الأمم المتحدة
أكدت الهند التزامها بتعزيز نظام بحري "حر ومفتوح وقائم على القواعد" في مناقشة بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مؤكدة أن الأمن البحري يمثل تحديًا جماعيًا يتطلب تعاونًا دوليًا.
وخلال كلمته في المناقشة الرفيعة المستوى لمجلس الأمن بشأن الأمن البحري يوم الاثنين، أشار انومايا لال، السكرتير في وزارة الشؤون الخارجية، إلى المبادرات الرئيسية التي أطلقتها الهند مثل مركز دمج المعلومات التابع للبحرية الهندية – منطقة المحيط الهندي، ونظام "إي-سامودرا"، و"سامودرا براشيت"، و"آيوس ساغر"، ومهمة المحيطات العميقة، بالإضافة إلى تعاون بحري قوي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وخارجها.
"تظل الهند ملتزمة بتعزيز نظام بحري حر ومفتوح وقائم على القواعد، وفقًا لمبادئ اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار"، كما قاله لال.
وأكد أيضًا على أهمية التعاون الدولي الحقيقي لمواجهة التحديات المشتركة التي تهدد الأمن والازدهار البحري. وأضاف أن الهند، بصفتها قوة بحرية مسؤولة، مستعدة لمواصلة الإسهام في هذه الجهود المشتركة.
وقال "الأمن البحري هو التحدي الجماعي الذي يواجهنا ويتطلب تعاونا دوليا".
وأضاف أن الهند، بصفتها واحدة من أكبر اقتصادات العالم، لها مصالح قوية واهتمام بالغ بهذا الموضوع، نظرًا للأهمية البالغة للممرات البحرية في التجارة العالمية، وإمدادات الطاقة، وكابلات الاتصالات.
وأوضح إن الهند تتشارك حدودًا بحرية مع سبع دول، وساحلًا يزيد طوله عن 11,000 كيلومتر، إضافة إلى ما يقرب من 1,300 جزيرة وجُزيرة صغيرة بحرية. كما تمتلك منطقة اقتصادية خالصة تمتد على مساحة 2.3 مليون كيلومتر مربع.
وعقّب بقوله إن حجم التحديات المتعلقة بالسلامة والأمن البحري، إلى جانب الأهمية الملحة للاستقرار الاقتصادي والاستدامة البيئية، تُعد من القضايا التي تهم الهند.
"إن الاهتمام المرتبط بقضيتي الأمن والازدهار يُشكّل الأساس لرؤية الهند للأمن البحري، وباختصار كلمة "مهاساغار" التي تعني "المحيط" باللغة الهندية، والتي شرحها رئيس الوزراء ناريندرا مودي على أنها تشير إلى"التقدم المتبادل والمتكامل من أجل الأمن والنمو عبر المناطق" قال ذلك في بيانه.
وأوضح إن البحرية الهندية تُسهم في عمليات الأمن وتقديم المساعدة الإنسانية والإغاثة في حالات الكوارث في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وتُعد من أوائل الجهات التي تستجيب في مثل هذه الحالات.
"وبما أن التحديات ذات طبيعة جماعية وتتطلب رد فعل مشترك، فإننا نتفاعل مع شركائنا، لا سيما من دول الجنوب العالمي"، أضاف قائلا.
وتحدث لال أيضًا عن منصة الهند الرقمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي والتي تسمى "إي-سامودرا" والتي سيتم إطلاقها في وقت لاحق من هذا العام للمراقبة في الوقت الفعلي واتخاذ القرارات بشكل أكثر ذكاءً، بهدف تمكين إدارة بحرية أكثر كفاءة وشفافية.
ومُشيرًا إلى مبادرة الهند في حماية البيئة البحرية والممارسات المستدامة، قال لال إن الهند أطلقت الشهر الماضي "سامودرا براشيت"، سفينتها المحلية الصنع للسيطرة على التلوث.
وأردف موضحًاإن الهند تعتمد في سياستها للأمن البحري على خمسة مبادئ رئيسية، وهي: حرية تدفق التجارة البحرية المشروعة؛ وحل النزاعات سلميًا وفقًا لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار؛ والاستجابة الجماعية للكوارث والتهديدات غير التقليدية؛ وحماية البيئة البحرية؛ وتشجيع التواصل البحري المسؤول.