شمس برفِيز .. أستاذ هندي يربط بين العلم والمجتمع لحماية البيئة

07-10-2025  آخر تحديث   | 07-10-2025 نشر في   |  آواز دي وايس      بواسطة | آواز دي وايس 
البروفيسور شمس برفِيز
البروفيسور شمس برفِيز

 


 مَنداكِيني ميشرا / رايبور

يُوجّه البروفيسور الدكتور شمس برفيز طلابه والجمهور برؤيةٍ تمزج بين الدقة العلمية والمسؤولية الاجتماعية. فهو متخصّص في تلوّث الهواء، وصحة البيئة، والكيمياء، ويُعدّ من العلماء القلائل في ولاية تشاتيسغاره الذين نجحوا في ربط البحث الأكاديمي بالاحتياجات المجتمعية.

وقد أسهمت دراساته الواسعة حول جودة الهواء في مدينة رايبور والمناطق المحيطة بها في تزويد صُنّاع السياسات بأساسٍ علميٍّ متين لصياغة التدخلات البيئية المناسبة.

وإن بساطة الدكتور برفيز، ودقته العلمية، وتفانيه في خدمة طلابه، هي ما يُميّز شخصيته. فهو ليس مجرّد معلّمٍ وعالمٍ كفء، بل يُعدّ شخصيةً محورية في المشهد الأكاديمي لولاية تشاتيسغاره في مجال حماية البيئة.

ونُشرت أبحاث الدكتور برفيز في العديد من المجلات الوطنية والدولية، مع تركيزٍ خاص على تغيّر جودة الهواء في ولاية تشاتيسغاره، مقدّمًا من خلالها توجيهًا علميًّا لصياغة سياسات بيئية وبرامج صحية عامة على مستوى الولاية.

ويعكس تعاونه مع مؤسساتٍ عالمية مرموقة، من بينها وكالة ناسا والأكاديمية الصينية للعلوم، المستوى الرفيع لأبحاثه التي قاد من خلالها مشاريع علمية تجاوزت قيمتها ملايين الدولارات.

وبعد إتمام دراسته، بدأ الدكتور شمس برفيز مسيرته الأكاديمية في جامعة البندت رافي شانكار شوكلا، حيث يتمتع بخبرة تدريسية تزيد عن 25 عامًا، وبخبرة بحثية تزيد عن 27 عامًا.

وعلى مدى هذه السنوات، ألّف الدكتور شمس برفيز العديد من الأوراق البحثية، وأشرف على طلاب الماجستير والدكتوراه، مُسهِمًا في إعداد جيلٍ جديدٍ من العلماء والباحثين.

وتركّز أبحاثه بصورة رئيسة على تلوّث الهواء وتأثيره على الصحة العامة، وجودة الهواء الصناعي، والكيمياء البيئية.

فالهواء الذي نتنفسه يحمل في طيّاته قصصًا عن الجودة والمخاطر، والعلماء أمثال الدكتور شمس برفيز هم من يُجيدون روايتها وفهمها. وبصفته أستاذًا في كلية الدراسات العليا للكيمياء بجامعة رافي شانكار شوكلا، يُجري الدكتور برفيز أبحاثًا على جميع المستويات — من الجسيمات الدقيقة المحمولة جوًا إلى التلوث الناتج عن الأنشطة الثقافية والاجتماعية.

وبخبرته العميقة في مجال الكيمياء، لا يُعدّ الدكتور برفيز مجرّد معلّمٍ أكاديمي، بل هو باحثٌ مخلص يسعى للحفاظ على التوازن البيئي وفهمٍ شاملٍ لظاهرة تلوّث الهواء وتأثيراتها المتشابكة على الإنسان والبيئة.

وحصل الدكتور شمس برفيز على شهادتي البكالوريوس والماجستير في الكيمياء الفيزيائية، وشهادة الدكتوراه في العلوم الكيميائية من الجامعة نفسها، ومنذ عام 1992م وهو منخرطٌ بنشاط في مجالي التدريس والبحث العلمي، حيث أشرف على عددٍ كبير من الطلاب على مدى ما يقرب من ثلاثة عقود.

ويؤمن الدكتور برفيز بأن البحث العلمي يظلّ ناقصًا ما لم تعمّ فوائده المجتمع، وانطلاقًا من هذا المبدأ حرص دائمًا على تحويل نتائج مختبره إلى أفكارٍ قابلة للتطبيق تفيد الناس مباشرةً. وقد أسهمت دراساته حول مخاطر تلوث الهواء في رفع مستوى الوعي العام، وأثّرت في النقاشات المتعلقة بصياغة السياسات البيئية.

وبدأت المسيرة الأكاديمية للدكتور برفيز بشغفه بالكيمياء، ذلك الشغف الذي قاده من دراساته العليا والدكتوراه إلى اختياره ضمن لجنة الخدمة العامة للتدريس في الكليات، ثم إلى انضمامه لاحقًا إلى الجامعة كأستاذٍ، جامعًا بين العلم والالتزام والمسؤولية تجاه المجتمع.

وتدريجيًا، تحوّل اهتمام الدكتور شمس برفيز إلى الكيمياء الفيزيائية، ثم إلى كيمياء الغلاف الجوي بشكلٍ أخصّ. وعلى مدى أكثر من ثلاثين عامًا من التدريس، أصبح مصدر إلهامٍ لطلابه، يحفّزهم على تبنّي التفكير العلمي ليس فقط من خلال الكتب الدراسية، بل عبر التجارب المعملية والبحث الميداني المباشر.

وبالنسبة إلى الدكتور برفيز، فإن غاية التعليم والبحث العلمي تتجاوز حدود اكتساب المعرفة، فهي تتمثل في بناء مجتمعٍ صحيٍّ واعٍ ومسؤول. ولذلك يولي في أبحاثه اهتمامًا خاصًا بالقضايا المحلية، مثل مستويات التلوث في مدينة رايبور، ووجود الجسيمات الدقيقة (PM2.5 وPM10)، وتأثير الغازات السامة على الصحة العامة.

ويرى الدكتور برفيز أن من الأسباب الجذرية لتدهور البيئة هو تزايد "التلوث الذهني" لدى الأفراد، أي ضعف الوعي العلمي وتراجع الحسّ بالمسؤولية تجاه البيئة. ولهذا، يُقدّم بانتظام نصائح للإعلام والجمهور لاعتماد المنهج العلمي في الحياة اليومية، سواء في الممارسات الثقافية أو الدينية، داعيًا إلى خياراتٍ أكثر أمانًا، مثل تجنّب حرق المواد التي تُطلق غازاتٍ سامة، وفحص جودة الهواء داخل المركبات للحفاظ على الصحة العامة والبيئة.

ويُولي الدكتور شمس برفيز أهميةً كبيرة للحفاظ على نظافة الأحياء والمناطق السكنية، وضمان تصريفٍ سليمٍ لمياه الأمطار لتجنّب انتشار المركّبات العضوية الضارة، كما يُعارض بشدّة حرق النفايات في الأماكن المفتوحة. ويرى أن حتى الممارسات المنزلية البسيطة، مثل تجنّب استخدام أعواد البخور، يمكن أن تُسهم في تحسين جودة الهواء وصحة المجتمع.

ويعمل الدكتور برفيز على قياس جودة الهواء وتحديد مصادر التلوث، من خلال تحليل إسهامات الأنشطة الصناعية والمنزلية والدينية في مستويات التلوث. كما يتناول في أبحاثه تأثير الأنشطة الثقافية والدينية، بدراسة انبعاثات الجسيمات الدقيقة، والمركّبات العضوية المتطايرة، والدخان الناتج عن مراسم الحرق والطقوس، وتحليل انعكاساتها على الصحة العامة والبيئة.

وقد حاز على زمالة فولبرايت البحثية الأمريكية في مجال القيادة البيئية لعام 2010م من معهد بحوث الصحراء بمدينة رينو، بولاية نيفادا. كما حصل على زمالة المجلس الهندي للأبحاث العلمية والصناعية، للأبحاث العليا في الفترة ما بين 1992 و1994م.

وإلى جانب ذلك، شغل الدكتور برفيز عضوية لجنة التخطيط في ولاية تشاتيسغاره كمستشارٍ علمي، وشارك كخبير في مبادرات الولاية لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة، وهو أيضًا عضو في اللجنة الفنية لمؤسسة "ANR" التابعة لدائرة العلوم والتكنولوجيا في الهند.

ويحثّ الدكتور شمس برفيز طلابه على الاهتمام المتوازن بالتعليم والبحث العلمي، داعيًا إياهم إلى تنمية العقلية العلمية مع وضع احتياجات الوطن في مقدّمة أولوياتهم. ويُشدّد دائمًا على أن تمويل الأبحاث العلمية مصدره المجتمع، وبالتالي يجب أن يُستخدم بمسؤولية لخدمة المصلحة العامة.

وإلى جانب مسؤولياته الأكاديمية، يشغل الدكتور برفيز منصب رئيس جمعية أساتذة جامعة البندت رافي شانكار شوكلا، كما يقود اتحاد هيئات التدريس الجامعية على مستوى ولاية تشاتيسغاره، مدافعًا عن قضايا التعليم العالي والبحث العلمي.

ومن خلال حياةٍ كرّسها للبحث العلمي، وحماية البيئة، والمسؤولية الاجتماعية، يُجسّد الدكتور شمس برفيز مثالًا حيًّا على كيفية مواءمة البحث والتعليم لخدمة المجتمع، ليصبح بحقّ حارسًا أمينًا لجودة الهواء والصحة العامة في ولاية تشاتيسغاره.