نيو دهلي
أعرب القائم بالأعمال في السفارة الروسية بنيودلهي، رومان بابوشكين، عن تفاؤله باستئناف صيغة التعاون الثلاثي بين الهند وروسيا والصين، واصفًا إياها بأنها خطوة حيوية نحو تحقيق الاستقرار الإقليمي.
وفي تصريح له خلال مؤتمر صحفي في نيو دهلي، شدّد بابوشكين على الأهمية الاستراتيجية لهذا الحوار، معبّرًا عن أمله في إحياء الصيغة الثلاثية للحوار في ظل تصاعد القضايا العالمية، ولا سيما على خلفية التعقيدات الاقتصادية الناجمة عن فرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية.
وقال: "فيما يتعلق بالصيغة الثلاثية، فنحن على قدر كبير من الأمل في استئنافها عاجلًا لا آجلًا، إذ لا جدال حول أهميتها، غير أننا ينبغي أن ننتظر حتى يحين الوقت المناسب. وسنرحب بهذه التطورات، لأنها أثبتت فعاليتها عندما كان لدينا تواصل منتظم على مستوى الوزراء بل وحتى على مستوى القادة".
وأضاف: "كل الأمر يتعلق بالاستقرار الإقليمي، وهو يعتمد بدرجة كبيرة على كيفية تطور العلاقات بين الدول الثلاث الكبرى في المنطقة، وهي روسيا والهند والصين"، مشيرًا إلى إطار التعاون الثلاثي بين روسيا والهند والصين (أر.آي.سي) الذي أُطلق في أواخر تسعينيات القرن الماضي بين الدول الثلاث الكبرى في المنطقة.
اقرأ أيضًا: وزير الشؤون البرلمانية كيرين ريجيجو يعقد مباحثات مع رئيس جمهورية كالميكيا لتعزيز العلاقات الهندية-الروسية
كما سلّط بابوشكين الضوء على الاستحقاقات الدبلوماسية المقبلة في قمة منظمة شنغهاي للتعاون المقرر عقدها في مدينة تيانجين بالصين خلال الفترة من 31 أغسطس إلى 1 سبتمبر.
وتابع قائلًا: "نستعد جميعًا لحضور قمة منظمة شنغهاي للتعاون على أعلى مستوى سياسي. وقد أكد الجانب الهندي مؤخرًا، خلال مباحثاته مع وزير الخارجية الصيني، مشاركة رئيس الوزراء في القمة. كما تشير تقارير إلى أن الاتحاد الأوروبي يخطط لعقد لقاء ثنائي بين رئيس الوزراء مودي والرئيس بوتين".
وفي تعليقه على القمة الأخيرة بين روسيا والولايات المتحدة في ألاسكا في 15 أغسطس، رفض بابوشكين التكهنات، واصفًا إياها بأنها "تطورغير مسبوق" في الدبلوماسية العالمية.
وحذّر من اختزال القمة في قضية واحدة، ولا سيما في الصراع الروسي–الأوكراني، مؤكّدًا أن المحادثات كانت شاملة وواسعة النطاق، وهدفت إلى إعادة ترميم العلاقات الدبلوماسية المتوترة بين القوتين العالميتين.
وقال في هذا السياق: "هناك الكثير من الشائعات والتكهنات حول هذه القمة في ألاسكا التي عُقدت في 15 من أغسطس. ولكن في الواقع، كانت تطورًا غير مسبوق، إذ شاهدنا قادة القوى العالمية الكبرى يجلسون معًا في محادثة ودية، معمّقة، ومطوّلة للغاية. لقد كان جدول الأعمال متنوعًا، ولسنا على الإطلاق بصدد ربطه بسؤال واحد بعينه. نحن نتحدث عن استعادة العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة. فإن إعادة بناء الثقة تُعد من أبرز المهام في هذا الصدد".
كما أشار بابوشكين إلى تقارير تستند إلى تقييمات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتفيد بأن الولايات المتحدة قد تعيد النظر في فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 25 في المئة على الهند، بسبب شرائها النفط الروسي، وأوضح أن هذه التقارير ما تزال غير مؤكدة.
وأضاف مؤكّدًا: "ما بلغنا في البعثة بعد الاجتماع، الذي اعتبره الرئيس ترامب ناجحًا وإيجابيًا للغاية. وأعتقد أنني سمعت أنه قرربعدم فرض رسوم إضافية بنسبة 25% على الهند، وذلك وفقًا لتقارير إعلامية. ولم أطلع على تقارير أخرى".