صفنة نذر الدين: أصغر سيدة مسلمة من كيرالا تدخل السلك الإداري الهندي

19-08-2025  آخر تحديث   | 19-08-2025 نشر في   |  آواز دي وايس      بواسطة | آواز دي وايس 
صفنة نذر الدين: أصغر سيدة مسلمة من كيرالا تدخل السلك الإداري الهندي
صفنة نذر الدين: أصغر سيدة مسلمة من كيرالا تدخل السلك الإداري الهندي

 


سريلاثا مينون/تريسور

صفنة هي مثال حي على أن الأحلام يمكن أن تتحقق إذا آمن المرء بها وسعى بجد لتحقيقها. وكان حلمها أن تكون صانعة تغيير في المجتمع، والطريق الذي اختارته لذلك كان عبر الخدمات المدنية.

فقد تمكنت "صفنة نذر الدين"، التي حقّقت المركز الخامس والأربعين على مستوى الهند في امتحانات الخدمة المدنية لعام 2020م، من أن تصبح أصغر سيدة مسلمة من ولاية كيرالا تلتحق بسلك الضباط الإداريين (IAS)  وهي في الثالثة والعشرين من عمرها.

اليوم تشغل صفنة منصب مفوضة العمل في حكومة ولاية كيرالا، بعد أن أنهت فترة عملها السابقة بصفتها نائب مدير المقاطعة في منطقة مالابورام. ونصيحتها الدائمة هي السعي وراء الحلم كضمان أكيد للنجاح.

وتقول صفنة في كلمة ألقتها مؤخرًا أمام مجموعة من الطلاب: "يجب أن يكون لديكم حلم، وأن يكون حلمكم أنتم. وهو حتمًا سيتحقق". وأضافت: "حلمي كان أن أصبح ضابطة في السلك الإداري، وأما حلمكم فقد يكون أي شيء آخر، لكن لا ينبغي أن تسعوا وراء ما يريده والداكم أو أي شخص آخر لكم".

وتقول صفنة إنها بدأت تحلم بأن تصبح ضابطة في السلك الإداريمنذ كانت في الصف الثامن، من غير أن تدرك تمامًا ما يعنيه ذلك. وتضيف في مقابلة أخرى: "كل ما كنت أعرفه أن ضابط الخدمة المدنية الهندية يستطيع أن يقدّم الكثير للمجتمع ويُحدث تغييرات إيجابية".

وقد نشأت صفنة على رؤية والدها يشق طريقه من أدنى المستويات الوظيفية حتى تقاعده بصفته مفتشًا في شرطة كيرالا، كما شاهدت والدتها تعمل في مكتب التوظيف كطابعة، فاعتادت منذ صغرها على نمط من الانضباط والاجتهاد.

وكان والداها دائمًا داعمين لأحلامها. وقد اختارت دراسة العلوم الاجتماعية والإنسانية، على خلاف رغبة والدها الذي كان يتمنى أن تختار التخصص في العلوم. وبرغم أنها كانت من المتفوقات في مدرسة "كيندريا فيديالايا"، وكان بإمكانها اختيار أي تخصص، فإنها آثرت اختيار العلوم الاجتماعية.

وخلال دراستها الجامعية في تخصص الاقتصاد، حصلت صفنة على المركز الأول على مستوى جامعة كيرالا، ثم قرّرت أن تبدأ على الفور الاستعداد لامتحانات الخدمة المدنية، بدلاً من متابعة الدراسات العليا أو الالتحاق بأي برنامج أكاديمي آخر.

وينسب أساتذتها في "أكاديمية فورتشن آي إيه إس" نجاحَها إلى منهجها المخطّط، وتواضعها، وطبيعتها المتقبّلة للتعلّم. ويقول مدير المعهد: "ننصح الكثيرين، لكن لا يتقبل الجميع نصائحنا"، في إشارة إلى التخطيط الدقيق والجهود التي بذلتها صفنة في تحسين ذاتها استعدادًا لامتحانات الخدمة الإدارية الهندية. وتقول صفنة إنها كانت تواجه صعوبة في التحدث أمام الجمهور، لكنها تغلبت على ذلك من خلال التحدث يوميًا حول موضوعات مختارة وهي واقفة أمام المرآة، بناءً على نصيحة أساتذتها في الأكاديمية. ولقد التزمت بروتين محدّد تخلّى عن وسائل التواصل الاجتماعي، وخصّصت ساعتين يوميًا لقراءة الصحف، إضافة إلى حضور دروسها في "أكاديمية فورتشن"، ثم تخصيص ما تبقّى من الوقت للدراسة الذاتية. وتقول إنها لم تبذل سوى 7 إلى 10 ساعات يوميًا، لكنها كانت جميعها ضمن خطة دقيقة التزمت بها التزامًا صارمًا. حتى الساعة التي كانت تقضيها يوميًا بعد الدروس مع الأصدقاء على فنجان قهوة في الخارج، كانت جزءًا من خطتها المنظمة.

ولكن الأهم من ذلك كان حرصها على الاحتفاظ بدفتر خاص تدون فيه ملاحظات حول كل ما تقرأه أو تدرسه، بحيث يسهل عليها مراجعته في نهاية كل أسبوع.

واليوم، وبعد أن قضت عدة سنوات في عملها كضابطة في السلك الإداري، تقول إن الاعتقاد بأن الموظفين البيروقراطيين يقعون طوال الوقت تحت ضغوط سياسية ليس صحيحًا تمامًا.

وتقول صفنة في كلمة أمام جمع من الحضور: "ثمة عقبات نواجهها لأن لكل قضية نتعامل معها أطرافًا معنيين متعددين، ولا بد من أخذ مصالحهم جميعًا في الاعتبار حتى نصل إلى حل يحقّق الفائدة للجميع. وأما عن حياتها الشخصية، فتشير إلى أن عملها كضابطة في السلك الإداري لا يستهلك كل وقتها: "هناك أيام تمتد فيها الاجتماعات حتى ساعات متأخرة من الليل، لكن في المقابل هناك أيام يكون فيها المرء أكثر تفرغًا. إنه كأي عمل آخر يتطلب تحمل المسؤولية".

وتقول صفنة إن حلمها بأن تصبح ضابطة في السلك الإداري قد تعزّز خلال دراستها في مدرسة "كيندريا فيديالايا" أثناء تعلمها مادة العلوم الاجتماعية، حيث تعرّفت على مختلف المجتمعات والفئات العرقية، وعلى التفاوت بين الميسورين والمحرومين في المجتمع. وهناك أدركت أنها أكثر حظًا وامتيازًا من غيرها، وأن عليها أن تعمل من أجل الفئات المهمشة. وقد أعاد ذلك إحياء حلم طفولتها بأن تصبح ضابطة في الخدمة المدنية.

اقرأ أيضًا: عائشة عبد الباسط.. صوتها العذب يصل إلى أكثر من 80 دولة

اليوم، بصفتها مفوّضة العمل، تعيش سفنة حياة مزدحمة بالتعامل مع قضايا العمال المهاجرين، والعمالة غير المنتظمة، ومشكلات البطالة، مطبّقةً ذات النهج المنهجي المليء بالشغف الذي ساعدها على النجاح في امتحانات الخدمة المدنية.