نيودلهي

تتمتع الهند بفرصة فريدة لشق الطريق في مجال السياحة البيئية، وتمييز نفسها عن مناطق مثل أوروبا التي واجهت عواقب السياحة الجماعية. وبوجود الإمكانات الهائلة غير المستغلة إلى حد كبير، فإن قطاع السياحة في الهند يستعد للنمو، وخاصة من خلال مبادرات السياحة البيئية.

وشدّد خبراء الصناعة على الحاجة الملحة للسياحة المستدامة في الهند وسط التحول العالمي نحو الاستدامة في السفر، مدفوعًا بالمخاوف بشأن البصمة الكربونية واستهلاك المياه والتلوث.

قال رام براتاب سينغ، رجل الأعمال في مجال السياحة البيئية "لدينا ميزة فريدة وهي أن مواقعنا ووجهاتنا لم تتعرض للتدمير أو التشويه بسبب السياحة الجماعية بالطريقة التي نراها في بعض الأماكن في أوروبا وأجزاء أخرى من العالم. ويجب أن يكون لسفرنا الحد الأدنى من البصمة الكربونية أو الصفر، ويجب أن يكون استهلاك المياه ضمن حدود يمكن إدارتها".

وأضاف "يجب التحكم في المواد الكيميائية والملوثات التي تنتجها صناعة السفر والسياحة وصناعة الفنادق وتحويلها إلى ثراء أخضر. ومن ثم فإن التأثير في المجتمع، والناس، يجب أن يولد الثروة والرفاهية".

ولقد أدركت وزارة السياحة إمكانات السياحة المستدامة وصاغت "استراتيجية وطنية للسياحة المستدامة" لتعميم الاستدامة في هذا القطاع. وتهدف المبادرات مثل حملة "Travel for LiFE" إلى تشجيع السلوك المسؤول بين السياح المحليين، وتعزيز الاستهلاك الواعي للموارد أثناء السفر.

وتشير بيانات السياحة الأخيرة إلى وجود اتجاه إيجابي بالنسبة إلى الهند. وفي ديسمبر 2023م، زار الهندَ أكثرُ من 1.07 ملايين سائح أجنبي. فيما انخفض عدد السياح الأجانب في السنوات الأخيرة، من 31.41 مليونا في عام 2019م إلى 8.59 مليونا في عام 2022م، بسبب تغير سلوكيات السفر بعد جائحة كوفيد.

وعلى الرغم من هذا التراجع، فإن السياحة البيئية تمثّل فرصة لجذب السياح الأجانب إلى الهند من خلال تقديم تجارب سفر مستدامة. وتتمتع الهند بفضل مواقعها ووجهاتها البكر التي لم تمسها السياحة الجماعية نسبيًا، بوضع جيد للاستفادة من الاتجاه العالمي نحو السياحة المستدامة.

اقرأ أيضًا: مكتبة رضا برامبور تضم عددًا كبيرًا من المخطوطات والكتب المطبوعة النادرة

ووفقًا لخبراء الصناعة، فإن بعض وجهات السياحة البيئية الشهيرة في الهند هي سيكيم - أول ولاية عضوية بالكامل في الهند، وماولينونج في ولاية ميغالايا - واحدة من أنظف القرى في آسيا، وماجولي في ولاية آسام، وماثيران في ولاية مَهَاراشترا، وثينمالا في ولاية كيرالا - أول وجهة للسياحة البيئية في الهند.

وفي وقت تستمر فيه المناقشات حول استدامة المناخ على المسرح العالمي، تقف الهند عند منعطف حاسم لتبني الاستدامة في السياحة. ومن خلال اغتنام هذه الفرصة، يمكن أن تبرز الهند كدولة رائدة في مجال السياحة المستدامة، وتحافظ على مواردها الطبيعية والثقافية للأجيال القادمة مع تعزيز النمو الاقتصادي ورفاهية المجتمع.