كيرالا
في إطار تعزيز القيم الأخلاقية وإحياء معالم الأدب النبوي الشريف، شهدت جامعة مركز الثقافة السنية الإسلامية بكيرالا، مساء يوم الأربعاء (9 يوليو،) افتتاح سلسلة دروس علمية متميزة لفضيلة الشيخ الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف المصرية، ووذلك بحضور علمي وجماهيري واسع.
وقد افتُتح المجلس بكلمة مباركة ألقاها فضيلة الشيخ أبو بكر أحمد، مفتي الهند ومؤسس الجامعة، حيث أشار إلى أهمية الأدب في حياة الإنسان، وأنه مفتاح القبول في الدنيا والآخرة، وأساس بناء الشخصية المؤمنة الراسخة.
وتحدّث فضيلة الشيخ الدكتور أسامة الأزهري عن مفهوم الأدب، مبيِّنًا أن له نوعين: أدب ظاهر: في الأفعال والأقوال والسلوك الاجتماعي؛ وأدب باطن: في النية، والتواضع، والإخلاص، والمراقبة.
وأوضح فضيلته أن الإمام البخاري قدّم كتاب الأدب في ترتيبه عمدًا، وافتتحه بأحاديث عظيمة كحديث أنس وحديث عمر، ليبيّن جوامع الأدب النبوي في: الأدب مع الله تعالى، والأدب مع الخَلق والناس، والأدب مع الوطن والمجتمع.
وأشار الدكتور الأزهري إلى أن لبّ الأدب في الشريعة هو "العمل الذي يُقصد به وجه الله"، واستعرض نماذج قرآنية تدل على رفعة الأدب الإلهي في التعبير: قال تعالى: ﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ﴾ بدلًامن"كريم"، وقال: ﴿أَقْوَمُ﴾ بدلًا من "قويم"، و﴿أَحْسَنُ﴾ لا مجرد "حسن"، و﴿أَزْكَى﴾ بدلًا من "زاكي"، و﴿أَعْلَمُ﴾ و﴿أَهْدَى سَبِيلًا﴾ و﴿أَتْقَى﴾ و﴿أَكْبَرُ﴾ و﴿أَحَبُّ﴾. وكل هذه التعابير تدل على أن القرآن الكريم يعلّمنا الأدب الرفيع في أقوالنا وأفعالنا، ويربينا على الطهارة الظاهرة والباطنة.
وختم فضيلته بدعوة حارة إلى طلاب العلم قائلًا: "اذهبوا إلى القمم، فإن أعالي الجنة لا ينالها إلا أصحاب الأدب الرفيع!"
اقرأ أيضًا: السفارة المصرية في نيودلهي تحتفل بالذكرى الـ73 لثورة 23 يوليو
وشارك في هذا المجلس جمع من كبار العلماء والأساتذة وطلاب العلم من مختلف كليات الجامعة وفروعها، وسط أجواء من الخشوع والبهجة.
وأعرب رئيس الجامعة عن بالغ تقديره لمشاركة الوزير، مؤكِّدًا أن هذه المشاركة تُجسِّد مكانة الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف المصرية في دعم الحراك العلمي والدعوي في العالم الإسلامي، وتعزيز روابط الأخوة والتعاون بين المؤسسات الدينية.