ظهير فاروقي.. صوت التغيير في بلدة بورقاضي

02-06-2025  آخر تحديث   | 02-06-2025 نشر في   |  آواز دي وايس      بواسطة | Saquib Salim 
ظهير فاروقي.. صوت التغيير في بلدة بورقاضي
ظهير فاروقي.. صوت التغيير في بلدة بورقاضي

 


ثاقب سليم

بورقاضي، وهي بلدة صغيرة في مقاطعة مظفرنغر بولاية أوترا براديش، ستشهد قريبًا إنشاء أول مدرسة ثانوية عليا فيها، ما يعني أن الطلاب لن يضطروا بعد الآن إلى السفر إلى المدن المجاورة لمتابعة دراستهم بعد الصف العاشر.

وقد تحقق هذا الإنجاز بفضل سخاء ظهير فاروقي، رئيس مجلس البلدية (نغر بنشایت)، الذي تبرّع بأرضه التي تُقدّر قيمتها بـ1.5 كرور روبية لصالح المشروع.

فاروقي، وهو زعيم فلاحين ومحامٍ، شعر باستياء لرؤية الفتيات والفتيان يضطرون إلى السفر بالحافلات المحلية والمركبات ثلاثية العجلات المتهالكة للوصول إلى المدارس الثانوية العليا في المدن المجاورة، فاختار أن يتخذ خطوة عملية لتغيير هذا الواقع.

واتباعًا للمثل السائر "الخير يبدأ من البيت"، تبرّع فاروقي بأرضه، والتي تُعد في العادة من أعزّ الممتلكات لدى أي مزارع أو مستثمر عقاري.

وكان دائمًا من دعاة التغيير من أجل تحسين حياة السكان في هذه البلدة ذات الأغلبية المسلمة، وقد تم انتخاب فاروقي رئيسًا لمجلس البلدية (نغر بنشایت) في عام 2017م.

وبصفته رئيسًا منتخبًا للهيئة المحلية، كانت أولويته تحسين المرافق التعليمية، باعتبار أن التعليم هو الطريق الأضمن للنهوض بحياة الناس. وقد بادر بإحداث تغيير في المدارس، حيث جهّز الصفوف الابتدائية في المدارس الحكومية المحلية بعدد كافٍ من الكراسي والطاولات للطلاب، وزوّدها بسبورات ذكية مرتبطة بالإنترنت، مما أضفى بيئة تعليمية أكثر حداثة وكفاءة.

وقد حظيت جهوده بالتقدير، إذ تم إدراج المدرسة الحكومية المحلية ضمن برنامج "مدرسة شري" لرئيس الوزراء ناريندرا مودي، والذي يهدف إلى تحويل المدارس المختارة إلى مدارس نموذجية.

وفي تحدٍ للصورة النمطية الشائعة عن المسلمين، أبدى فاروقي اهتمامًا كبيرًا بصيانة "غاوشالاس" (ملاجئ الأبقار). وقبل مبادرته، كانت الأموال الحكومية المخصصة لإنشاء هذه الملاجئ غالبًا ما تبقى غير مستغلة من قبل معظم مجالس البلديات.

وأنشأت البنجايات بقيادة فاروقي ما يُعتقد أنه أول "غاوشالا" (ملجأ أبقار) حكومي مكوّن من طابقين في الهند.

ويضم هذا الملجأ أقسامًا منفصلة للعجول، والأبقار الحوامل، والمصابة، والمُسنة. كما تعمل آلة تقطيع الأعلاف فيه بالطاقة الشمسية، ويقوم طبيب بيطري بإجراء فحوصات صحية يومية للأبقار لضمان سلامتها.

وبالإضافة إلى ذلك، يتم تحويل روث الأبقار إلى سماد عضوي يُباع لتوليد دخل يُسهم في جعل "الغاوشالا" مشروعًا مستدامًا من الناحية المالية.

وفي عام 2018م، قامت بلدية بورقاضي بقيادة فاروقي بتركيب كاميرات المراقبة في مواقع متعددة داخل البلدة، بهدف مكافحة الجريمة وتعزيز شعور السكان بالأمان، وخاصة النساء.

وتتميّز الكاميرات بعدسات قوية قادرة على قراءة لوحات أرقام المركبات. وقد ساعدت هذه المنظومة شرطة مظفرنغر في القبض على رجل من ولاية أوتراخاند، تم التعرف عليه كمغتصب لطفلة محلية تبلغ من العمر ست سنوات.

وتُزوّد جميع الكاميرات في هذه المنظومة بمكبرات صوت تُستخدم للإعلان عن المبادرات الحكومية الجديدة، وإطلاق الإنذارات في حالات الطوارئ، وبث الرسائل المتعلقة بالمجتمع المحلي.

وكانت بلدية بورقاضي أول جهة تبادر بافتتاح نادٍ رياضي مخصص للنساء فقط، بهدف تعزيز الوعي الصحي والبدني بين النساء.

وقد افتُتح هذا النادي في عام 2019م، وأثبتت شعبيته خطأ المنتقدين والمشككين الذين تساءلوا عمّا إذا كانت النساء المسلمات اللاتي يرتدين النقاب سيخرجن من منازلهن للمشاركة فيه.

وتصل المدربة شاهين عثماني إلى النادي الرياضي في وقت مبكر من الصباح لمباشرة عملها. وبمجرد دخولها إلى هذا الفضاء المخصص للنساء فقط، تخلع برقعها. وتقول عثماني: "لا أستطيع أن أشرح السبب بدقة، لكن النادي ساهم بشكل كبير في تحسين الصحة الإنجابية للنساء في البلدة.

ويضم النادي الرياضي نحو مئة عضوة. وقد نجح سكان بورقاضي، بقيادة ظهير فاروقي، في تحويل حديقة "سولي والا باغ" التي كانت تُعرف سابقًا بـ"حديقة المشنقة" – إلى موقع ذي طابع روحي وتاريخي. فقد استخدمها الجيش البريطاني لإعدام الثوار الهنود خلال أول حرب للاستقلال عام 1857م.

اقرأ أيضًا: التوازن بين الرياضة والتعليم: لقمان علي يصبح قدوة للشباب

وفي يوم الاستقلال ويوم الجمهورية، يتجمع آلاف الأشخاص في هذا الموقع التاريخي المميز، وينظّمون مسيرة جماهيرية تخليدًا لذكرى أبطال حركة الاستقلال. ويقوم السكان المحليون بإقامة موكب يُشارك فيه الشباب حاملين أطول علم ثلاثي الألوان (العلم الهندي) على الإطلاق، وذلك ضمن فعاليات وطنية لإحياء ذكرى مناضلي الهند من أجل الاستقلال.

قصص مقترحة