
أشفاق أحمد*
من الأسئلة المثيرة للاهتمام في تاريخ الإنسان هو متى بدأ نزول وحي الله، ومن بدأت به دعوة الله في الأرض؟ من الرجل الأول الذي انتخبه الله لتبليغ دعوته إلى الناس؟ هل الدعوة إلى الله اختلفت في مختلف الأزمان؟ هل الدين واحد منذ الأزل أو تعددت الأديان على مر العصور؟ هل بعث الله كل رسول بدين جديد؟ إن كان الدين واحدا، فما هو ذلك الدين؟ هل الدين عند الله الإسلام فحسب، كما يصرّح به القرآن في بعض آياته؟ هل هو الذي يعرف بـ "ساناتانا دهارما" في الهند؟ ما هو الدين اليهودي والدين المسيحي والدين البوذي وما سواها من الأديان؟ هل الأديان متفقة على أن خالق الكون واحد ولا شريك له؟ هل كل الأديان تؤدي بالإنسان إلى النجاة رغم الاختلاف الكبير في المناهج وطرق عبادة الله؟
وتحدّث كثير من الفلاسفة ورجال الدين العظماء عن هذا الموضوع عبر العصور. فمنهم من رأى أنّ الدين واحد، وأن خالق الكون واحد أيضًا، ومنهم من رأى تعدّد الأديان وكثرة الآلهة. فإن كان الدين واحدًا، فلماذا اختلفت طرائق العبادة؟ وهل التعايش السلمي بين معتنقي الأديان ممكن؟ لقد حاول مولانا أبو الكلام آزاد بصدقٍ وإخلاص حلَّ هذه الإشكالية في تفسيره لسورة الفاتحة، المعروفة بـ"أمّ الكتاب". فمن هو هذا الرجل الذي تناول هذا الموضوع المهمّ والمعقّد؟
كان مولانا أبو الكلام آزاد (1888-1958) من أعظم الشخصيات الهندية في القرن العشرين. واشتهر بين أقرانه بذكائه الحاد، وحافظته الأخاذة، وتضلعه في شتى العلوم والمعارف؛ فكان فيلسوفًا كبيرا، وسياسيًا محنّكًا، وداعيةً معروفًا دعا إلى ضرورة التعايش السلمي مع معتنقي الأديان المختلفة، وكان بطلاً عظيمًا في إقامة الاتحاد بين الهندوس والمسلمين. وكان آزاد من أكبر المناضلين من أجل استقلال الهند، وكان باعه طويلاً جدًا في شتى العلوم الإسلامية. وفي الواقع، كانت شخصيته موسوعية. وكل من صاحبه من كبار الناس استفادوا من ينابيع علمه الغزير.
وكان مولانا آزاد أول من تولى وزارة التعليم في الهند بعد استقلالها عام 1947م، وقد مهّد الطريق لنشر العلوم والتكنولوجيا والفنون الجميلة في بلاده شاسعة الأطراف، وعمل بإخلاص ليجعلها دولة متقدمة في بضعة عقود لاحقة. فبصفته وزيرًا للتعليم، أسّس آزاد العديد من المؤسسات العلمية والفنية والمعاهد التعليمة لعموم الهند. وقد عُدَّ من كبار رجال الفكر والأدب والعمل في عصره، ولا يزال خيار الناس يستفيدون من علومه وأفكاره، فضلاً عن عامتهم.
وكان مولانا أبو الكلام آزاد محبًا لحرية الفكر والعمل. وقد شق لنفسه طريقًا منفردًا لتقديم آرائه وأفكاره وأعماله، فلم يكن مقلدًا لأحد في حياته وسلوكه. ومن أفكاره المعروفة اعتقاده بوحدة الأديان. ولم يكتفِ آزاد بالكتابة في موضوع وحدة الأديان، بل بذل جهدًا مضنيًا في الاستدلال عليها بالآيات القرآنية الكثيرة.
وقد خاض في هذا الموضوع رغم اعتباره بالغ الخطورة لدى المسلمين؛ لأنه مثير للنزاع. ولا يجرؤ على تناول هذا الموضوع إلا من كان واسع التضلع في العلوم الإسلامية، وعميق النظر في تاريخ الدين/الأديان، ومستحضرًا ضرورة التعايش السلمي بين أتباع مختلف الأديان.
ويعتقد مولانا أبو الكلام آزاد بأنّ التعليم الجوهري في القرآن الكريم يدعو إلى وحدة الأديان. وفي رأيه، فإن الدين واحد، وهو ما آمن به/ يؤمن به جميع الناس. ويرى أن جميع معتنقي الأديان سيحصلون على النجاة. وعلى الرغم من أن البنى الخارجية للأديان تختلف (فقد حدث بينها خلطٌ كبيرٌ، ووقع فيها انحراف واضح)، ولكن الناس من مختلف الأديان سيحصلون على النجاة/الخلاص؛ لأن الناس يرغبون فيما في داخلهم من الروح والروحانية الدينيتين، ولا يحتاجون لنجاتهم إلى البنى الخارجية.
وقال أبو الكلام آزاد إن فكرة وحدة الأديان هي من الأسس المهمة في دعوة القرآن، ويرى أن كل من يقرأ القرآن قراءة متأملة لا يمكنه أن يتغاضي عن هذه الحقيقة. فالقرآن يذكر في مواضع كثيرة أن الإنسان كان في بداية الأمر يعيش حياة طبيعية، ولم تكن بينهم النزاعات والاختلافات؛ إذ كانوا يعيشون بسلام، وكان الأمن والسلام سائدين في المجتمع. وكان الناس مقتنعين بحياتهم وبما وهبهم الله من رزق. ثم كثر عدد الناس، وبدأت بينهم الخلافات وأنواع من الاستبداد والظلم. وللقضاء على الطائفية والفساد في المجتمع، أرسل الله الرسل والأنبياء إلى البشر في أزمنة مختلفة وأماكن متعدّدة. ويشير القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة قائلاً: "وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا ۚوَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ". (10:19، أم الكتاب، ص: 235)
وبعث الله الرسل بالكتاب (الوحي): "كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ". ( 2:213، أم الكتاب، ص: 236)
وبعث الله رسولا إلى كل أمة: "وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِير". ( 35: 24، أم الكتاب، ص: 236)
وكل أمة بعث إليها رسول لينذرهم من عذاب الله. "وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا". ( 17: 15، أم الكتاب، ص:237)
ويعتقد مولانا آزاد بأن الهداية ظلت واحدة لكل أمة عبر العصور. وهذه الهداية (الدين) تعرف بالإيمان بالله، والدعوة إلى العمل الصالح. وفي رأيه، لا يمكن أن يكون الطريق إلى الحق متعددًا، وكانت الهداية لجميع الناس واحدة منذ الأزل. (أم الكتاب، ص: 238)
فقال الله تعالى: "وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ". (16:36، أم الكتاب، ص: 239)
ويرى مولانا آزاد أنه بحسب آيات قرآنية عديدة، فإن جميع الرسل قد دعوا إلى إقامة الوحدة بين معتنقي الأديان، والاعتصام بحبل الله، والابتعاد عن التفرقة والاختلاف. ويضيف آزاد أنه لم يوجد دين في تاريخ الإنسان إلا دعا صاحبه إلى توحيد صفوف الناس، ولم يدعُ قط إلى التفرقة. وإنهم دعوا الناسَ إلى عبادة الله وحده، وحثوهم على اتباع طريق الحق، والعمل لما فيه الخير والمحبة والوئام بين مختلف الطوائف الدينية "وَإِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُون". (52:23، أم الكتاب، ص: 239)
وننقل هنا عبارة طويلة من "أم الكتاب" لتوضيح فكرة مولانا آزاد بشأن وحدة الأديان. يقول إن "القرآن يقول: لقد وهبكم الله ثوبًا واحدًا من الإنسانية، ولكنكم اتخذتم أقنعةً وأسماءً مختلفة، وتحطمت وحدة العلاقات الإنسانية إلى مئات القطع. وأجيالكم كثيرة، ولذلك انفصلتم عن بعضكم البعض باسم الجيل. وتعددّت أوطانكم، ولذلك تتقاتلون باسم اختلاف الأوطان،وجنسياتكم متعددة، وكل أمة تتصارع مع الأخرى. وألوانكم مختلفة، وهذا أيضًا مصدر رئيس للكراهية والعداء المتبادل. ولهجاتكم مختلفة، وهذا أيضًا سبب رئيس للتباعد بينكم.
وثم بالإضافة إلى ذلك، تم خلق فروق لا حصر لها بين الغني والفقير، والخادم والسيد، والوضيع والنبيل، والضعيف والقوي، والدنيء والعالي. والغرض من كل منهم هو فصل الواحد عن الآخر، استمرارهم في كره بعضهم البعض. وفي مثل هذا الوضع، أخبرني ما هي الرابطة التي تجمع الناس رغم اختلافاتهم، فتُعيد بناء بيت الإنسانية الممزق؟ يقول: لم يبقَ إلا رابط واحد، وهو رابط عبادة الله المقدس. إلى أي مدى ابتعدتم؟لكن آلهتكم لا يمكن أن تكون منفصلة. أنتم جميعًا عبيدٌ لربٍّ واحد. إلهٌ واحدٌ لكم جميعًا أن تعبدوه وتخدموه.
ورغم اختلافاتكم الكثيرة، تربطكم درجةٌ واحدةٌ من العبودية. مهما كان عرقكم، ومهما كانت بلدانكم، ومهما كانت جنسياتكم، ومهما كانت مكانتكم الاجتماعية، ومحيطكم الاجتماعي.لكن عندما تُنحنون رؤوسكم أمام الرب الواحد، فإن هذا الرابط السماوي سيمحو كل اختلافاتكم الأرضية. وستتصل قلوبكم المتباعدة ببعضها. وستشعرون أن العالم كله وطنكم، والبشرية كلها أهلكم، وأنكم جميعًا أهل رب العالمين الواحد". (أم الكتاب،ص: 240)
ويقول آزاد إن الكتب المقدسة كلها تصدق بعضها بعضا، وإن القرآن يستدل بها. فالقرآن يبيّن أن تعليم كتاب مقدس يصدق تعليم كتاب مقدس آخر، ولا يكذبه. فيتحقق أن لجميع هذه التعاليم حقيقة مشتركة. وهذه الحقيقة لا تختلف باختلاف الزمان والمكان والقوم واللغة.
قال الله تعالى: "نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ". ( 3:3، أم الكتاب، ص: 242)
وردًا على سؤال مهم جدًا، كتب مولانا آزاد: "حسنًا، إذا كان الدين واحدًا للبشرية جمعاء، وكان جميع مؤسسي الأديان قد علّموا نفس المبدأ والشريعة، فلماذا نشأت اختلافات بين الأديان؟ لماذا لا تتبنى جميع الأديان نفس القواعد، ونفس الأفعال، ونفس العادات والطقوس؟" ولماذا طرق العبادة تختلف في مختلف الأديان؟
"يقول القرآن: إن اختلاف الأديان نوعان: أحدهما ما أحدثه أهل الأديان بخروجهم عن تعاليم الدين الصحيحة، وهذا ليس اختلافًا في الدين، بل هو نتيجة ضلال أهل الأديان. وأما الثاني فهو ما هو موجود في ظاهر أحكام الأديان وممارسة أعمالها. فإن الثاني هو ما زُيّن به مظهرهم وشكلهم. والأول هو الأصل، والثاني هو الفرع.
ويُعرّف الأول بأنه "الدين" (الذي يتألف من التوحيد والأخلاق). والثاني هو "الشريعة" و"النسك"، ولهذا يستخدم أيضًا كلمة "المنهاج". والثاني هو من يُزيّن هيئته ومظهره. ومعنى الشرع والمنهاج هو الطريق، والنسك معناه أسلوب العبادة، ثم سمي الشرع قانون الدين، ونسك العبادة. والاختلاف بين الأديان هو في المنهج والشرع وليس في الدين". (أم الكتاب، ص: 243-244)
وكتب مولانا آزاد أيضًا: "عندما نزل القرآن، كانت حالة العالم بحيث لم يرَ جميع أتباع الأديان الدين إلا في مظاهره وشعائره، وتركز كل حماسة الإيمان الديني في مثل هذه الأمور (الثانوية والفرعية). واعتقدت كل مجموعة بأن المجموعة الأخرى محرومة من "الخلاص". ولأنه كان يعتقد بأن ممارسات وعادات الآخرين ليست كما اختارها هو. ولكن القرآن يقول لا، فهذه الممارسات والعادات ليست جوهر الدين وحقيقته، ولا فرق بينها هو الفرق بين الحق والباطل. وهذا مجرد البنية الظاهرية للحياة العملية للدين، وأما روح الدين وحقيقته فهما أبعد من هذه (البنى الخارجية). وهذا هو الدين الحقيقي.
ويتساءل مولانا آزاد نفسه ويقول: ما هو هذا الدين الأصلي؟ هو في الواقع، عبادة إله واحد (أي التوحيد)، والحياة الصالحة (أي الأخلاق). وإن هذا ليس ميراثًا لجماعة واحدة (أي دين واحد) لم يتلقاه إنسان آخر. وإنه موجود في جميع الأديان "بنفس الطريقة". وبما أن هذا هو الدين الأصلي، فلم يطرأ عليه أي تغيير ولم يكن هناك أي خلاف... إذًا ما هو هذا الدين الأصلي؟ عبادة الله الواحد (أي التوحيد) والعيش الصالح (أي الأخلاق)". (أم الكتاب، ص: 248)
وبعد أن أورد مولانا آزاد آياتٍ مختلفةً تدعم موقفه، كتب بكل صراحة أنه: "لا ينبغي اعتبار هذا الاختلاف (الظاهر) معيارًا للصواب والخطأ". (أم الكتاب، ص: 248)
ويقول آزاد: "إذا كان المقصد الأصلي لكل الأديان واحد، وأساس كل منها هو الحقيقة، فلماذا نزل القرآن؟ وإجابة على هذا السؤال المهم يقول القرآن: إنه رغم جميع الأديان حق، ولكن جميع المتبعين لها انحرفوا عن الحقيقة. وجاء القرآن لتذكير الناس لهذه الحقيقة، وتجمع هذه الحقيقة الغائبة". (أم الكتاب، ص: 250-251)
وتنحصر نجاة الإنسان في ثلاثة أمور بارزة، في رأي مولانا أبي الكلام آزاد:
ويتضح مما قدمناه آنفًا أن مولانا أبا الكلام آزاد يؤيد فكرة وحدة الأديان. ويعتقد اعتقادًا شديدًا بأن الدين واحد منذ الأزل، ومناهج هذا الدين مختلفة، وطرق عبادة الله كثيرة، وأرسل الله رسلا إلى الناس كلما شاع الفساد في المجتمع، واستبدلت الروح الدينية (التوحيد) بالعقائد الباطلة والتقاليد الزائفة. وإذا كان الدين واحدًا في الأصل، فكان بإمكان كل متديّن الحصول على النجاة والخلاص؛ لأن التوحيد هو جوهر الدين، والبنى الخارجية لا تمنع معتنقي الأديان المختلفة من الحصول على النجاة. وإذا ثبت أن لجميع الأديان أصلاً واحدًا، وأن جميع أتباعها سيحصلون على النجاة، فلماذا هذه العداوة والعناد بين معتنقي الأديان المختلفة؟
ويرى آزاد أنه يجب على كافة الناس أن يحب بعضهم بعضًا، وأن يفضِّلوا التعايش السلمي على إراقة الدماء، وأن يبتعدوا عن تدمير الممتلكات، وتشريد الناس من ديارهم باسم الدين. وهذا ما آمن به مولانا أبو الكلام آزاد، وما عمل به طوال حياته.
وإذا ألقينا نظرةً على المجتمع الإنساني حول العالم، وجدنا فيه أنواعًا من المشاكل والمشاجرات والنزاعات والاختلافات وإراقة دماء الأبرياء، وسلب حقوق الفقراء والمحتاجين. وكل من له نظرة عميقة في تاريخ الإنسان وتاريخ أديان القبائل والأمم، يدرك جيدًا أن من أبرز الأسباب المسؤولة عن هذه النزاعات والمشكلات في المجتمع هو طريقة فهم الدين، وأسلوب تفسير الوحي الإلهي، والابتعاد عن واقع الحياة، والتقليل من أهمية التعايش السلمي. وتتعمق جذور التطرف الديني في المجتمع نتيجة الابتعاد عن الأصل والتشدد في الفروع، وقلة الاهتمام بالروحانية وتزكية النفس، والإصرار الشديد على طرق العبادة والتقاليد الموروثة.
والسؤال الأهم: هل يريد الإنسان أن يعيش حياة سلمية هادئة، أم يبغض بعضهم بعضًا إلى الأبد على أساس فهم خاطئ لوحي الله؟ وسؤال آخر لا يقل أهمية: إلى متى يُقتل الأبرياء وتُسلب حقوق الفقراء ويُفسد في الأرض باسم الدين الحق والدين الباطل؟ وهل يؤمن المسلمون ببعض الكتاب (القرآن) ويكفرون ببعضه؟ فإذا كنا نقرأ قوله تعالى: "إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ" (آل عمران:19)، فلماذا ننسى قوله تعالى: "لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِين" (الكافرون:6).
اقرأ أيضًا: حين تتحوّل مأساة وطنية إلى محاكمة متلفزة
ويبدو الإنسان في مأزق كبير بسبب التشدد والصراع بين معتنقي الأديان المختلفة حول العالم. ويمكن أن يخرج الإنسان من هذا المأزق إذا تبنّى فكرة وحدة الأديان التي آمن/يؤمن بها الكثير من كبار الناس من مختلف الأديان. فهل نريد مجتمعًا يسوده الأمن والسلام والمودة بين الناس، أم نريد مجتمعًا يعمّه الدمار والفساد وإراقة الدماء؟
وإن فكرة وحدة الأديان تفتح أمامنا آفاقًا واسعة للتعايش السلمي بين الأديان، وتضمن الأمن والسلام في المجتمع، وقد تهدي الناسَ جميعًا إلى النجاة في الآخرة. وينبغي للمسلمين الهنود على وجه الخصوص أن يتأملوا فكرة وحدة الأديان التي آمن بها مولانا أبو الكلام آزاد؛ لأن هذه الفكرة ليست منافية للإسلام، وفيها مصلحة عظيمة لهم وللمجتمع كله.
*أستاذ في مركز الدراسات العربية والإفريقية، جامعة جواهر لال نهرو، نيو دلهي.