جاويد أختر/كولكاتا
مع تحوّل مدينة كولكاتا في ولاية غرب البنغال إلى ساحة فنية خلال الاحتفالات بـ"دُورغا بوجا"، اختار العديد من الباندالات أن يحمل موضوع "عملية سندور"- وهي الضربات الدقيقة التي نفّذتها الهند ضد المراكز الإرهابية في باكستان، وذلك ردًا على الهجوم الإرهابي في باهالجام الذي أودى بحياة 26 شخصًا- ما جعله يجذب أعدادًا كبيرة من الزوار.
ويركّز هذا الموضوع على نحو خاص على العقيدة صوفيا قريشي وقائدة الجناح فيوميكا سينغ، اللتين أصبحتا لأول مرة ناطقتين باسم عملية عسكرية.
وأما الباندال الذي أقامه نادي "يونغ بويز كلوب" الشهير في قلب كولكاتا، فقد أثار اهتمامًا واسعًا، حيث يتدفق الناس لمشاهدته، إذ يجسّد "باندال دورغا بوجا" المستوحى من "عملية سندور" بطولة الجنود الهنود وتضحياتهم في الدفاع عن وطنهم ضد الإرهاب.
ويحتفل النادي هذا العام بالذكرى السادسة والخمسين لإقامة الاحتفالات بدورغا بوجا. وفي كل عام، يقصده مئات الآلاف لزيارة الباندال الخاص به، المعروف بفخامته الفنية وموضوعاته الملهمة والواعية اجتماعيًا.
وتأتي احتفالات هذا العام لتجسد تلاقيًا رائعًا بين روح العبادة العميقة ومشاعر الفخر الوطني، حيث يجذب الباندال النابض بالحياة الواقع في شارع تارا تشاند دوتا، والذي يعد معلمًا بارزًا يربط بين "سنترال أفينيو" و"رابندرا ساراني"، آلاف الزوار يوميًا.
وأما السمة الأبرز لهذا الباندال فهي إدراج نماذج مبهرة للعقيدة صوفيا قريشي وقائدة الجناح فيوميكا سينغ، وهما ضابطتان شجاعتان جرى تكريمهما لدورهما في "عملية سندور".
ومن خلال ذلك، أراد المنظمون إبراز القوة المتنامية والقيادة والشجاعة التي لا تلين للمرأة في صفوف الجيش الهندي، إذ تمثل هاتان الضابطتان نموذجًا رمزيًا للرجال والنساء الشجعان في القوات المسلحة الهندية الذين يضطلعون بدور رائد في خدمة الوطن.
وإن العرض البارز لهاتين الضابطتين في الباندال يرمز إلى أن الرجال والنساء يقفون جنبًا إلى جنب في الدفاع عن الوطن، وأن قوة الإلهة دورغا تتجلى في كل جندي مستعد لحماية البلاد.
وقد صُمِّم الباندال على يد الفنان الشهير ديبشانكار ماهيش، حيث يزدان بأعمال فنية مبهرة تجسّد شجاعة القوات المسلحة الهندية وبطولاتها.
وزُيِّن الباندال ليحاكي أجواء ساحة المعركة، فعُرضت فيه نماذج لمدرعات ودبابات وطائرات مقاتلة وصواريخ تابعة للجيش الهندي. وهذه المعروضات ليست مجرد ديكور، بل هي بمثابة تكريم صادق لشجاعة الجنود وتفانيهم في خدمة الوطن.
وفي تصريح لوسائل الإعلام، أوضح راكيش سينغ، المنظم الرئيس لنادي "يونغ بويز كلوب"، أهمية هذا الموضوع قائلاً: "إن دورغا بوجا ليس مجرد احتفال بالنسبة إلينا، بل هو شعور عاطفي يوحّد الناس."
وأضاف: "نسعى في كل عام إلى تقديم موضوع لا يجذب الزوار فحسب، بل يحمل رسالة عميقة. وموضوع هذا العام، "عملية سندور"، هو بمثابة تكريم صادق لجنود وطننا الشجعان الذين يحمون حدودنا بشجاعة وتفانٍ لا يتزعزع. ومن خلال هذا المهرجان، نرغب في الاحتفاء ببطولاتهم وغرس شعور بالفخر والروح الوطنية في قلوب جميع الزوار."
كما شارك فيكرانت سينغ، رئيس شباب النادي، أفكاره في هذه المناسبة قائلاً: "من خلال "عملية سندور" نود أن نحيّي تضحيات جنودنا الذين يحمون وطننا بتفانٍ لا يتزعزع. وإن موضوع هذا العام لا يقتصر على الزينة، بل يرمز إلى الإخلاص للوطن الأم ويعكس الاحترام للرجال والنساء الشجعان في قواتنا المسلحة"، مضيفًا "نأمل أن يترك هذا التكريم في نفس كل زائر شعورًا عميقًا بالفخر والامتنان."
وأكد فينود سينغ، المنظم المشارك، أن هدفهم في كل عام هو تنظيم احتفالات بدورغا بوجا تترك أثرًا دائمًا، ليس من خلال الفخامة فقط، بل عبر قصص تحمل معاني عميقة.
وشجّع نادي "يونغ بويز كلوب" الناس من جميع فئات المجتمع على حضور احتفالات هذا العام. ويحمل موضوع "عملية سندور" دعوةً للجميع لشهود هذا المهرجان والاحتفاء به بروح الفخر والإخلاص. ومن خلال هذا الموضوع، أثبتت الاحتفالات بدورغا بوجا في كولكاتا مرة أخرى أنها ليست مجرد مهرجان ديني، بل منبر قوي للتعبير عن الوعي الاجتماعي والمشاعر الوطنية.