يسلط الفصل الرابع الضوء على النضال في مصر من أجل الحرية ضد القوى الأجنبية.

أما الباب الثالث (السيد رشيد رضا ومساهمته في مختلف مناحي الحياة) فيبحث في محمد رشيد رضا ومساهمته في مختلف مناحي الحياة ويتكوّن من أربعة فصول. قدم الباحث في الفصل الأول عرضًا موجزًا لسيرة رشيد رضا بدءًا من ولادته ودراسته وسفره إلى مصر وإصداره لمجلة "المنار" حتى وفاته. كما ذكر فيه فهرس مؤلفاته. وأما الفصل الثاني فيحتوي على آراء رشيد رضا في التعليم والتربية. ويحتوي الفصل الثالث على تفسير "المنار" وخصائصه وأهميته. وأما الفصل الرابع فيناقش مساهمة محمد رشيد رضا في مجال الصحافة بقدر من التفصيل.

وأما الباب الرابع (مولانا آزاد ومساهمته في مختلف مناحي الحياة) فيتناول مساهمة مولانا آزاد في مختلف مناحي الحياة، ويحتوي على أربعة فصول. يعرض الفصل الأول سيرة مختصرة لحياة مولانا آزاد من ولادته إلى تعليمه وأهم أعماله ووفاته. ويتناول الفصل الثاني مساهمته في مجال الصحافة، وأما الفصل الثالث فجاء فيه بذكر تفسير "ترجمان القرآن" بالتفصيل، والفصل الرابع يقدّم مساهمة مولانا آزاد في مجال التعليم.

وأما الباب الخامس (الأفكار الدينية والاجتماعية والسياسية لمحمد رشيد رضا ومولانا أبي الكلام آزاد) فيخوض في الدراسة المقارنة للأفكار الدينية والاجتماعية والسياسية لمحمد رشيد رضا ومولانا أبي الكلام آزاد وفيه فصلان. يتناول الفصل الأول الأفكار الدينية والاجتماعية لمحمد رشيد رضا ومولانا أبي الكلام آزاد، وناقش الباحث فيه أفكارهما الدينية في شبابهما المبكر ونضالهما ضد البدع والخرافات السائدة في مجتمع المسلمين، وأفكارهما بخصوص المراكز الدينية. كما ذكر أفكارهما الدينية المبثوثة خاصة في مجلتَي المنار والهلال والبلاغ. وأخيراً ناقش تفسيرَ المنار وترجمان القرآن في منظور مقارن من أجل استجلاء أوجه التشابه والاختلاف بينهما في سياق الإصلاح والتجديد الذي خاضهما كل من آزاد ورشيد رضا.

وأما الفصل الثاني فهو يتعلق بالأفكار السياسية لمحمد رشيد رضا ومولانا آزاد، وأبرز الباحث فيه نقطة التحول التي حصلت في هاتين الشخصيتين العظيمتين إلى السياسة ومواقفهما تجاه السياسة وطريقة خدمتهما للأمة الإسلامية والشعب المصري والهندي ونشر أفكارهما السياسية في مجلاتهما. كما سلط الضوء على أفكارهما بشأن الدستور والجمهورية وآرائهما بخصوص الخلافة العثمانية.

اقرأ أيضًا: إسهامات كوليت الخوري في الرواية العربية