المعرض الدولي للسيرة النبوية في بنغالورو: رحلة تفاعلية تجمع الإيمان بالتقنية وتستحضر سيرة النبي ﷺ

25-10-2025  آخر تحديث   | 25-10-2025 نشر في   |  أحمد      بواسطة | آواز دي وايس 
المعرض الدولي للسيرة النبوية في بنغالورو: رحلة تفاعلية تجمع الإيمان بالتقنية وتستحضر سيرة النبي ﷺ
المعرض الدولي للسيرة النبوية في بنغالورو: رحلة تفاعلية تجمع الإيمان بالتقنية وتستحضر سيرة النبي ﷺ

 


ثانية أنجم /نيلاساندرا

مع طلوع شمس بنغالورو في صباحٍ جميل من أكتوبر 2025م، تعيش زاوية هادئة من نيلاساندرا أجواءً مفعمة بالحركة والترقّب، ويتحوّل ملعب هيئة تطوير بنغالورو إلى نافذةٍ ساحرةٍ على الماضي، حيث يُقام المعرض الدولي للسيرة النبوية، احتفال مفعم بالحيوية يوظّف أحدث التقنيات لعرض سيرة النبي محمد ﷺبطريقة مبتكرة وجذّابة.

ويجري المعرض خلال الفترة من 24 إلى 27 أكتوبر، حيث يفتح  أبوابه مجانًا أمام الزوّار، ليأخذهم في رحلةٍ ممتعة إلى أعماق التاريخ، حيث يمكنهم العودة إلى رمال الجزيرة العربية في القرن السابع واكتشاف ملامح الحياة في ذلك الزمن. هناك، تمتزج اللمسات الإيمانية بروح التكنولوجيا الحديثة.

ويقدّم المعرض الدولي للسيرة النبوية تجربةً روحية مؤثرة ومفعمة بالإبداع، تجمع بين التقنية الحديثة والإيمان العميق لعرض سيرة النبي محمد ﷺبأسلوبٍ يجذب العائلات والشباب والمهتمين على حدّ سواء. إنه حدث تفاعلي يربط الماضي بالحاضر في أجواءٍ نابضة بالحياة والمعنى.

وانطلق المعرض الدولي في 24 أكتوبر 2025م بحضور عدد من وزراء كارناتاكا ومسؤوليها البارزين، في افتتاحٍ أبرز مكانة الحدث كجسرٍ يوحّد المجتمع ويعزز القيم النبوية. ونظمت المعرض لجنة "أكبري مسجد" ولاقى المعرض تفاعلًا واسعًا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث انتشرت صورٌ ومقاطع لعائلاتٍ وأطفالٍ يعيشون أجواء روحانية مؤثرة.

ويأخذ المعرض الزائرين في رحلة تفاعلية مذهلة تمتد لساعتين أو ثلاث، تعيد إحياء محطات من سيرة النبي محمد ﷺبأسلوبٍ بصريٍّ مبتكر. ويبدأ الزائر من نموذجٍ واقعي لمكة في عهد النبي إبراهيم عليه السلام، مرورًا بمشاهد الميلاد والهجرة إلى غار ثور، حيث تُعرض الأحداث باستخدام تقنيات ثلاثية الأبعاد والواقع الافتراضي والمؤثرات الصوتية.

ومن أبرز التجارب التي تخطف الأنفاس جولة افتراضية عبر مكة المكرمة في طفولة النبي ﷺ، حيث تُتيح للزائر أن يعيش تفاصيلها ويشعر بنبض أسواقها وروحها التاريخية وكأنه جزء من المشهد نفسه.

ويُجسّد قسم المدينة المنورة في المعرض تجربةً بصرية وروحية آسرة، تُبرز تطوّر المسجد النبوي الشريف منذ بنائه البسيط من الطين حتى توسعاته الحديثة عبر نماذج دقيقة نابضة بالتفاصيل.

وتتيح الشاشات التفاعلية للزوّار التعرّف على أحداث محورية مثل صلح الحديبية، فيما تنقلهم المؤثرات الصوتية إلى أجواء معركة بدر بأسلوبٍ مؤثر يدمج الحس التاريخي بالعاطفة الإيمانية. ويقدّم المعرض للأطفال محطات تعليمية مستوحاة من السنة النبوية، تعلّمهم قيمًا مثل الابتسامة ومشاركة الطعام، بينما يوفّر ركن التأمل لحظة سكونٍ وعُمقٍ، حيث تُعرض كلمات خطبة الوداع على الجدران لتغرس في النفوس رسالة النبي ﷺعن الرحمة والإنسانية.

ويتميّز المعرض الدولي للسيرة النبوية بتوظيفه التقنيات الحديثة لعرض السيرة بأسلوبٍ حيّ وتفاعلي. كما يقدّم أنشطة تفاعلية للشباب بأسئلة تربط السيرة بعصر التكنولوجيا، مما يجعل التجربة قريبة من الجيل الرقمي ومفعمة بالحيوية، حتى وصفها أحد الزوّار بأنها "رحلة عبر الزمن مزوّدة بـ"واي فاي".

ويستقطب المعرض الدولي للسيرة النبوية في بنغالورو جمهورًا متنوعًا بفضل الدخول المجاني، من عائلات وأطفال وطلاب وكبار سن، في أجواءٍ لطيفة تتراوح حرارتها بين 24 و28 درجة مئوية.

ويُوفّر أقسامًا خاصة للنساء ومرافق للصلاة تتماشى مع أوقات الصلوات، إلى جانب محاضرات يومية للعلماء، تتناول قيادة النبي ﷺورسالته في الرحمة. كما تضفي المسابقات التفاعلية والجوائز اليومية جوًّا من المتعة والتعليم.

ويشكّل المعرض في بنغالورو امتدادًا لموجة عالمية من من معارض السيرة التي أُقيمت في الرباط وداكار وناغبور ومومبرا، وجمعت بين الإيمان والتكنولوجيا الحديثة. وتتميّز نسخة بنغالورو من المعرض بحجمها الكبير وطابعها المحلي الفريد، حيث يدعو المنظّمون الزوّار إلى "استعادة أمجاد عصر النبي ﷺ".

اقرأ أيضًا: المهرجانات الهندوسية في غرب البنغال- كالي بوجا

وقد حظيت بتفاعلٍ واسعٍ على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ امتلأت المنصّات بالصور والمقاطع والانطباعات التي تعكس الإعجاب والارتباط الروحي العميق الذي تركه المعرض في نفوس الحاضرين. ويقترب المعرض من ختامه، ويُفضّل زيارته قبل الثانية ظهرًا لتجنّب الازدحام. ويواصل المعرض فعالياته كجسرٍ بين الماضي والحاضر، ويُختتم في 27 أكتوبر.

قصص مقترحة