نيودلهي

أكد وزير الشؤون الخارجية إس. جايشانكار، اليوم الخميس، استعداد الهند لتحمّل مسؤوليات أكبر في إصلاح الأمم المتحدة والنظام متعدد الأطراف المتجدد، وذلك خلال كلمته في اجتماع قادة الدول المشاركة في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

وأشار جايشانكار إلى المبادئ الأساسية التي ينبغي أن توجه مسار قوات حفظ السلام التبعة للأمم المتحدة، مؤكدًا أن المهام يجب أن تكون "واقعية وواضحة" لضمان تنفيذها بفعالية، ومؤكدًا على أن المسؤولية الأساسية لحماية المدنيين لا تزال تقع على عاتق الدولة المضيفة.

وقال جايشانكار: "هناك رغبة قوية بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لإصلاح المنظمة، بما في ذلك توسيع فئتي العضوية الدائمة وغير الدائمة في مجلس الأمن، غير أن عملية الإصلاح نفسها تُستخدم لتعطيل هذا المسار، ونتيجة لذلك، يؤسفني القول إنّ المظالم التاريخية لا تزال قائمة".

وتحدثًا عن دور عمليات حفظ السلام، أبرز الوزير مساهمات الهند طويلة الأمد في بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وقال: "منذ تأسيسها، يتضح أن ما يمكن أن نحققه عندما تتحد الأمم من أجل قضيةٍ كبرى. لقد كان حفظة السلام لدينا قوةً فاعلةً من أجل الخير، إذ يضحّي هؤلاء الأبناء والبنات الشجعان بحياتهم لحماية المدنيين، وتقديم المساعدات الإنسانية، ودعم عمليات السلام الهشة. إنهم الحَمَلة الحقيقيون لمشعل التعددية".

وأشاد جايشانكار بحفظة السلام الذين سقطوا أثناء أداء واجبهم، مضيفًا: "اسمحوا لي أن أكرّم اليوم أكثر من 4000 من أفراد الأمم المتحدة و182 من حفظة السلام الهنود الذين قدّموا التضحية القصوى في سبيل الواجب".

وأضاف: "إنهم يجسدون أسمى معاني الشجاعة، ويظل إرثهم نداءً  يدعونا جميعًا إلى العمل. وعلينا أن نضمن أن تبقى رسالتهم حيّة".

ودعا إلى وضع تفويضات واقعية وواضحة لبعثات حفظ السلام، مع ضمان سلامة أفرادها، وأوضح أن مفهوم حفظ السلام لم يكن واردًا في ميثاق الأمم المتحدة عند تأسيسها، بل تطور مع الزمن ليصبح أحد أهم أدوات المنظمة، مؤكدًا أن تغير الديناميكيات الجيوسياسية وتعقيدات الشؤون العالمية والنزاعات شكلت متطلبات حفظ السلام.

كما شدد على أهمية التكنولوجيا في تعزيز فعالية عمليات حفظ السلام، موضحًا أن الهند، كدولة رائدة في الابتكار، مستعدة لتكون نموذجًا في توظيف التكنولوجيا لرفع القدرات التشغيلية لتلك العمليات.

اقرأ أيضًا: السفير خان ووكيل وزارة الخارجية السعودي الساطي يبحثان العلاقات الثنائية

وأشار كذلك إلى ضرورة مواجهة المعلومات المضللة وتعزيز التواصل الاستراتيجي، مؤكدًا الدور الحيوي لتقنيات الاتصال والمعلومات في هذا المجال.