الشارقة
سجّلت الهند حضورًا بارزًا في الدورة الرابعة والأربعين من معرض الشارقة الدولي للكتاب (الذي عقد خلال الفترة من 5 نوفمبر إلى 16 نوفمبر الجاري) من خلال مشاركة تعكس عمق حضارتها وغنى إرثها الثقافي وتعيد إبراز الروابط الأدبية والمعرفية التي لطالما جمعت الشرق الأقصى بالشرق الأدنى مؤكدةً دور الكتاب كجسر حضاري راسخ يقرّب بين الشعوب.
وسجلت دورة هذا العام من المعرض أكبر تجمع للناشرين الهنود خارج الهند حيث قامت باستضافة عشرات دور النشر الهندية من مختلف ولايات شبه القارة بما تمثله من تنوع لغوي وثقافي يعكس ثراء التجربة الهندية وتعدد مدارسها الفكرية.
ويشير ناشرون هنود إلى أن الإقبال على الكتب الهندية يتزايد عامًا بعد عام لما تحمله من موضوعات إنسانية وقصص تستلهم الواقع، مؤكدين أن تعدد اللغات في بلادهم يجعل من كل لغة مدخلاً جديدًا إلى الأدب العالمي.
وضم الجناح الهندي هذا العام مجموعة واسعة من الإصدارات الأدبية والعلمية والتعليمية إلى جانب كتب المجلس الوطني للكتاب في الهند التي تُعرض أمام الزوار في مشهد يقدم صورة شاملة عن المشهد الثقافي الهندي المعاصر.

وقال الدكتور شمس إقبال، مدير "المجلس الوطني لترويج اللغة الأردية": "إن الإقبال على معرض الكتاب كان هائلاً. والطلب على الكتب الأردية الصادرة عن المجلس كبير للغاية. ولقد أسعدنا أنه رغم كثرة الملهيات، ما تزال عادة القراءة مزدهرة، وهذا يمنحنا الأمل بأن عادة القراءة لن تموت".
وأضاف الدكتور إقبال أن أهم جانب في الأمر هو أن الأطفال يُبدون اهتمامًا كبيرًا بالكتب الأردية.
وتجدر الإشارة إلى أن المجلس الوطني لترويج اللغة الأردية قد شارك أول مرة في أي معرض للكتاب في الدول العربية، مؤكدًا أن أحد الأهداف للمشاركة في المعرض هو تعريف العالم باللغة الأردية وثقافتها وتراثها".
وقال ماثيو أنتوني عضو منظمة "كيرالا شاسترا ساهيتا بارشياد" إن المنظمة التي تأسست قبل 65 عامًا تهدف منذ انطلاقتها إلى تبسيط العلوم ونشر الثقافة العلمية بين الجمهور غير المتخصص، موضحًا أن نشاطها بدأ مع دعم حركة تأليف كتب الأطفال ثم توسع ليشمل مبادرات تنموية ومجتمعية واسعة.

وأضاف: يمثل معرض الشارقة الدولي للكتاب وجهة تتلاقى فيها الثقافات والأفكار ونحرص على المشاركة سنويًا لأنه منصة مهمة للتفاعل مع القراء ونشر الفكر العلمي في العالم العربي.
وقدّمت دار Kid’s Venture تحت إشراف كالا شوري مساحة تعليمية تجمع بين الترفيه والمعرفة من خلال منتجات تفاعلية موجهة للأطفال من سن الثالثة إلى الرابعة عشرة، وتسعى إلى تعليم الأطفال بأسلوب ممتع يشجّعهم على القراءة والتفكير، فالتعلم الحقيقي يبنى على الاكتشاف وليس التلقين.
كما شاركت دار Crossword من مومباي في تجربتها الأولى بالمعرض عبر إصدارات تجمع بين الخيال والواقع إلى جانب كتب موجهة للفتيان ويصف ممثل الدار برام مود المشاركة بأنها فرصة ثمينة للقاء القراء في العالم العربي وتشجيع الفئات الشابة على القراءة عبر الأدب العالمي.
اقرأ أيضًا: سكرتير التجارة يستعرض مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة بين الهند والاتحاد الاقتصادي الأوراسي
وأما دار منشورات الزيتون التي أسّسها الوزير الأسبق والكاتب أتولي مونير في كيرالا فتعود إلى المعرض للسنة الحادية عشرة على التوالي مقدمةً أعمالاً في الخيال العلمي والروايات الواقعية والسير الذاتية باللغتين الإنجليزية والمليالمية.
وشاركت الكاتبة شومان جاي بمجموعة قصصية تضم أربع عشرة قصة إلى جانب أعمال شعرية جديدة تقول إنها تجسد صراع الإنسان بين ذاته والآخرين معربة عن سعادتها بالمشاركة الأولى في المعرض الذي تصفه بأنه "عاصمة الثقافة التي تمنح الأدب صوتًا عالميًا".