حديقة الأقحوان في كشمير تزهر بالجمال وتستقبل الزوار من كل مكان

29-10-2025  آخر تحديث   | 29-10-2025 نشر في   |  أحمد      بواسطة | آواز دي وايس 
حديقة الأقحوان في كشمير تزهر بالجمال وتستقبل الزوار من كل مكان
حديقة الأقحوان في كشمير تزهر بالجمال وتستقبل الزوار من كل مكان

 


إحسان فاضلي/سريناغار

ازدانت كشمير هذا الخريف بألوانها المتنوعة، مع افتتاح أول حديقة من نوعها في المنطقة تحمل طابع زهرة الأقحوان تحت اسم "باغِ غُلِ داوود"، التي أضفت على الوادي لمسةً ساحرة من الجمال، ويتوقّع أن تصبح وجهة سياحية جديدة  خلال موسم الخريف بين سبتمبر ونوفمبر.

ورغم أن الشعراء والفنانين يجدون في خريف كشمير بإشجارها المتوهّجة من "تشنار" مصدر إلهامٍ وإبداع، إلا أن هذا الفصل غالبًا ما يتّسم بمسحةٍ من الكآبة مع استعداد الوادي لاستقبال الشتاء. وقد جاءت حديقة الأقحوان لتبعث الحياة في هذا الموسم الهادئ، فتُضفي ألوانها الزاهية على المشهد رونقًا خاصًا، وتجذب السياح لمدة شهرين قبل تساقط الثلوج.

وافتتح رئيس وزراء جامو وكشمير عمر عبد الله الحديقة رسميًا أمام الزوّار، واصفًا إيّاها بأنها "احتفال زهري يضيف فصلًا جديدًا إلى مسيرة السياحة في كشمير"، مشيرًا إلى أنها ستسهم في تعزيز جاذبية الوادي وجماله الطبيعي خلال موسم الخريف.

وأُنشئت الحديقة بإشراف دائرة البستنة والحدائق والمتنزهات بهدف سدّ الفجوة السياحية خلال الموسم الهادئ، وتعزيز تجربة الزوّار في خريف كشمير بإضافة لمسةٍ زهريةٍ مميّزة تُغني جمال الوادي في هذا الفصل.

وأشار عمر عبد الله إلى أوجه الشبه بين حديقة الأقحوان الجديدة وحديقة التوليب التي أصبحت من أبرز الوجهات السياحية في كشمير خلال الفترة ما بين الشتاء والربيع، موضحًا أنه كان قد وضع حجر الأساس لحديقة "باغِ غُلِ داوود" في شهر نوفمبر الماضي.

وأضاف: "كما غيّرت حديقة التوليب ملامح الموسم السياحي في الربيع، فإن حديقة الأقحوان ستمنح خريف كشمير بريقًا جديدًا، وتعيد رسم خريطته السياحية بروحٍ من الجمال والتجديد".

وصرّحت ماثورة معصوم، مديرة دائرة البستنة، لموقع" آواز دي وايس" بأن فصل الخريف في كشمير كان يفتقر سابقًا إلى عوامل الجذب السياحي، إذ اعتاد أن يكون موسمًا هادئًا وباهتًا، مشيرةً إلى أن الحديقة الجديدة ستمنح الوادي حيويةً خاصة وتجذب الزوار من داخل المنطقة وخارجها. وأكدت أن الدائرة تعمل على إطلاق مزيدٍ من المشاريع لتوسيع آفاق السياحة وتعزيز جمال كشمير الطبيعي.

وتقع الحديقة داخل الحديقة النباتية المطلة على بحيرة دال، وبجوار حديقة التوليب التي تُعدّ المعْلَم الأبرز في كشمير وتشكّل بداية الموسم السياحي في شهر مارس من كل عام.

وتمتد حديقة "باغِ غُلِ داوود" على مساحةٍ تبلغ خمسة هكتارات داخل الحديقة النباتية، وفقًا لما أوضحته مديرة دائرة البستنة ماثورة معصوم، التي أشارت إلى وجود خططٍ لتوسيع الحديقة خلال العام القادم.

وأضافت أن الحديقة تضم 3 ملايين زهرة أقحوان من 50 نوعًا ولونًا، مع خطط لتوسيعها وزراعة مزيد من الزهور الخريفية، مشيرةً إلى أن تكلفتها بلغت 18.69 مليون روبية.

ويمكن للزوار دخول حديقة الأقحوان بسهولة، فهي مفتوحة أمام الجميع، ويمكن لمن يزور الحديقة النباتية التجوّل فيها باستخدام نفس تذكرة الدخول دون أي رسوم إضافية.

وفُتحت الحديقة السياحية الجديدة أمام الزوّار للمرة الأولى منذ هجوم باهالغام التي وقع في 22 أبريل، وأسفر عن مقتل 25 سائحًا وبائعًا محليًا، ما أدى إلى تراجع كبير في حركة السياحة إلى كشمير.

وشهدت كشمير انتعاشًا تدريجيًا في الحركة السياحية مع بدء رحلة آمَرْنات بين 3 يوليو و9 أغسطس، التي استقطبت هذا العام نحو 415 ألف زائر. ورغم سوء الأحوال الجوية التي أعاقت حركة المرور على الطريق السريع سرينغار–جامو (NH44)، وهو المنفذ البري الوحيد للوادي إلى العالم الخارجي، فقد استمرت وفود السياح إلى كشمير دون انقطاع.

وخلال الأيام الأخيرة، توافد العديد من السياح إلى الحديقة بحماس للاستمتاع بألوان زهور "غُلِ داوود" الجميلة. وقالت صبا، من ولاية أترا براديش، التي تزوّجت قبل عامين من أحد أبناء كشمير، إنها تنتظر بفارغ الصبر زيارتها المقبلة للوادي الأسبوع القادم، آملة أن تتمكن خلالها من زيارة حديقة الأقحوان الجديدة والاستمتاع بجمالها.

ويعمل الزوجان في نيودلهي ويزوران كشمير في الأعياد، حيث أُعجبت صبا خلال زيارتها الأولى لحديقة التوليب العام الماضي، وعبّرت عن انبهارها بجمالها وهدوئها بأنهاوجدت فيها سكونًا وجمالًا لا يوصف. وجاءت تلك الزيارة بعد أسابيع من جولتها في حدائق المغول "أمريت أوديان" داخل القصر الرئاسي في دلهي، لكنها وجدت في كشمير هدوءًا وسحرًا لا يشبه أي مكان آخر.

وتعمل حكومة جامو وكشمير على إنشاء بستان للكرز الياباني في أطراف حديقة التوليب، ليكون وجهة سياحية جديدة بعد انتهاء موسم التوليب الذي يمتد لأكثر من ثلاثة أسابيع بين شهري مارس وأبريل.

اقرأ أيضًا: غويال يبحث في بروكسل تسريع مفاوضات اتفاق التجارة الحرة بين الهند والاتحاد الأوروبي

وتُزرع زهرة الأقحوان محليًا في كشمير، لكنها لا تُعد جزءًا من الطقوس والاحتفالات كما هو الحال في جامو وتشانديغار ومناطق أخرى من شمال الهند. وتتميز هذه الزهرة بأنها تنمو وتتكاثر طبيعيًا دون الحاجة إلى نفقات إضافية، على عكس زهور التوليب التي تُستورد أبصالها كل عام.

قصص مقترحة