نيودلهي
نظّم اتحاد أساتذة وعلماء اللغة العربية لعموم الهند، ندوة عن بعد، مساء 27 سبتمبر 2025م، لاستعراض تجربة البرنامج التدريبي الدولي الذي قدّمه مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية بالرياض بالتعاون مع جامعة الملك عبد العزيز في جدة، تحت مظلة وقف لغة القرآن الكريم في الجامعة. واستمر البرنامج من 4 إلى 29 مايو 2025م، وشارك فيه أربعة من الأكاديميين الهنود؛ الأستاذ محمد سليم من جامعة إنديرا غاندي المفتوحة، والدكتور مجيب أختر من جامعة دلهي، والدكتور محمد أجمل من جامعة جواهر لال نهرو بنيودلهي، والدكتور سعيد الرحمن من الجامعة العالية بكولكاتا.
وامتد البرنامج على مدار أربعة أسابيع، وشمل مزيجًا من الورش الأكاديمية والأنشطة الثقافية التي هدفت إلى تعزيز مهارات المعلمين في تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها. وتضمنت الفعاليات: تدريب متقدم (تركيز على أحدث أساليب تدريس اللغة العربية باستخدام التكنولوجيا الحديثة)؛ وإعداد مناهج متميزة (تصميم مواد تعليمية تلبّي احتياجات الطلاب في بيئات غير عربية)؛ وتقييم المهارات اللغوية (تدريب على تصميم اختبارات تتماشى مع المعايير العالمية)؛ وزيارات ثقافية (جولات في المواقع التاريخية بجدة، مثل حي البلد، لتعميق الفهم الثقافي ومنح تجربة الانغماس الثقافي).
وخلال الاجتماع الافتراضي، وصف المعلمون المشارِكون البرنامج بأنه "تجربة استثنائية" قامت بإثراء مهاراتهم التدريسية وزادت من فهمهم للثقافة العربية. وأشاروا إلى أن المحاضرات التي قدّمها الخبراء العرب، إلى جانب النقاشات الأكاديمية والجولات الثقافية، والمواد العلمية التي قُدمت لهم، ساعدتهم على ربط اللغة بسياقاتها الثقافية، مؤكدين أن هذا البرنامج هو الأول من نوعه الذي وفّر تدريبًا متخصصًا للمعلمين الهنود برفقة معلمين مشاركين من بلدان غير عربية كثيرة، في حرم جامعة الملك عبد العزيز بجدة، ومشيدين بالتنظيم الاحترافي والدعم المقدَّم من مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية.
كما أكّد المشاركون أن البرنامج حقق العديد من الفوائد، منها: تطوير مهني (اكتساب أدوات حديثة لتصميم المناهج وتقييم المهارات اللغوية)؛ وفهم ثقافي (تعميق المعرفة بالمجتمع العربي من خلال التجربة المباشرة)؛ وشبكات تواصل (بناء علاقات مهنية مع أكاديميين وخبراء على المستوى الدولي).
وأشاروا إلى أن هذا البرنامج التدريبي هو خطوة بالغة الأهمية في تعزيز التعاون الأكاديمي والثقافي بين الهند والمملكة العربية السعودية، إذ يفتح آفاقًا واعدة لمزيد من الفرص أمام المعلمين الجادين الهنود للاستفادة من هذه التجربة الرائدة وتوظيفها في تطوير مهاراتهم وخبراتهم التعليمية.
ومن جانبها، أعربت الدكتورة حنان المالكي، ضيفة الشرف في الحفل وممثلة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، عن إعجابها بالمداخلات التي قدّمها المشاركون في الدورة التدريبية والتي عكست تجاربهم الشخصية في دورة التأهيل اللغوي بالمملكة العربية السعودية. كما أعلنت عن استمرار البرنامج في السنوات المقبلة مع خطط لتوسيع نطاقه ليشمل عددًا أكبر من المعلمين الهنود، مؤكدةً أن هذه المبادرة تأتي تجسيدًا لالتزام المملكة بنشر اللغة العربية وتعزيز حضورها عالميًا.
وفي الختام، قدّم الأستاذ زبير أحمد فاروقي رئيس الحفل، في كلمته الرئاسية أسمى آيات الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان على جهودهما العظيمة والمشكورة في نشر اللغة العربية وتمكينها على المستوى العالمي. وأدار اللقاء الأستاذ مجيب الرحمن الأمين العام للاتحاد، فيما ألقى الأستاذ رضوان الرحمن، رئيس الاتحاد كلمة الشكر.
اقرأ أيضًا: الجامعة الملية الإسلامية – منهل الدارسين والباحثين (2)
وحضر اللقاء عدد كبير من الأساتذة والطلاب، من بينهم الأستاذ نسيم أختر الندوي، والأستاذ أشفاق أحمد الندوي، والأستاذ نعيم الحسن، والأستاذ محمد قطب الدين، والدكتور شمس كمال أنجم، وكثيرون من الطلبة والباحثين.