تبريز أحمد*
الأيورفيدا هو نظام طبي متكامل تعود جذوره إلى قدم الهند منذ أكثر من 5000 عام، وهو أحد أقدم نظم الطب التي لا تزال تُمارس حتى اليوم. ويعتمد هذا النظام على تحقيق التوازن بين العقل والجسد والروح للحفاظ على الصحة والوقاية من الأمراض. وانطلاقا من هذا، يركّز هذا النظام الطبي على استعادة صحة الجسم بشكل كامل. وكان هذا النظام هو الأساس والسائد في الهند وما يحيط بها، قبل ظهور الطب الحديث بصورته الحالية، لا سيما قبل ظهور نظرية الجراثيم.
وقد تزايدت حاليا ممارَسة هذا النظام على نطاق واسع كطب بديل طبيعي، خاصة في ظل الاهتمام المتزايد من الحكومة الهندية بإحياء تراثها العريق، بما فيه فلسفة أدفايتا فيدانتا وسناتنا دهرما واليوغا والأيورفيدا. ومما زاد الإقبال على النظام الطبي البديل هو ظهور السلبيات المرتبطة بالطب الحديث، بسبب علاجه من خلال الأدوية الكيميائية والتدخلات الجراحية، حيث جعل الناس يلاحظون آثاره الجانبية، ناهيك عن ارتفاع تكاليف رعايته الصحية.فالأيورفيدا يمثل أفضل بديل لأنه يقدم حلولا علاجية طبيعية تهدف إلى معالجة الأسباب الجذرية للأمراض، بدلاً من مجرد التخفيف من الأعراض كما يحدث في الطب الحديث.
"الأيورفيدا" كلمة من اللغة السنسكريتية، وتعني "علم الحياة"، وتتألف من جزأين: "أيو" يعني "الحياة" و"فيدا" يعني "العلم أو المعرفة"، ليكون معناها الكامل "علم الحياة" فهذا المعنى يدل على أن الأيورفيدا ليس علم الأمراض بل هو علم الصحة الوقائية والشفاء الكامل، حيث إنه لا يكتفي بعلاج الأعراض، بل يستأصل جذور المرض، لاستعادة الصحة وإحياء وظائف الجسم الكامل، بما فيه العقل والجسد والروح. فهذا ما يجعله أقرب إلى ما يتعلق بفلسفة الحياة ونهج العيش المتكامل، بدلا من كونه مجرد نظام طبي.
ويقوم الأيورفيدا على نظرية العناصر الخمسة (بنج تتوا أو بنج مھا بھوتا)، وهي مفهوم متجذر في الفلسفة الهندية القديمة التي تفترض أن الكون، بما في ذلك الإنسان، يتكوّن من خمسة عناصر أساسية موجودة في الطبيعة وهي: النار، والماء، والتراب (الأرض)، والهواء، والفضاء أو الأثير. ومن هذه النظرية ينبثق المفهوم الأساسي في الأيورفيدا، المعروف باسم "تري دوشا"، والذي يشير إلى ثلاثة أنواع رئيسة من الطاقة أو المبادئ الوظيفية التي توجد في كل شخص، وهي: الفاتا، والبيتا، والكافا. وتنشأ هذه الطاقات الثلاث نتيجة تفاعل العناصر الخمسة، حيث يؤدي هذا التفاعل إلى تكوين ثلاثة أخلاط أو أمزجة تُعرف باسم "الدوشات". وهي القوى البيولوجية الأساسية التي تتحكم في وظائف الجسم والعقل والروح. وتُعدّ هذه "الدوشات" المبادئ الديناميكية التي تحدد شخصية الإنسان وصحته، حيث يؤثر توازنها أو اختلالها على حالته الفسيولوجية والعقلية والعاطفية.
ويرتكز هذا النظام على الفهم العميق للعلاقة بين الإنسان والطبيعة، حيث يُعتقد بأن الصحة الجيدة تعتمد على التوازن بين الدوشات الثلاث، من خلال التغذية السليمة والعلاجات العشبية، واليوغا، والتأمل وما إلى ذلك. وتُعد الطاقة ضرورية لخلق الحركة، مما يتيح للسوائل والعناصر الغذائية الوصول إلى الخلايا، ويساعد الجسم على أداء وظائفه. كما تُستخدم الطاقة في استقلاب العناصر الغذائية داخل الخلايا، إضافةً إلى دورها في تزييتها والحفاظ على بنيتها. فتمثل "الفاتا" طاقة الحركة، و"البيتا" طاقة التحول، والهضم، أو الأيض، و"الكافا" طاقة التزييت وتشكيل البنية. فالتوازن بين هذه الطاقات يضمن الصحة المتكاملة للإنسان بجميع أبعاده الجسدية والعقلية والروحية بينما يتسبب اختلالها في ظهور الأمراض.
وتعتقد فلسفة الأيورفيدا بأن دوشة "فاتا" هي طاقة تتكوّن أساسًا من الهواء والأثير أو السماء، وهي الأكثر انتشارًا بين الدوشات، حيث تؤدي دورًا أساسيًا في الحفاظ على وظائف الأعضاء الأخرى في حالتها الطبيعية. فهي تتحكم في التنفس والرمش وحركة العضلات والأنسجة ونبض القلب والحركات الأخرى التي تحصل داخل الجسم. وعندما تكون الفاتا في حالة التوازن، تعزز الإبداع والمرونة، ولكن عند اختلالها، قد تؤدي إلى الشعور بالخوف والقلق، إضافةً إلى اضطرابات في الحركة، كما أنها مسؤولة عن التنسيق العصبي العضلي، وتنظيم الدورة الدموية، وتؤثر بشكل كبير على جميع أنواع الحركات والأنشطة العقلية.
وأما دوشة "البيتا"، فتتكوّن من عنصري النار والماء، وترتبط بجميع العمليات البيوكيميائية والهرمونية التي تحدث في الجسم وتتحكم في عملية الهضم، والامتصاص والاستقلاب والتغذية وتنظيم درجة حرارة الجسم وجميع عمليات التحوّل. وعندما تكون في حالة التوازن، تعزز البيتا الفهم والذكاء، ولكن عند اختلالها، تؤدي إلى إثارة الغضب، والكراهية، والغيرة، بالإضافة إلى الاضطرابات الالتهابية. وهي المسؤولة عن تحفيز الرغبات الأساسية مثل الجوع والعطش، كما ترتبط بالمشاعر الإيجابية مثل الفرح والسعادة. ويتميز الأشخاص الذين يغلب عليهم "البيتا" بشعور دائم بالدفء، كما أنهم معبرون جدًا عن مشاعرهم، مما يجعلهم أكثر عرضة للغضب والاستياء والغيرة.
وتتكوّن دوشة "الكافا" من عنصري الأرض والماء، وهي الطاقة المسؤولة عن التغذية وتشكيل بنية الجسم، إذ تمنح الجسم التماسك الذي يحفظ ترابط الخلايا وانسجامها. كما تؤدي دورًا جوهريًا في نموء أعضاء الجسم وأنظمته بالماء، مما يعزز ترطيب البشرة، وتزييت المفاصل، وتقوية الجهاز المناعي. كما تساعد في الاحتفاظ بالعواطف وتعمل كوسيط لامتصاص العناصر الغذائية. وعادةً ما يكون الشخص الذي تغلب عليه "الكافا" ممتلئ الجسم وأكثر استقرارًا وبطيئًا في الحركة، مقارنةً بالأنواع الأخرى.وعند توازنها، تنعكس "الكافا" في صفات المحبة والسكينة والتسامح، غير أن اضطرابها يفضي إلى الإفراط في التعلّق والطمع وحب التملك، فضلًا عن التسبب في الاضطرابات الانسدادية.
وتختلف نظرية الأخلاط التي سادت ولا تزال سائدة في الأيورفيدا والطب اليوناني والعربي الإسلامي، اختلافًا جوهريًا عن نظرية الجراثيم التي تشكّل الأساس للطب الحديث. وتقوم هذه النظرية على مبدأ أن صحة الإنسان تعتمد على تحقيق التوازن: ففي الأيورفيدا، يرتكز هذا التوازن على الدوشات الثلاث، في حين يعتمد الطب اليوناني والعربي الإسلامي على التوازن بين الأخلاط الأربعة الرئيسة، وهي الدم، والبلغم، والصفراء، والسوداء. وأما نظرية الجراثيم، فتنطلق من فرضية أن الميكروبات هي المسببات الأساسية للأمراض، ما يستدعي اعتماد الأدوية واللقاحات والمضادات الحيوية في معالجتها.
وإلى جانب العلاجات العشبية، يعتمد الأيورفيدا على أساليب علاجية تهدف إلى تحقيق التوازن بين الجسد والعقل والروح، مما يعزّز الصحة والوقاية من الأمراض. وتشتمل هذه الأساليب العلاجية على التغذية المتوازنة واختيار نهج الحياة الصحي الذي يشمل النوم المنتظم والنشاط البدني والاسترخاء. كما تؤكد على أهمية التأمل وتقنيات التنفس العميق (براناياما) في تعزيز الصحة النفسية والجسدية، إضافةً إلى تعديل السلوكات غير الصحية وتعزيز التفكير الإيجابي. وتسهم هذه الأساليب مجتمعةً في تحقيق التوازن الداخلي وتعزيز القدرة على مقاومة الأمراض بطرق طبيعية متكاملة.
تطور الأيورفيدا وتاريخه
يعَدّ الأيورفيدا من أقدم النظم الطبية المعروفة التي نشأت في شبه القارة الهندية، حيث تعود أصوله إلى الفيدات، ولا سيما "أثارفيدا"، الذي يُعَدّ آخر النصوص الفيدية الأربعة. وتتضمن الفيدات إشارات إلى الأسس الجوهرية لهذا النظام الطبي، إلا أن تقنينه وتطويره كنظام متكامل جاء في فترات لاحقة، حيث دُوِّن بشكل منهجي في نصوص سانسكريتية كلاسيكية. ومن أبرز هذه المدونات "تشاراكا سامهيتا"و"سوشروتا سامهيتا"، اللتان أسهمتا في ترسيخ أسسه النظرية والتطبيقية.
ومدونة "تشاراكا سامهيتا" هي من أقدم وأهم النصوص الطبية في الأيورفيدا. وقام بتقنينه وتطويره الحكيم تشاراكا، الذي يُعتقد بأنه عاش في القرن الثاني أو في القرن السادس قبل الميلاد، وفقًا لرواية أخرى. ويُرجَّح أن الكتاب كان في الأصل من تأليف الحكيم أغنيفيشا، الذي جمع فيه المعارف الطبية لأستاذه الطبيب أتريا، غير أن النص تعرض للاندثار أو لفقدان بعض أجزائه، فتولى تشاراكا مسؤولية ترميمه، واستكمال أجزائه الناقصة وتوضيح مواضيعه الغامضة، مما أدى إلى نسبته إليه. ويُعد هذا العمل من أقدم وأشمل المدونات التي تناولت الممارسات الطبية وأسهمت في تقنين وتعزيز المبادئ العلاجية للأيورفيدا.
وتتضمّن هذه المدونة ثمانية أبواب أو موضوعات أساسية موزعة على 120 فصلًا، وتتناول أربعة دوافع أساسية أو غرائز بيولوجية تُشكّل جوهر الوجود الإنساني، وهي: الرغبة في الحفاظ على الحياة من خلال الفضيلة (دهرما)، والرغبة في اكتساب الثروة (أرثا)، والرغبة الجنسية والحسية (كاما)، والرغبة في تحقيق الذات (موكشا). وتؤكد المدونة أن هذه الأهداف لا يمكن تحقيقها إلا بوجود صحة جيدة، والصحة تعتمد على الفهم الصحيح لعملية نشوء الحياة وتطورها، والتي تقوم على التكامل بين الجسد والحواس والعقل والروح. كما تتناول المبادئ الأساسية للحياة، بما في ذلك الحياة الصالحة والفاسدة، والحياة السعيدة والتعيسة، ما يلائم الحياة وما يضرّ بها، والعوامل المؤثرة في طول العمر.
والمدونة الأخرى التي تضاهي "تشاراكا سامهيتا" في الأهمية والقدم هي "سوشروتا سامهيتا"، التي وضعها الحكيم سوشروتا، ويُعتقد بأنه عاش في القرن السابع أو الثالث قبل الميلاد. كما يُرجَّح أن هذه المدونة لم تُؤلَّف على يد حكيم واحد، بل كانت نتاج جهود مجموعة من الحكماء على مر العصور. ووفقًا للجنة التسلسل الزمني بالمعهد الوطني للعلوم في الهند، يمكن اعتبار الفترة الممتدة بين القرنين الثالث والرابع الميلادي تاريخًا لمراجعة "سوشروتا سامهيتا" على يد ناغارجونا. والنسخة التي راجعها ناغارجونا أصبحت أساسًا لتعليقات وشروحات لاحقة.
وتحتل هذه المدونة مكانة مرموقة في الطب الهندي القديم، نظرًا لاشتمالها على فصول تاريخية فريدة، حيث تتناول الجراحة الأيورفيدية، بما في ذلك التشريح، والأدوات الجراحية، والإجراءات الطبية التي كانت تُعَد الخيار الأخير للعلاج، إلى جانب تناولها أمراض الأعضاء الخاصة مثل العين والأذن وغيرها.
والمدونة الطبية القديمة الثالثة هي "بهيلا سامهيتا"، ويُرجَّح أنها أُلِّفت بين 400 و750 ميلاديًا. وتم العثور على مخطوطة تعود إلى عام 1650 ميلاديا في مكتبة ساراسفاتي محل في تانجافور، كما اكتُشف جزء من مخطوطة تعود إلى القرن التاسعفي قرية تويوق بمنطقة ويغور في الصين. ويعتمد جزء كبير من النص على حوار دار بين الحكيم أتريا وتلميذه بهيلا ويتقاطع في العديد من الجوانب مع "تشاراكا سامهيتا" و"سوشروتا سامهيتا ". ويشكل ثالوث هذه المدونات نصوصا تأسيسية في الأيورفيد، مما أدى إلى ظهور شروح وتعليقات عليها في العصور اللاحقة وأصبحت المراجع الأساسية لكل ما جاء بعدها.
تأثير الأيورفيدا في الطب العربي والإسلامي في العهد الوسطى
لم تقتصر أهمية المؤلفات الطبية الهندية على محيطها فحسب، بل اكتسبت أهمية عالمية وامتد تأثيرها إلى الطب العربي والإسلامي، حيث أسهمت بشكل كبير في إثراء المعرفة الطبية، من خلال ترجمة نصوصها إلى الفارسية والعربية. ونجد في المصادر العربية ذكر العديد من المؤلفات الطبية الهندية التي تم ترجمتها من السنسكريتية والفارسية إلى العربية في العهود الوسطى. وذكر ابن النديم في "الفهرست" أسماء كتب الهند في الطب الموجودة بلغة العرب (منها) كتاب سسرد عشر مقالات. وأمر يحي بن خالد بتفسيره لمنكة الهندي في البيمارستان ويجرى مجرى الكناش، (ومنها) كتاب استانكر الجامع تفسير ابن دهن (ومنها) كتاب سيرك فسره عبد الله بن علي من الفارسية إلى العربية لأنه أولا نقل من الهندية إلى الفارسية (ومنها) سند ستاق معناه كتاب صفوة النجح تفسير ابن دهن صاحب البيمارستان (ومنها) كتاب مختصر للهند في العقاقير (ومنها) كتاب علاجات الحبالى للهند (ومنها) كتاب توقشتل، فيه مئة داء ومئة دواء (ومنها) كتاب روسا الهندية في علاجات النساء (ومنها) كتاب السكر للهند (ومنها) كتاب أسماء عقاقير الهند فسره منكه لاسحاق بن سليمان (ومنها) كتاب رأى الهندي في أجناس الحيات وسمومها (ومنها) كتاب التوهم في الأمراض والعلل لتوقشتل الهندي".
والكتاب الذي أشار إليه ابن النديم باسم "كتاب سسرد" هو "سشروتا سامهيتا" ويُعدّ من أوائل المؤلفات الطبية الهندية التي نُقلت إلى العربية، حيث أمر يحيى بن خالد البرمكي بترجمته. ويحظى هذا الكتاب بمكانة رفيعة تضاهي مكانة "القانون" لابن سينا في الطب العربي. وقد ورد ذكره باسم "سسرد" في مصادر عربية عدة، منها "عيون الأنباء" لابن أبي أصيبعة و"تاريخ اليعقوبي" وغيرهما.
وتمت أيضًا ترجمة "تشاراكا سامهيتا"من السنسكريتية إلى الفارسية ثم إلى العربية على يد عبد الله بن علي وذُكر في المصادر العربية باسم "شرك الهندي" أو" سيرك الهندي" أو"جرك الهندي". وقد أشار إليه البيروني في كتابه "تحقيق ما للهند" وهو يقول: "ولهم كتاب يعرف بصاحبه وهو "جرك" يقدمونه على كتبهم في الطب... قد نقل هذا الكتاب للبرامكة إلى العربية" (تحقيق ما للهند، ص: 123). وذكر اليعقوبي في تاريخه "ولهم فيه (أي في الطب) الكتاب الذي يسمى سسرد، فيه علامات الأدواء ومعرفة علاجها وأدويتها وكتاب شرك" (اليعقوبي، ص: 106). ومن بين أهم الكتب الطبية الهندية التي نُقلت إلى العربية "كتاب في علاجات النساء" الذي ألّفته الطبيبة الهندية "روسا"، وتمت ترجمته في العصر العباسي.
وتعكس هذه الترجمات التأثير العميق للطب الأيورفيدي الهندي في الطب العربي، حيث استفاد العلماء العرب من المعارف الطبية الهندية ودمجوها في تراثهم العلمي، مما أسهم في تطور الطب في الحضارة العربية. وحظيت هذه الكتب الطبية الهندية بأهمية بالغة في التراث العربي، حيث اعتمد عليه الأطباء العرب، بمن فيهم الرازي في كتابه "الحاوي" وابن بيطار في كتابه "الجامع لمفردات الأدوية والأغذية". وكتب ابن أبي أصيبعة الذي عاش في القرن الثالث عشر الميلادي في كتابه "عيون الأنباء في طبقات الأطباء": "والهند تشتغل بمؤلفات هؤلاء فيما بينهم ويقتدون بها ويتناقلونها". وقد نقل كثير منها إلى اللغة العربية ووجدت الرازي أيضًا قد نقل في كتابه "الحاوي" وفي غيره عن كتب جماعة من الهند مثل كتاب شرك الهندي. وهذا الكتاب فسره عبد الله بن علي من الفارسية إلى العربية لأنه أولا نقل من الهندية إلى الفارسية.
*باحث في المركز الثقافي العربي الهندي بالجامعة الملية الإسلامية بنيودلهي.