نيودلهي

شهدت ولاية بيهار الهندية تحولًا سياسيًا لافتًا، بعدما حقق التحالف الوطني الديمقراطي (NDA) فوزًا كبيرًا في الانتخابات التشريعية، متقدمًا في نحو 203 مقاعد، في واحدة من أكثر المعارك الانتخابية تنافسًا خلال السنوات الأخيرة.

وسجل حزب بهارتيا جاناتا (BJP) تقدمًا لافتًا بنيله 92 مقعدًا، فيما حصد حزب جاناتا دال (الموحد) بزعامة رئيس الوزراء نيتـيش كومار 83 مقعدًا. كما لعب الحلفاء، وعلى رأسهم حزب لوك جانشكتي (الجناح الجمهوري) بزعامة تشيراغ باسوان، دورًا بارزًا في تحقيق هذا التفوق، بعدما تصدر الأخير النتائج في 19 دائرة انتخابية.

وفي المقابل، تكبّد تحالف المعارضة خسارة قاسية، إذ لم يتجاوز مجموع ما حصل عليه 40 مقعدًا. واكتفى حزب راشتر جنتا دال (RJD) بـ25 مقعدًا، بينما تراجع حزب المؤتمر الوطني إلى 6 مقاعد فقط، في مؤشر يعكس ميلًا واضحًا لدى الناخبين نحو تجديد الثقة بالتحالف الحاكم.

ويرى محللون أن تجدد التفويض الشعبي لنيتـيش كومار يعود إلى نجاحه في بناء تحالف اجتماعي معقد ومتين، شمل الطبقات الهامشية المهمشة فضلاً عن قاعدة واسعة من النساء حافظ عليها لأكثر من عقدين. وبذلك، يواصل كومار موقعه كعنصر حاسم في سياسة بيهار، بغضّ النظر عن موقع حزبه في ترتيب الفائزين كما حدث في انتخابات 2010م و2015م و2020م.

وإلى ذلك، حقق تشيراغ باسوان مكاسب سياسية مهمة، بعدما تصدر حزبه 19 مقعدًا من أصل 29 دائرة انتخابية خاضها، مثبتًا قدرته على تعزيز رصيد التحالف بنحو 5 إلى 6 في المئة من أصوات طبقة الباسوان والداليت. وتمثل هذه النتائج دفعة قوية لباسوان، الذي يبرز اليوم كواحد من أبرز الوجوه الصاعدة في مرحلة ما بعد نيتـيش كومار.

حقق التحالف الوطني الديمقراطي فوزًا تاريخيًا يصل إلى نحو 202 مقاعد من بين 243 في الجمعية التشريعية. وخاضت أحزاب التحالف حملتها تحت شعار "الحكومة المزدوجة" بقيادة رئيس الوزراء ناريندرا مودي وكبير وزراء الولاية نيتـيش كومار، مع التركيز على الاستقرار والتنمية والشمول الاجتماعي.

وسجلت الولاية معدلات مشاركة مرتفعة في هذه الانتخابات، بلغت 67.13% خلال الانتخابات التي جرت على مرحلتين في السادس والحادي عشر من نوفمبر، لاختيار أعضاء الجمعية التي تضم 243 مقعداً.

وتظهر هذه المشاركة المرتفعة تاريخية بين النساء والشباب، بفعل الثقة المتزايدة في برامج الرعاية الاجتماعية وشبكات العمل التنظيمي على الأرض.

اقرأ أيضًا: انطلاق المرحلة الثانية والأخيرة من انتخابات الجمعية التشريعية في ولاية بيهار اليوم

ويرى محللون أن نجاح التحالف جاء نتيجة تناغم في توزيع المقاعد بين مكوناته، وتفعيل خطاب يستحضر مخاوف الماضي المعروف بـ"عهد الغابة"، ما حوّل الانتخابات إلى استفتاء شعبي على الاستقرار بعد سنوات من التحديات السياسية والأمنية.