نيودلهي

تجذب القوة الاقتصادية المتنامية للهند اهتمامًا متزايدًا من الشركات الأوروبية، التي تنظر إلى الهند باعتبارها شريكًا أساسيًا للنمو وخلق فرص العمل وتعزيز الاستثمارات.

وأكد هيرفي دلفين، سفير الاتحاد الأوروبي لدى الهند خلال الاجتماع العام السنوي الثاني لاتحاد الأعمال الأوروبية في الهند أن الهند تُشكّل قاعدة كبرى للشركات الأوروبية، مشيرًا إلى أن اتفاقية التجارة الحرة يمكن أن تفتح المجال لفرص اقتصادية أكبر.

وأظهر مسح جديد لـاتحاد الأعمال الأوروبية في الهند (فيبي) أن أكثر من ستة آلاف شركة أوروبية تنشط في السوق الهندية، وقد أسهمت في توفير ما يزيد على ثلاثة ملايين وظيفة. وتشارك هذه الشركات في الاستثمار والتصنيع والابتكار والتصدير من الهند، بما يدعم مباشرة رؤية رئيس الوزراء ناريندرا مودي لمبادرة "صُنع في الهند".

وقال المبعوث الأوروبي إن الشركات الأوروبية في الهند ترى سوقًا جاذبًا، رغم ما ينطوي عليه من تحديات، إلا أنها تتيح فرصًا هائلة. وبينما تستفيد هذه الشركات من تلك الفرص، فإنها تساهم في الوقت نفسه بشكل ملموس في الاقتصاد الهندي؛ فهي تخلق فرص عمل، وتستثمر، وتُصنّع، وتبتكر داخل الهند. وباختصار، فإنها تُجسّد شعار "صُنع في الهند".

ويعد الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري للهند، وبلغ حجم تجارة السلع بينهما 124 مليار يورو في عام 2023، أي أكثر من 12% من إجمالي التجارة الهندية، وفقا لبروكسل

ويعد الاتحاد الأوروبي أكبر شريك تجاري للهند، حيث بلغ حجم تجارة السلع نحو 120 مليار يورو، وهو رقم يفوق حجم التبادل التجاري للهند مع الولايات المتحدة والصين. وعند احتساب تجارة الخدمات، ارتفع إجمالي التجارة الثنائية إلى 180 مليار يورو، ما يعكس متانة العلاقات الاقتصادية بين الجانبين.

وأشار دولفين إلى أنه رغم قوة الأرقام الحالية، ما يزال هناك "إمكانات هائلة غير مستغلة"، وذلك بالنظر إلى أن الاتحاد الأوروبي والهند يُعدّان على التوالي ثاني ورابع أكبر اقتصاد في العالم.

وأوضح أن السبيل إلى إطلاق هذه الإمكانات يكمن في المفاوضات الجارية بين الاتحاد الأوروبي والهند بشأن اتفاقية التجارة الحرة.

اقرأ أيضًا: الأستاذ لاري كرامر: الهند تملك فرصًا اقتصادية هائلة وسط التحديات العالمية

ومن المقرر أن تنطلق الجولة الرابعة عشرة من مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة في السادس من أكتوبر ببروكسل، حيث أكد الجانب الأوروبي أن التوصل إلى اتفاق سيمنح دفعة كبيرة لتدفقات الاستثمارات وتعزيز التعاون في سلاسل التوريد. وأوضح دولفين أن 80% من الشركات الأوروبية أبدت استعدادها لزيادة استثماراتها وتوسيع فرص العمل في الهند في حال إبرام الاتفاقية.