شهر رمضان تجربة فريدة لغير السعوديين في السعودية

Story by  آواز دي وايس | Posted by  M Alam | Date 09-04-2024
منظر بهيج للإفطار
منظر بهيج للإفطار

 

آواز دي وايس: جدة

تبدأ الأجواء الرمضانية بالتحضيرات لاستقبال الشهر الكريم، حيث تزيَّن المساجد والشوارع بالإضاءات والزينة الرمضانية. ويقوم المسلمون بتنظيم جدول زمني مختلف خلال أيام رمضان، يقومون خلاله بتعديل أوقات العمل والراحة والنوم للاستفادة القصوى من هذا الشهر المبارك.

وتتجلى روح العطاء والتسامح في الأجواء الرمضانية حيث يتبادل الناس الهدايا والأطعمة، وتُقام الموائد الرمضانية الجماعية التي تجمع بين أفراد المجتمع بغض النظر عن جنسياتهم وثقافاتهم.

وتتجلى أهمية الأجواء الرمضانية في تعزيز التواصل بين مختلف أفراد المجتمع، حيث يُفضل الناس قضاء وقتهم في الصلوات والقراءة والتأمل، وتُنظم العديد من الفعاليات الدينية والتعليمية التي تسهم في تثقيف الناس حول فوائد الصيام والعبادة.

 ويشكل شهر رمضان أيضًا فرصة للتضامن الاجتماعي، حيث يقوم الناس بالتبرعات للفقراء والمحتاجين بشكل مكثف، وتُقام العديد من الفعاليات الخيرية والتطوعية التي تعكس الروح الإنسانية النبيلة.

وتتميز الأجواء الرمضانية في المملكة العربية السعودية بروحانية خاصة تجتمع فيها العديد من العناصر الثقافية والدينية لتشكل تجربة فريدة لغير السعوديين. ففي هذا الشهر الفضيل، يتجمع الناس من مختلف الجنسيات والثقافات ليشاركوا في التجارب والتقاليد الإسلامية الخاصة برمضان.

ويصوم المغتربون من مختلف الجنسيات في السعودية الشهر الفضيل خارج ديارهم وبعيدًا عن أهاليهم، ولكن الشعور بالغربة والبعد عن وطنهم يتلاشى عندما يصومونه داخل المملكة مستشعرين بروحانية الشهر المبارك.

 ويقضي المغتربون في المملكة شهر رمضان المبارك في أجواء تسودها الألفة والمحبة والتآخي والتسامح والتعاضد وتبادل الزيارات.

وتحدث ثناء الله صادق التيمي من الجنسية الهندية، وهو يعمل كمترجم فوري بالحرم المكي، مع "آواز دي وايس" عن الأجواء الرمضانية التي يعيشها غير السعوديين وخاصة الهنود في مكة المكرمة وقال "منذ عشر سنوات أعيش رمضان في مكة المكرمة والمسلمون من أنحاء العالم يقصدون بيت الله العتيق، فيكون في الحرم المكي والحرم المدني منظر بهيج ولا سيما عند وقت الإفطار وصلاتي العشاء والتراويح وأنتم تشعرون وكأنكم وصلتم إلى عالم آخر حفه الخير والبركة والحب والوئام. وهناك عدد كبير للجالية الهندية في السعودية يحيون ثقافتهم الهندية الإسلامية فلا نحس بالغربة إلا نادرًا ولا سيما في رمضان فإن العناية بالأكلات الهندية التقليدية عند الإفطار والسحور تجعلنا نشعر وكأننا رجعنا إلى بلادنا ونعيش بين أسرتنا".

وأضاف التيمي أن "المملكة العربية السعودية حكومةً وشعبًا تهتم بشهر رمضان اهتمامًا ملموسًا فتزداد سخاء وعطاء. فالصوم في رمضان بالسعودية تجربة فريدة لا ينساها الإنسان مدى الحياة".

وقال الدكتور محمد آصف، أحد أعضاء الجالية الهندية، الذي يشتغل بشركة صيدلانية في الرياض "هناك العديد من العادات والأعمال الخيرية التي يتمتع بها الشعب السعودي خلال شهر رمضان ومنها الأعمال التطوعية التي يقوم بها المتطوعون من خلال توزيع وجبات الإفطار في الشوارع ومختلف الأماكن"، مضيفًا أن قضاء شهر رمضان في الرياض يشعره وكأنه في بلده وبين أهله.

ومن جانبه، أكد ضياء الحق وهو باحث الدكتوراه في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة "أن المملكة العربية السعودية حكومةً وشعبًا تعرف بالجود والسخاء والعطاء، فهم أكثر جودًا وسخاءً في هذا الشهر الفضيل، فهم يقيمون مأدبة الإفطار في جميع المساجد قبل غروب الشمس بساعة تقريبًا، ويوفرون لكل أحد ما لذ وطاب من أنواع المأكولات والمشروبات الشهية، فالمغتربون يستمتعون بهذا السخاء، ويعيشون حياة إيمانية روحانية، ويشعرون وكأنهم جزء من هذا المجتمع السعودي".

فالأجواء الرمضانية في المملكة العربية السعودية تمثل فرصة للتعاون والتواصل الاجتماعي بين مختلف الثقافات والجنسيات، وتعكس قيم التسامح والعطاء التي تحتفي بها الشريعة الإسلامية.