نيودلهي

أكد وزير الشؤون الخارجية، إس. جايشانكار، التزام حكومة مودي بتنمية السياحة في الهند، مشيرًا إلى أن السياحة ليست فقط نشاطًا اقتصاديًا، بل يشكّل جزءًا لا يتجزأ من النسيج الحضاري والثقافي للبلاد.

جاء ذلك في كلمته خلال الملتقى الوطني للسياحة الذي نظمه الاتحاد الفيدرالي لجمعيات السياحة والضيافة في الهند في الفترة ما بين 12 و13 أغسطس، حيث أعرب عن سعادته بالمشاركة قائلًا: "سعدتُ بإلقاء كلمتي في الملتقى الوطني للسياحة وبالتحدث عن السياحة في الهند: إمكاناتها، ونموّها، وروحها التي تدفعها إلى الأمام. وقد عبّرتُ عن تقديري لإسهامات هذا القطاع في إحياء وتعزيز فخرنا الثقافي، وتنشيط اقتصادنا، وإبراز تنوّع دولتنا الحضارية".

وأكد قائلًا: "أود أن أقول إن ما يربط أي أمة بالعالم، أكثر من الدبلوماسية نفسها، هو السياحة، لأنها لا تُشكّل فقط فهمنا للدول الأخرى، بل تحدد أيضًا صورتنا في أعينهم." وأوضح أن رئيس الوزراء مودي شجعنا على استخدام ما يسميه بـ"ثلاث تي" وهي: السياحة (توريزم)، والتجارة (تريد)، والتكنولوجيا (تكنولوجي)، كمقياس فعلي لتقييم علاقاتنا الخارجية.

وأضاف في كلمته: "إن رئيس الوزراء مودي يتفاعل دائمًا مع الجاليات الهندية في الخارج خلال زياراته. وأود أن أذكّركم بأن رسالته الدائمة لهم هي أن يصحبوا مع أصدقائهم في زيارتهم القادمة إلى الهند."

وفي سياق حديثه عن جهود الهند في إبراز ثقافتها وتراثها، أشار جايشانكار إلى أن الهند تعمل باستمرار على تعزيز حضورها على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، حيث قال: "في السنوات الأخيرة، بذلنا جهودًا متواصلة لجعل تراثنا وثقافتنا أكثر وضوحًا للعالم. وأحدث هذه الإضافات إلى قائمة اليونسكو هي المشاهد العسكرية الماراثية، وقبلها المويمات في ولاية آسام".

كما لفت إلى أهمية العناصر غير المادية مثل احتفال النوروز، ورقصة الغربا الغوجاراتية، ودورغا بوجا، وكومب ميلا، واليوغا، والتي أدرجت أيضًا ضمن التراث الثقافي غير المادي.

وأشار الوزير إلى تطور البنية التحتية، قائلًا: "لقد تضاعف عدد مطاراتنا خلال العقد الماضي. وشهدت السكك الحديدية تحوّلًا جذريًا سواء في مدى انتشارها أو في جودتها. أما الطرق السريعة فقد تغيّرت بشكل كبير أيضًا".

وأكد أن السياحة لا تقتصر فقط على آثارها الاقتصادية، بل تسهم أيضًا في بناء التكامل الوطني، والوعي الجماعي، والروح الوطنية، وقال: "بطبيعتنا نميل إلى النظر إلى السياحة كنشاط اقتصادي، وهو كذلك بالفعل، لكن دعونا لا نغفل عن إسهامها في إحياء الفخر الثقافي وتعزيزه داخل البلاد".

وفي ختام كلمته، أكد جايشانكار أن الهند دولة حضارية صمدت أمام اختبار الزمن قائلًا: "إن قوتنا الحقيقية تكمن في شعبنا وثقتهم بأنفسهم. لقد تجاوزنا الصعوبات، وواجهنا تحديات متعددة في مسيرتنا نحو التقدم والازدهار. لدينا الكثير مما نفخر به، والكثير مما يمكن أن نقدمه للعالم".

اقرأ أيضًا: الهند تدين "الأنشطة الاستفزازية" للانفصاليين والخرق الأمني خلال زيارة وزير الخارجية جايشانكار إلى المملكة المتحدة

وأضاف أن المبادئ التي تحكم رؤية الهند للعالم هي "فاسودايف كوتومبكام" (العالم أسرة واحدة) و"أتيثي ديفو بهافا" (الضيف هو إله)، مشددًا على أهمية "آتمنيربهارتا" (الاعتماد على الذات) كعقيدة لمواجهة الاضطرابات العالمية.

واستطرد قائلًا: "إن"آتمنيربهارتا" (الاعتماد على الذات) ليست مجرد نهج فكري لمواجهة الاضطرابات العالمية، بل تُشكّل أيضًا قاعدة أساسية لتعزيز ثقتنا بأنفسنا، وزيادة قدرتنا على الصمود، ووضع الأسس لبناء "فيكست بهارات" (الهند المتقدمة). وتؤدي السياحة والضيافة دورًا حيويًا في تحقيق هذه الأهداف".