فيساخاباتنام

قالت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية الدكتورة نجوزي أوكونجو إيويالا، اليوم الجمعة، إن على الهند أن تضطلع بدور قيادي في دفع إصلاحات المنظمة، مؤكدة أن النظام التجاري العالمي يجب أن يبقى قائمًا على القواعد لا على موازين القوة.

وقالت خلال كلمتها في الجلسة الافتتاحية لقمة الشراكة الثلاثين لاتحاد الصناعات الهندية لعام 2025م في فيساخاباتنام، إن العالم يشهد تحوّلات كبيرة في مجال التجارة، وإن الهند في موقع يسمح لها بالاستفادة من هذه التغيّرات.

وقالت: "يجب أن تكون الهند في طليعة مسار الإصلاح داخل منظمة التجارة العالمية. وينبغي للهند أن تتقدّم لضمان ألا يتحوّل النظام القائم إلى نظام يعتمد على موازين القوة بدلًا من القواعد. وعلينا أن نبذل الجهد اللازم لإتاحة فرصة حقيقية للإصلاح، وأن نصحّح الأخطاء القديمة ونغتنم الفرص الجديدة التي تظهر".

وأشارت إلى أن سلاسل التوريد العالمية تشهد إعادة هيكلة واسعة، وأن الهند بدأت تبرز كأحد أكبر المستفيدين من هذا التحوّل. كما لفتت إلى النمو السريع في التجارة الخضراء والخدمات الرقمية العابرة للحدود، موضحة أن والخدمات الرقمية العابرة للحدود تنمو بمعدل يتراوح بين 6 و8 في المائة، وقد وصلت قيمتها الآن إلى نحو 5 تريليونات دولار.

وأوضحت أن الهند تمتلك فرصة فريدة لتعزيز تفوّقها، ولا سيما أنها تحقق أداءً قويًا بالفعل في التجارة الرقمية العابرة للحدود. وأشارت كذلك إلى أن التجارة بين دول الجنوب تعود للنمو مجددًا، ما يتيح للهند مساحة أوسع للتوسع والانخراط بشكل أكبر في هذا المسار.

وقالت إن الهند تؤدي دورًا كبيرًا في الإصلاحات الجارية، مشيرةً إلى أنها قادرة على المساهمة في بناء نظام أكثر مرونة يتيح حتى للدول النامية الصغيرة الاستفادة منه. وأشارت إلى أن رسالتها للهند تتمثّل في أهمية التعاون مع المجتمع الدولي لتقوية النظام التجاري العالمي، الذي حقق إنجازات ملموسة لكنه ما زال قادرًا على تحقيق المزيد، خصوصًا لصالح الدول النامية.

وأشادت بالنمو الاقتصادي القوي للهند، مؤكدة أنها أسرع الاقتصادات الكبرى نموًا مع معدّل يزيد على 6% في 2024–2025م. وقالت إن هذا الزخم سيستمر بفضل الطلب المحلي والاستثمارات والبيئة الاقتصادية المستقرة، وهنّأت رئيس الوزراء مودي وحكومة الهند والشعب على هذا الأداء. وشدّدت على أهمية التعددية في النظام التجاري العالمي، مؤكدة أن العالم ما يزال بحاجة إلى مؤسسات دولية قوية رغم تزايد الاتفاقات الثنائية.

وشدّدت على أن النمو الاقتصادي يرتبط بنمو التجارة، وأن الاستقرار المالي العالمي يعتمد على استقرارها. وحذّرت من أن العالم يشهد أكبر اضطرابات تجارية منذ ثمانين عامًا، مع تحديات غير مسبوقة تهدد قواعد النظام التجاري الدولي.

وردًّا على المخاوف المستمرة التي أثارتها الهند والدول النامية، أوضحت أن هناك مشكلات فعلية تتعلق بتخزين السلع لأغراض الأمن الغذائي، وضعف مشاركة الدول النامية في النظام التجاري، وعدم تنفيذ بعض القرارات الوزارية.

اقرأ أيضًا: وفد رفيع المستوى من السعودية يزور الهند لتعزيز الاستثمار المشترك والتعاون بالقطاعات الإستراتيجية

لكنها أكدت أن الاستمرار في تكرار مشكلات الماضي لن يساهم في الحل، لافتةً إلى أن أمام العالم اليوم فرصة حقيقية لتعزيز مرونته واستثمار الفرص الناشئة عبر إصلاحات جادة وبنّاءة.