الهند تركز على تصنيع الرقائق الإلكترونية ذات العُقد الناضجة لقطاعات السيارات والاتصالات والإلكترونيات الصناعية

16-08-2025  آخر تحديث   | 16-08-2025 نشر في   |  أحمد      بواسطة | ANI 
الرقائق الإلكترونية
الرقائق الإلكترونية

 


نيودلهي

رغم أن الهند لم تُحرز بعد تقدمًا كبيرًا في إنشاء مصانع رقائق متقدمة، فإن طموحاتها الأوسع في مجال تصنيع أشباه الموصلات بدأت تتشكل، مع تركيز استراتيجي واضح على تصنيع الرقائق الإلكترونية ذات العُقد الناضجة.

وفي تحليل مفصل، أشار معهد باستيون للأبحاث إلى أن الهند تسعى إلى سد فجوة حيوية في سلسلة التوريد العالمية، من خلال إنتاج رقائق أساسية وشائعة الاستخدام على نطاق واسع، وذلك على خلاف السباق العالمي نحو العقد المتقدمة.

وجاء في التقرير: "رغم أنه لا يوجد الكثير مما يمكن مشاركته اليوم بشأن تقدم الهند في إنشاء مصانع أشباه الموصلات، إلا أن هناك أمرًا واضحًا، وهو أن طموحات الهند في هذا القطاع بدأت تتشكل، مع تركيز استراتيجي على تصنيع الرقائق الإلكترونية ذات العُقد الناضجة، وهي خطوة ذكية، بالنظر إلى الطلب الهائل على رقائق 28 نانومتر إلى 65 نانومتر في قطاعات مثل السيارات، والاتصالات، والإلكترونيات الصناعية. وبينما تهيمن الشركات العالمية على تقنيات العقد المتقدمة، تركز الهند بحكمة على تصنيع الرقائق الإلكترونية ذات العُقد الناضجة، وتسد فجوة كبيرة في سلسلة التوريد العالمية".

وتشير ملاحظة التقرير إلى أن طموح الهند في مجال أشباه الموصلات اليوم يشبه إلى حد كبير ما كانت عليه تايوان وكوريا الجنوبية خلال فترة السبعينيات إلى التسعينيات.

وأضافت الملاحظة أن دور الهند في مجال تكامل الأنظمة ضمن سلسلة قيمة أشباه الموصلات يتطور بسرعة، مما يضع البلاد في موقع متقدم على صعيد القدرات العالمية.

وبفضل ما تمتلكه من قاعدة واسعة من الكفاءات ونظام بيئي قوي، تبرز الهند في دمج مكونات أشباه الموصلات ضمن أنظمة تكنولوجية متقدمة، تخدم قطاعات مثل إلكترونيات السيارات، والاتصالات، والأجهزة الاستهلاكية، والتقنيات الطبية.

وأضاف التقرير أن الهند تُقدّم بالفعل خدمات تكامل عالية الجودة بمستوى عالمي. وما يميزها هو قدرتها على مواكبة المعايير العالمية، سواء من حيث الكفاءة أو الكوادر البشرية، إلى جانب تقدمها السريع نحو توسيع نطاق هذه العمليات لتلبية الطلب المتزايد على الحلول المتقدمة القائمة على أشباه الموصلات.

وذكرت الملاحظة إلى أن الهند في موقع قوي يؤهلها لاقتناص حصة أكبر من السوق العالمية، لا سيما في ظل استراتيجية "الصين +1" التي أصبحت توجهاً عالمياً بارزاً، مما يدفع الشركات إلى تنويع سلاسل التوريد والبحث عن بدائل للصين.

وفي عام 2021م، أطلقت الحكومة الهندية برنامج "سيمكون إنديا" والذي يعرف أيضًا بمهمة أشباه الموصلات الهندية، حيث خصصت حوافز بقيمة 760 مليار روبية لجذب الشركات المصنعة العالمية، وإنشاء مصانع للرقائق، ووحدات التعبئة والتغليف، بالإضافة إلى بناء سلسلة توريد محلية لتقليل الاعتماد على الواردات.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، وافقت الحكومة المركزية على أربعة مشاريع جديدة لتصنيع أشباه الموصلات باستثمار إجمالي قدره 46 مليار روبية، ضمن مبادرة مهمة أشباه الموصلات الهندية. وستُقام هذه الوحدات في ولايات أوديشا، وأندرا براديش، وبنجاب.

اقرأ أيضًا:الهند تصبح أكبر مستورد لبذور زيت النخيل من ماليزيا مع توسّع الزراعة المحلية

وفي خطابه إلى الشعب بمناسبة يوم الاستقلال، أعلن رئيس الوزراء ناريندرا مودي أن رقائق أشباه الموصلات المصنوعة في الهند ستكون متوفرة في الأسواق بحلول نهاية هذا العام. وهي خطوة تُعد محطة بارزة في مسيرة الهند التكنولوجية.

ويسبق أن الهند قد وافقت على بناء ستة مصانع لأشباه الموصلات. ووافق مجلس الوزراء أيضًا على إنشاء الوحدة السادسة لتصنيع أشباه الموصلات في "جيوار" بولاية أترا براديش. وسيتم تأسيس المصنع بالقرب من مطار "جيوار" من خلال مشروع مشترك بين مجموعة "اتش. سي. أيل، والشركة التايوانية "فوكسكون".

ومن بين مصانع أشباه الموصلات الخمسة، تقع أربعة في ولاية غوجارات، بينما يوجد واحد في ولاية آسام.