نيودلهي
التقى وزير الشؤون الخارجية، إس. جايشانكار، بنظيره الألماني، يوهان ديفيد فاديفول،الذي قام بزيارة رسمية إلى الهند خلال الفترة من 1 إلى 3 سبتمبر 2025م، في أول زيارة له إلى نيودلهي بصفته وزيرًا للخارجية.
وعقد الزعيمان، خلال اللقاء، محادثات موسّعة، واستعرضا مجمل أبعاد الشراكة الاستراتيجية متعددة الجوانب بين البلدين. وأعرب الجانبان عن ارتياحهما للتقدم الذي تحقق في قطاعات عديدة تشمل التجارة، والاستثمار، والدفاع والأمن، والتكنولوجيا والابتكار، والتنمية الخضراء، والمستدامة، والتعليم، فضلًا عن العلاقات بين الشعبين.
واتفق الجانبان أيضًا على تعزيز التعاون في مجال التعليم من خلال منح تأشيرات مجانية للزيارات المدرسية والجامعية قصيرة الأمد، وذلك بهدف توسيع نطاق التبادل الطلابي وترسيخ الروابط التعليمية بين الهند وألمانيا.
كما تطرّق الجانبان خلال المحادثات إلى آخر المستجدات في الصراع الروسي-الأوكراني، والوضع في الشرق الأوسط، والتعاون في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، إلى جانب القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. يعمل الجانبان أيضًا على إنشاء آلية تشاور ثنائية جديدة بشأن منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وأعرب جايشانكارعن تقديره لتضامن الحكومة الألمانية ودعمها القوي لجهود الهند في مكافحة الإرهاب.
كما عقد وزير التجارة والصناعة بيوش غويال، مناقشات مع وزير الخارجية الألماني، بحثا خلالها سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مجالي التجارة والاستثمار، إلى جانب استكشاف فرص تعاون جديدة في مجالات الابتكار والاستدامة والتكنولوجيا وغيرها من القطاعات ذات الاهتمام المشترك. وشارك الجانبان في جلسة تفاعلية مع ممثلي قطاعات الصناعة، شملت مكونات السيارات، والرعاية الصحية، والفضاء، والصلب، وغيرها من القطاعات.
وشدّد الوزيران على أهمية توسيع آفاق التعاون التجاري بين الهند وألمانيا، وبناء سلاسل توريد قوية ومتنوعة، وتعزيز التعاون في مجال تنمية المهارات، كما جدّدا التزامهما المشترك بالتوصل إلى اتفاق طموح بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين الهند والاتحاد الأوروبي.
وشملت المناقشات كذلك قضايا الهجرة والتنقل، وتبسيط إجراءات التأشيرات، ومعالجة العوائق غير الجمركية التي يواجهها المصدّرون الهنود في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك ألمانيا. واتفق الجانبان على العمل معًا لإيجاد حلول لهذه التحديات وتسهيل التجارة.
كما تعهّد الوزيران بالعمل على مضاعفة حجم التجارة الثنائية في السلع، والتي بلغت مستوى قياسيًا قدره 29.12 مليار دولار في عام 2024–2025م، إلى جانب التوسع في التجارة بقطاع الخدمات.
وخلال لقائه مع قادة الشركات الألمانية، رحّب غويال بخططهم لتوسيع عملياتهم وتعزيز قدراتهم التصنيعية وإنشاء مرافق جديدة في الهند. وأكد أن الهند تُعدّ اليوم أسرع الاقتصادات الكبرى نموًا في العالم، وهي في طريقها لتصبح ثالث أكبر اقتصاد في العالم، مساهِمةً بنحو 20% من النمو العالمي.
وأشار الوزير إلى أن الهند تتمتع بالاستقرار الاقتصادي الكلي، والاحتياطيات القياسية من النقد الأجنبي، وانخفاض في معدلات التضخم، إضافةً إلى منظومة حيوية للشركات الناشئة، مما يوفر بيئة مواتية للأعمال العالمية. كما أكد الوزير للوفد الألماني حصولهم على كامل الدعم من الحكومة الهندية، داعيًا إلى تعزيز الشراكة مع قطاع الصناعة والجهات المعنية في الهند لدفع المبادرات المشتركة قدمًا.
ومن جانبهم، أعرب ممثلو الشركات الألمانية عن ثقتهم بمتانة الاقتصاد الهندي المتنامي، وأكدوا التزامهم بمواصلة الشراكة لتحقيق رؤية رئيس الوزراء ناريندرا مودي لـ "فيكسيت بهارت 2047م".
اقرأ أيضًا: وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول يصل إلى دهلي
وخلال زيارته، التقى فاديفول برئيس الوزراء ناريندرا مودي أيضًا. وقال مودي في تصريح له بهذه المناسبة: "تحتفل الهند وألمانيا بمرور 25 عامًا على الشراكة الاستراتيجية بينهما. وباعتبارهما ديمقراطيتين نابضتين بالحياة واقتصادين رائدين، نرى إمكانات هائلة لتوسيع التعاون المتبادل في مجالات التجارة والتكنولوجيا والابتكار والاستدامة والتصنيع والتنقل".