أبوظبي
قال وزير الثقافة، غاجيندرا سينغ شيخاوات، إن العلاقات الوطيدة بين الهند ودولة الإمارات العربية المتحدة لا تقتصر على التبادل التجاري التقليدي، بل تقوم على أسس راسخة من الروابط الثقافية والإرث الحضاري المشترك الذي يجمع بين الشعبين الصديقين على مرّ التاريخ.
وقال الوزير شيخاوات في تصريح لوكالة أنباء الإمارات "وام" خلال مشاركته في فعاليات الدورة السابعة من "القمة الثقافية أبوظبي" التي تُعقد تحت شعار "الثقافة لأجل الإنسانية وما بعد" في الفترة من 27 أبريل إلى 29 أبريل الجاري، إن دولة الإمارات العربية المتحدة تعد اليوم الشريك التجاري الأكبر للهند، مشيرًا إلى الدور الحيوي والمؤثر الذي تؤديه الجالية الهندية المقيمة في الإمارات، والتي يبلغ تعدادها نحو خمسة ملايين نسمة، في تعزيز مسيرة التنمية الاقتصادية الشاملة في مختلف القطاعات الحيوية والاستراتيجية بالدولة.
وأضاف أن دولة الإمارات تمثل أيضًا ثالث أكبر شريك تجاري للهند على الصعيد العالمي، وهو ما يعكس قوة ومتانة الترابط الاقتصادي والاستراتيجي بين البلدين، ويؤكد على الأهمية القصوى لتعزيز وتنمية هذه الشراكة الاقتصادية في المستقبل بما يخدم المصالح المشتركة.
وفي سياق مشاركته الفاعلة في القمة، أشار غاجيندرا سينغ شيخاوات إلى أن المناقشات المستفيضة التي دارت خلال جلسات القمة ركّزت على محورين رئيسين يشكلان جزءًا مهمًا من المشهد الثقافي العالمي الراهن، وهما التأثير المتزايد للذكاء الاصطناعي في مختلف جوانب المجال الثقافي، والدور المحوري والأساسي الذي تضطلع به الثقافة في ترسيخ قيم السلام العالمي وتعزيز التفاهم بين الشعوب، مضيفًا أن المشاركين عبّروا عن مزيج من القلق إزاء التحديات المحتملة التي قد يفرضها التطور السريع للذكاء الاصطناعي على الهوية الثقافية والإبداع الإنساني، وبين التفاؤل الحذر بشأن الفرص الواعدة التي يتيحها هذا التطور التقني الهائل في إثراء المشهد الثقافي العالمي وفتح آفاق جديدة للإبداع والتعبير.
وأكّد وزير الثقافة شيخاوات على أن تعزيز دور الثقافة بات ضرورة ملحة في ظل المشهد الجيوسياسي الراهن، الذي شهد خلال السنوات الثلاث الماضية تصاعدًا ملحوظًا في حدة النزاعات والصراعات الإقليمية، مؤكدًا أهمية توظيف الثقافة كجسر حضاري يسهم في ردم الفجوات وتعزيز أواصر التفاهم والتواصل بين الشعوب.
كما أكد الوزير شيخاوات على متانة وعمق العلاقات الثقافية الراسخة التي تجمع بين الهند ودولة الإمارات، معتبرًا أن التعاون الوثيق في هذا المجال الحيوي يمثل ركيزة استراتيجية أساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتعزيز دعائم السلام والاستقرار العالميين.
كما أشار إلى أن العالم ينظر اليوم إلى الهند بروح من التفاؤل المتجدد، مؤكدًا أن القوة الناعمة الهندية، بما تحمله من إرث ثقافي وحضاري غني ومتنوع في مجالات المأكولات الشهية، وممارسات اليوغا، وتقاليد الطب التقليدي العريق، والفنون بأنواعها المختلفة، تسهم بشكل فعال في تعزيز مكانة الهند ودورها المؤثر على الصعيد العالمي.
وأضاف أن الثقافة ستظل على الدوام الركيزة الأهم لبناء جسور التواصل الإنساني بين الشعوب، مشددًا على أهمية مواصلة توسيع آفاق التعاون الثقافي بين الهند والإمارات بما يخدم مصالح الشعبين ويعزز الاستقرار والتنمية في المنطقة والعالم أجمع.
وقال إن الهند تُعد حاضنة نابضة بالحياة تحتضن رواة القصص والموسيقيين والمبدعين، موضحًا أن التراث الثقافي الغني للهند لا يُمثل امتدادًا لماضٍ عريق فحسب، بل يُشكّل حجر الأساس لمستقبلها الواعد والمشرق.
اقرأ أيضًا: الرئيسة دروبادي مورمو تمنح الشيخة الشيخة علي جابر الصباح "جائزة بادما شري" تقديرًا لإسهاماتها في مجال اليوغا
ولفت وزير الثقافة أن الهند تسعى من خلال مبادراتها الثقافية إلى صون هذا الإرث الغني وتعزيزه، بما يعزز مكانتها كقوة ثقافية فاعلة ومؤثرة على الساحة العالمية، مشيرًا إلى أن التحديات المناخية والاجتماعية التي يواجهها العالم اليوم تؤكد الحاجة الملحّة إلى إحياء القيم الثقافية الأصيلة التي تدعو إلى التعايش والتناغم مع الإنسان والطبيعة.