نيودلهي

أكد السكرتير بوزارة الشؤون الخارجية أرون كومار تشاترجي، أن العلاقات بين الهند ومصر "راسخة، واستراتيجية، ومهمة"، مشيرًا إلى أن الزيارات المتبادلة بين رئيس الوزراء ناريندرا مودي والرئيس عبد الفتاح السيسي، قد أسهمت بشكل كبير في تعزيز الشراكة بين البلدين.

وقال تشاترجي، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط يوم الأحد على هامش زيارة وفد صحفي إفريقي إلى مقر وزارة الشئون الخارجية في نيودلهي: إن "الهند ومصر شريكان مهمان".. مشيرًا إلى أن عام 2023م كان مميزا للغاية واستثنائيا بالنسبة للبلدين حيث زار الرئيس عبد الفتاح السيسي نيودلهي وشارك سيادته كضيف شرف رئيس في الاحتفالات بيوم الجمهورية في يناير 2023م، كما قام رئيس الوزراء ناريندرا مودي بزيارة دولة القاهرة في يونيو من ذات العام وهي الزيارة التي وقّع خلالها الزعيمان على الإعلان المشترك للارتقاء بالعلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.

وأضاف أن الرئيس السيسي قام بزيارة أخرى إلى الهند في سبتمبر من العام ذاته للمشاركة في قمة مجموعة العشرين التي استضافتها نيودلهي.. مشيرًا إلى حرص البلدين على تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات.

وفيما يتعلق بالعلاقات السياسية.. وصف تشاترجي العلاقات مع القاهرة بأنها "قوية".. مسلطا الضوء على الاتصالات واللقاءات المتواصلة على أعلى المستويات، فضلا عن تبادل الزيارات بين كبار المسؤولين في البلدين.

وأوضح أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ نحو 6 مليارات دولار هذا العام.. مؤكدا حرص نيودلهي والقاهرة على مضاعفة هذا الرقم خلال الفترة المقبلة.

كما أشار تشاترجي إلى الاستثمارات الهندية في مصر، التي تقدر بنحو 5 مليارات دولار.. قائلا: "نتطلع إلى تنفيذ مشاريع تنموية كبرى مشتركة، وهو أمر بالغ الأهمية".

وفي سياق آخر.. تطرق السكرتير تشاترجي إلى الاتصال الهاتفي الذي أجراه مؤخرًا الرئيس السيسي برئيس الوزراء مودي، والذي أعرب خلاله الرئيس السيسي عن خالص تعازيه للحكومة الهندية وتضامن مصر مع أسر ضحايا الحادث الإرهابي الذي استهدف سائحين هنود في باهالجام بجامو وكشمير، مؤكدا إدانة مصر لكافة أشكال الإرهاب، وجهودها المتواصلة في مكافحته من خلال مقاربة شاملة.

وتابع قائلا: "نحن ممتنون للغاية لمصر ولجميع الدول التي أعربت عن تضامنها مع الهند في هذا الحادث المؤلم".

وبشأن التطورات الأخيرة في منطقة الشرق الأوسط على خلفية الضربات الإسرائيلية الأخيرة على إيران، أوضح تشاترجي أن بلاده أعربت -في بيان رسمي- عن قلقها العميق إزاء التصعيد، ودعت الطرفين إلى ضبط النفس وتجنب أية خطوات من شأنها أن تؤدي إلى مزيد من التوتر، كما أشار تشاترجي إلى أن الهند تتمتع بعلاقات طيبة مع كل من إيران وإسرائيل.

وفيما يتعلق بقطاع غزة.. شدد السكرتير على دعم بلاده الكامل للجهود المصرية الهادفة إلى وقف إطلاق النار، معربا عن إدانة الهند لسقوط المدنيين.. وأكد أن بلاده كانت وستظل دائما تقف إلى جانب السلام والإنسانية.

كما أشار إلى إرسال شحنات من المساعدات الإنسانية من الهند إلى قطاع غزة.. داعيًا إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين المتبقين، وضرورة وقف إطلاق النار.

وفى نفس السياق.. أكد دعم الهند المتواصل لحل الدولتين، وخلال لقائه مع وفد ممثلي الصحف ووسائل الإعلام من شمال ووسط إفريقيا ووكالة أنباء الشرق الأوسط، الذي يزور نيودلهي حاليا، استعرض تشاترجي العلاقات التاريخية الوثيقة التي تربط الهند بالقارة الإفريقية، مؤكدًا أن بلاده تولي أهميةً كبيرة للتعاون السياسي والاقتصادي والثقافي مع دول القارة.

ولفت إلى أن الزيارات المتبادلة للصحفيين من الجانبين تأتي في إطار دعم العلاقات وتعزيز التواصل بين الشعوب، قائلا: "نؤمن بأن العالم هو أسرة واحدة".

وأكد تشاترجي أن العلاقات بين نيودلهي والقارة الإفريقية تشهد نموًا مطردًا في السنوات الأخيرة، مدفوعة بإرادة سياسية قوية لدى الجانبين لتوسيع مجالات التعاون، خاصة في مجالات التنمية، والتعليم، والتكنولوجيا، والرعاية الصحية، والزراعة، وتغير المناخ.

كما استعرض تشاترجي أبرز الإنجازات الاقتصادية والتنموية التي حقّقتها بلاده، مشيرًا إلى أن الهند باتت اليوم رابع أكبر اقتصاد في العالم، وفق ما نقلته "أخبار اليوم".