نيودلهي
أطلق وزير الدولة الهندي للعلوم والتكنولوجيا، الدكتور جيتندرا سينغ، أول علاج جيني هندي يعتمد على تقنية كريسبر CRISPR، لعلاج فقر الدم المنجلي، تحت اسم "بيرسا 101"، في خطوة تُعدّ تحولًا مهمًا لصالح المجتمعات القبلية الأكثر تضررًا بالمرض.
وجاء إطلاق العلاج تزامنًا مع الذكرى الـ150 للمناضل القبلي بيرسا موندا. وأكد الوزير أن الهند تبدأ مرحلة جديدة نحو القضاء على المرض بحلول 2047م، مشيرًا إلى أن العلاج طُوّر في معهد الجينوم والبيولوجيا التكاملية، التابع للمجلس الهندي للبحث العلمي والصناعي، ويُعدّ إنجازًا علميًا يضع الهند ضمن الدول المتقدمة في العلاجات الجينية منخفضة التكلفة مقارنة بالعلاجات العالمية الباهظة.
وشهد الحدث توقيع اتفاق لنقل التكنولوجيا مع معهد "سيروم" للأمصال، إلى جانب افتتاح منشأة بحثية جديدة لتعزيز الابتكار العلمي. وأكد الوزير أن العلاج يعمل وفق آلية تشبه "الجراحة الجينية الدقيقة" القادرة على علاج فقر الدم المنجلي وأمراض وراثية مشابهة.
ومن الجدير بالكر أن تقنية كريسبر هي أداة متقدمة للتعديل الجيني تُشبه "مقصًا جزيئيًا" يسمح للعلماء بقص أجزاء من الحمض النووي واستبدالها بدقة عالية. وتعتمد التقنية على إنزيم Cas9، الذي يستخدم شريطًا من الحمض النووي الريبي لتحديد الجزء المستهدف من الجين. وتمتاز بأنها رخيصة، وسهلة الاستخدام، وسريعة، وتفتح الباب لعلاج أمراض وراثية معقدة. لكنها تُثير أيضًا مخاوف علمية وأخلاقية، خصوصًا عند استخدامها في الأجنة أو الخلايا التناسلية، إذ يمكن أن تنتقل التعديلات إلى الأجيال المقبلة.
ومن جهته، أكد معهد المصل الهندي التزامه بتوفير العلاج بأسعار رخيصة، مشيرًا إلى أن العلاجات الجينية عالميًا تتجاوز 3 ملايين دولار، وأن هدفهم هو جعل العلاج متاحًا حتى لأفقر الفئات.
اقرأ أيضًا: مذكرة تفاهم لتطوير بحوث الأيورفيدا في رعاية سنّ اليأس
واختتم جيتندرا سينغ كلمته بالتأكيد على أن الهند تنتقل من استيراد التكنولوجيا إلى تصديرها، لتصبح وجهة عالمية في الرعاية الصحية المتقدمة منخفضة التكلفة.