نيودلهي
قال وزير الشؤون الخارجية، إس. جايشانكار، يوم الإثنين، إن زيارة وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى الهند تتيح للبلدين فرصة لاستعراض العلاقات الثنائية، كما أنها تمثل توقيتًا مناسبًا لتبادل وجهات النظر بشأن الوضع العالمي وبعض القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأشار جايشانكار، في كلمته الافتتاحية خلال لقائه وزير الخارجية الصيني، إلى أن العلاقات بين البلدين مرّت بفترة صعبة، وأن الجانبين يسعيان الآن إلى المضي قدمًا. وأضاف أن الخلافات يجب ألا تتحوّل إلى نزاعات، ولا المنافسة إلى صراع.
وقال جايشانكار: "بعد أن شهدت علاقاتنا فترة صعبة، فإن بلدينا يسعيان الآن إلى المضي قدمًا. وهذا يتطلب نهجًا صريحًا وبنّاءً من كلا الجانبين. وفي هذا المسعى، يجب أن نسترشد بالمبادئ الثلاثة المتبادلة: الاحترام المتبادل، والحساسية المتبادلة، والمصلحة المتبادلة. فلا ينبغي أن تتحوّل الخلافات إلى نزاعات، ولا المنافسة إلى صراع".
وأضاف: "ستتناول محادثاتنا اليوم القضايا الاقتصادية والتجارية، والحج، والعلاقات بين الشعبين، وتبادل البيانات المتعلقة بالأنهار، والتجارة الحدودية، والربط، والتبادلات الثنائية. وأود أن أتابع بعض القضايا المحددة التي كنت قد أثرتُها معكم خلال زيارتي إلى الصين في شهر يوليو".
وتدهورت العلاقات بين الهند والصين عقب تحرّكات الجيش الصيني على طول خط السيطرة الفعلية في شرقي لداخ، ما أدّى إلى مواجهة عسكرية. وقد بدأت هذه المواجهة في أبريل – مايو 2020م، وشهد الجانبان بعض الانفراج نتيجةً لاتفاقياتٍ بشأن فك اشتباك قوات الحدود على بعض نقاط الاحتكاك. وقبيل قمة البريكس لعام 2024م، توصّلت الهند والصين إلى اتفاق بشأن ترتيبات الدوريات على طول خط السيطرة الفعلية في شرقي لداخ، وهو ما شكّل تقدمًا في مسار تخفيف التوتر. وقد اتخذ البلدان خلال الأشهر الأخيرة خطوات لتحسين علاقاتهما الثنائية.
وقال جايشانكار، في تصريحاته، إن الأساس لأي زخم إيجابي في العلاقات الثنائية يكمن في القدرة على الحفاظ على السلام في المناطق الحدودية.
وأشار إلى أن الزعيم الصيني الزائر سيناقش القضايا الحدودية مع الممثل الخاص للهند، مستشار الأمن القومي أجيت دوفال، الثلاثاء. وسيكون ذلك الجولة الرابعة والعشرين من المحادثات بين الممثلَين الخاصين للهند والصين.
وأضاف: "هذا أمر في غاية الأهمية، لأن الأساس لأي زخم إيجابي في علاقاتنا هو القدرة على الحفاظ بشكل مشترك على السلام والهدوء في المناطق الحدودية. ومن الضروري أيضًا أن يتقدّم مسار خفض التصعيد إلى الأمام".
وأشار جايشانكار إلى أنه من الضروري، في ظل البيئة الراهنة، الحفاظ على الاستقرار في الاقتصاد العالمي وتعزيزه أيضًا.
وأضاف: "إن مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره تُعد أولوية كبرى أخرى. وأتطلّع إلى تبادل وجهات النظر بيننا. وبشكل عام، فإننا نتوقع أن تسهم مناقشاتنا في بناء علاقة مستقرة وتعاونية وتطلّعية بين الهند والصين، علاقة تخدم مصالحنا المشتركة وتعالج اهتماماتنا".
وتابع جايشانكار قائلاً: إن زيارة الزعيم الصيني تأتي قبل أيام من قمة منظمة شنغهاي للتعاون التي تستضيفها الصين في مدينة تيانجين.
وأضاف: "لقد عملنا بشكل وثيق مع الجانب الصيني خلال فترة رئاسته، ونتمنى لكم قمة ناجحة تُسفر عن نتائج قوية وقرارات مهمة."
اقرأ أيضًا: الصين: زيارة وزير الخارجية وانغ إلى دلهي تهدف إلى العمل مع الهند لتنفيذ التفاهمات المهمة
ورحّب جايشانكار بوزير الخارجية الصيني والوفد المرافق له في الهند، مشيرًا إلى أن هذه أيضًا هي أول زيارة يقوم بها وزير صيني منذ اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء ناريندرا مودي والرئيس الصيني شي جين بينغ على هامش قمة البريكس في مدينة قازان بروسيا في أكتوبر 2024م.
يُذكر أن وزير الخارجية الصيني قد وصل إلى نيودلهي يوم الإثنين في زيارة تستمر يومين.