تزايد الطلب على الليتشي الهندية في الأسواق العربية

21-07-2025  آخر تحديث   | 21-07-2025 نشر في   |  آواز دي وايس      بواسطة | قمر شعبان 
الليتشي الهندية في الأسواق العربية
الليتشي الهندية في الأسواق العربية

 


قمر شعبان الندوي*

الليتشي أحد أشهر الفواكه الهندية الفصلية الغضة الطرية مع الطعم اللذيذ المزيج من الحلاوة والحموضة والنكهة الطيبة. والهند هي ثاني أكبر بلد منتج لليتشي بعد الصين عبر العالم. فإن الليتشي أصلا فاكهة شبه استوائية من جنوب الصين، وشمال فيتنام، تم اكتشاف هذه الفاكهة، والتعرف عليها في الهند في القرن الثامن عشر الميلادي بولاية تريبورا، إحدى ولايات أقصى شرق الهند؛ فإنها وصلت إلى الهند من الصين عن طريق بورما. وتحوي الليتشي 60% من العصير، و19% بذرة، و13% قشرا، و3% خرقة.

ووفقًا لموقع "adda247.com"، أنتجت الهند خلال عام 2024م سبع مئة ألف طن متري من هذه الفاكهة. وولاية بيهار إحدى ولايات شمال شرق الهند هي أول أكبر الولايات الهندية المنتجة لليتشي: وإنها تنتج تقريبا 40% من إجمالي الناتج الهندي لهذه الفاكهة الرطبة والغضة؛ فإنها أنتجت  ثلاث مئة واثنين وعشرين ألف طن متري من الليتشي خلال عام 2024م. وتمتاز هذه الولاية، ولا سيما المناطق الشمالية الوسطى بمناخ مناسب، وأراض زراعية خصبة، وملائمة لإنتاجها.

وبحسب موقع "harvestfoodexim.com"، فإن مديرية مظفر فور في ولاية بيهار تتبوأ مكانة الصدارة والمركزية في إنتاج أفضل وأشهى أنواع الليتشي، كما وهي أكثر المناطق الهندية وأكبرها في الإنتاج. وبعد ولاية بيهار، تتبوأ ولاية بنغال الغربية مكانة ثاني أكبر الولايات، وولاية جهار خاند ثالث أكبر الولايات الهندية المنتجة لليتشي، ولكنها إلى جانب هذه الولايات الثلاث تنتج تقريبا في 19 ولاية هندية أخرى، ومن أجدر هذه الولايات بالذكر: آسام، وتريبورا، وتشاتيس كراه، والبنجاب، وأترابراديش، وأوترا خاند، وأوديشا، وهيماتشال براديش، وهاريانا، وماني فور وغيرها من الولايات. وإن أكثر هذه الولايات هي ولايات في شمال شرق الهند على حدود النيبال وبنغلاديش، والصين. وتتم زراعتها في شهور مطرية-صيفية رطبة خلال أبريل إلى أغسطس كل عام.

ووفقا لما ذكره الموقع الرسمي للمجلس الوطني للبستنة التابع لوزارة الزراعة بحكومة الهند، تنتج في الهند قرابة خمسة عشر نوعا من الليتشي، ومن أشهر هذه الأنواع: الليتشي الشاهي (الملكي)، والصيني، والبلدي، والشرقي، ووردي النكهة، والقصبي، والمظفرفوري، وبدون بذري، والرماني البدائي، والرماني النهائي، والبومبائي، والأحمر الكبير، والكلكتاوي، والدهرادوني، والهيلي، والسهارنفوري، والهيلي البدائي، والهيلي النهائي، والسوارنا روبا، والوردي. وتعتبر الليتشي الشاهي أفضل أنواعها طعمًا ونكهةً وعصيرًا.

وتمتلك هذه الفاكهة كمية كبيرة للقيمة الغذائية، والفوائد الصحية والطبية أيضًا؛ إذ هي تحتوي على فيتامين سي الذي يفيد بتعزيز قوة المناعة، وصحة البشرة. وكذلك البوتاسيوم الذي يقوم بضبط ضغط الدم، كما وهي تحمل قوة مضادة للأكسدة، وموادا كبيرة تساعد على الهضم، والتحكم على الكوليسترول، وثمة مثل معروف عن الليتشي:

"تناول الليتشي؛ مثله كمثل تذوق قطرة من قطرات عصير الجنة- إنه غض طري عذب، ذو فوائد صحية بشكل استثنائي".   

وتستخدم فاكهة الليتشي في صنع العصير، والحلويات، والمواد العلاجية والغذائية، ومنتوجات العناية بالبشرة، واللب المجمد، كما وهي تستخدم كمادة أساسية لتحضير الرحيق، والقرع، والمربى، والمشروب المخمّر، ومن زيت بذورها تصنع الأعشاب، كما أنها مفيدة للمرأة الحامل أيام حملها لفوائدها التغذوية والهضمية، وتوازن الألياف إلى جانب الإفادة القوية لبذورها في تنظيم صحة الكلى، والوظيفة الإدراكية.

الطلب العالمي المتزايد لفاكهة الليتشي

بما أن الليتشي تمتلك مواصفات طبية وصحية وغذائية وفاكهانية وفيرة، بدأ يتزايد الطلب العالمي عليها، وخلال السنوات العديدة الماضية يتم تصدير الليتشي بكمية هائلة من الهند إلى بلجيكا، وكندا، وفرنسا، وجمهورية كوريا، والنرويج، والفلبين، والمملكة العربية السعودية، وإسبانيا، وسريلانكا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأميركية، وهولندا. ووفق بيان صادر عن "هيئة تنمية صادرات المنتجات الزراعية والأغذية المصنعة" (APEDA) التابعة لوزارة التجارة والصناعة، لقد لوحظ تزايد مدهش لتصديرات الليتشي الهندية إلى خمس من الدول العربية بوجه مخصوص خلال عام 2024م؛ وهي قطر، والكويت، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين، وعمان؛ وذلك عبر طريق البنجاب، إلى جانب الطلب المتزايد على المانجو، والعنب، والموز، والبرتقال من قبل الأسواق العالمية. وحاليًا، تم إرسال شحنة بما فيها 1.5 طن من الليتشي من نوع وردي النكهة إلى الدوحة، ودوبي عن طريق البنجاب، وباثان كوت بالتعاون مع هيئة تنمية صادرات المنتجات الزراعية والأغذية المصنعة، وقسم البستنة لولاية البنجاب، ومجموعة لولو التجارية.

ولهيئة تنمية صادرات المنتجات الزراعبة والأغذية المصنعة بالهند دور ريادي في تسهيل العمليات التصديرية للمنتجات الهندية إلى الأسواق العالمية، كما ولخدمات بي سوم للأغذية Pisum foods services، والمركز الوطني للبحث في الليتشي أيضًا دور كبير في تخزين فاكهة الليتشي، وإنتاجها، وتصديرها إلى أسواق العالم.

اقرأ أيضًا: مبادرة "الهند الرقمية": رحلة عشر سنوات من التحول والإنجازات

ولقد نالت الليتشي الشاهي (الملكي) المزروع خاصة في منطقة مظفر فور بولاية بيهار إعجاب المتسوقين، والموردين الأجانب لكبر حجمها، ولنوعيتها المثالية، ولعصيرها الوفير ذات النكهة الطيبة؛ ويتم نضج هذا النوع من الليتشي عادة في الأسبوع الثالث من شهر مايو كل سنة، وتثمر كل شجرة 100 كيلو غرام تقريبًا سنويا. والأنواع الأخرى البارزة التي تتصدر بكثرة إلى الأسواق العالمية بطلب عالمي مدهش هي: سوارنا روبا من إنتاج منطقة راتشي،  والصيني من إنتاج هاريانا، والقصبي من إنتاج المناطق الوسطى لبنغال الغربية، والهيلي، والشرقي، وبدون بذري بدائي، وكلكتاوي، والوردي.

الليتشي وتعزيز الاقتصاد والصلات الثقافية

لقد حلت فاكهة الليتشي في أيامنا هذه محلا تجاريا بارزا عن طريق التنمية الاقتصادية الهائلة، والزيادة في الناتج المحلي الإجمالي للهند. كما تمهد التصديرات الهائلة لها إلى العالم العربي سبل تعزيز الروابط الثنائية، والعلاقات التجارية-الثقافية. ومنذ زمان، لقد رأينا التفاتا كبيرا للسياح العرب إلى زيارة المناطق الهندية المنتجة للمانجو، مثل منطقة مليح آباد، ولكناؤ، وهاردوئي. والآن، نرى أن فاكهة الليتشي تفتح آفاقًا واسعةً لتوثيق الصلات الاقتصادية بين الهند والعالم العربي من جديد.

*أستاذ مساعد في قسم اللغة العربية بجامعة بنارس الهندوسية، فارانسي، أترابراديش.

قصص مقترحة