المدينة المنورة
تُعدّ المدينة المنوّرة من أبرز مناطق المملكة في زراعة "الحناء" المعروفة بجودتها الفائقة وخصائصها المميّزة، حيث تُزرع في عدة مواقع بالمنطقة، من بينها محافظتا وادي الفرع وبدر، لما تتمتعان به من مقومات عديدة تسهم في زيادة الإنتاج وتقديم منتجات محسّنة من الحناء.
وتشتهر "الحناء المدينية" بجودتها العالية، وتعدّ من أفضل أنواع الحناء في العالم بسبب نقائها، وخصائصها الطبيعي، وتعرف بلونها الأخضر الفاتح ورائحتها العشبية النفاذة، التي تدل على جودتها وخلوها من الإضافات الكيميائية والشوائب، كما تزرع ضمن المزروعات العضوية، دون مبيدات حشرية أو أسمدة صناعية، ما يجعلها آمنة في الاستخدام.
وتتعدّد استخدامات "الحناء المدينية" ومنها استخدامها بشكل كبير في النواحي التجميلية حيث يتم طحن أوراق الحناء ليتكوّن مسحوقًا ناعمًا، ثم يخلط بالماء، أو زيت الزيتون أو جوز الهند لزيادة الترطيب، أو بالزيوت العطرية لتعزيز لونها وتحسين قوامها، وتستخدم بعد ذلك -كما عرفت منذ القدم- لصبغ الشعر وتغذيته، وزيادة كثافته، وتقليل تساقطه، إضافة إلى تبريد الجسم بوصفها مادة طبيعية تستخدم في المناطق الحارة لتحفيف حرارة الجلد، كما تستخدم للنقش على اليدين والقدمين، وتنظيف البشرة وتقليل التصبّغات.
ويستعرض تقرير أصدرته غرفة المدينة المنورة الفرص الاستثمارية التي توفّرها زراعة الحناء، مشيرًا إلى إمكانية التوسّع في زراعة الحناء باستخدام تقنيات الريّ الحديثة لزيادة الإنتاج، وتطوير منتجات حناء ذات قيمة مضافة مثل: الحناء المعطّرة، أو الحناء العضوية، واستهداف الأسواق الدولية عبر تسويق الحناء منتجًا مدينيًا أصيلًا.
وبيّن التقرير أن تميز طبيعة المدينة المنورة وخصائصها الزراعية من المقوماتٍ التي تُتيح العديد من الفرص الاستثمارية على مستوى الاستثمار الزراعي، والإنتاج الحيواني، وكذلك الاستثمار الصناعي المُعتمد على مُدخلات إنتاج من المحاصيل الزراعية أو المشتقات أو المخلفات المرتبطة بهذه المحاصيل وغيرها، كما يُمكن تحويل الحناء إلى منتجات مشتقة مثل: المساحيق، والعجائن، والزيوت العطرية، لزيادة القيمة الاقتصادية لهذا المنتج الزراعي وزيادة ربحيته.
اقرأ أيضًا: الهند والمملكة العربية السعودية: 78 عامًا من الصداقة بعد الاستقلال
ويشهد قطاع زراعة الحناء وإنتاجها في منطقة المدينة المنورة دعمًا تحفيزيًا من الجهات المعنية، بهدف تعزيز الإنتاج المحلي وتشجيع التصدير. وقد جرى إدراج الحناء ضمن القطاعات المستهدفة في برنامج "ريف" لدعم الأسر المنتجة والمهن المرتبطة بالإنتاج المحلي، وتقديم الدعم المالي للمزارعين وأصحاب المهن الزراعية، خصوصًا مع الانخفاض النسبي لتكلفة زراعة الحناء لكونها لا تحتاج إلى ري مستمر أو أسمدة باهظة الثم، حسب ما ذكرت وكالة "واس".