إيم عالم
استقبل الأستاذ الدكتور مظهر آصف، شيخ الجامعة الملية الإسلامية بنيودلهي، الدكتور محمد عبد الله علي التوم، سفير جمهورية السودان لدى الهند، يوم 22 مايو 2025م، وذلك بحضور الأستاذ الدكتور محمد مهتاب عالم رضوي، مسجل الجامعة، ومحمد علي فزاري، مستشار التعليم في سفارة السودان، حيث جرى بحث سبل تعزيز التعاون والتبادل الأكاديمي بين الجامعة الملية الإسلامية ومؤسسات التعليم العالي في السودان.
وأكّد الأستاذ الدكتور مظهر آصف، شيخ الجامعة، أن العلاقات بين الهند والسودان لا تقوم على صداقة تاريخية فحسب، بل تتسم بتشابه حضاري وثقافي لافت، مشيرًا إلى أن الروابط بين البلدين تعود إلى عصور قديمة، قائلاً: "نحن أبناء اثنتين من أهم الحضارات في العالم، حضارة وادي النيل وحضارة وادي السند".
وأعرب الأستاذ آصف عن اعتزاز الجامعة بزيارة السفير الدكتور التوم، مؤكدًا أن "الجامعة الملية الإسلامية ليست مجرد جامعة، بل هي مدرسة فكرية وحركة". كما أشار إلى أن الجامعة تحتضن قسم اللغة العربية العريق، الذي يُعد من أقدم أقسام اللغة العربية في الهند، والذي قدّم أعمالاً رائعة وذات تأثير كبير في مجاله.
وأطْلع الأستاذ الدكتور مظهر آصف الوفدَ السوداني على أن الهند تُعدّ أرضًا غنية بالتنوع الثقافي والديني واللغوي، الأمر الذي يجعل جميع الناس يشعرون بأنهم في وطنهم لما تتميز به البلاد من طابع تعددي شامل، معربًا عن تفاؤله بأن الجانبين سيعملان قريبًا على توقيع مذكرة تفاهم، والتعاون في مجالات الدراسات الإسلامية، والعلوم والتكنولوجيا، والقانون، وتدريس اللغة العربية.
ومن جانبه، أعرب الدكتور محمد عبد الله علي التوم عن سروره بزيارته الأولى لجامعة مركزية في العاصمة، وقدّم تهانيه لإدارة الجامعة بتمتعها بالسمعة الأكاديمية الرفيعة على خارطة التعليم العالمية. وأكد أن السودان كان ولا يزال منارةً للتعليم في إفريقيا، مشيرًا إلى أن الهند والسودان يرتبطان بعلاقة تاريخية ودية تعود إلى ما قبل استقلال السودان.
وأوضح أن البلدين لديهما تجربة استعمارية مشتركة، وأنهما شاركا في حركة عدم الانحياز. واستذكر أن الهند كانت من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال السودان، وأن رئيس الوزراء الهندي جواهر لال نهرو قام بزيارة تاريخية إلى السودان.
كما عبّر الدكتور التوم عن حزنه العميق وأسفه الشديد إزاء ما يشهده السودان من حرب وصراع داخلي مستمر، مشيرًا إلى أن ذلك قد أدّى إلى سقوط أعداد كبيرة من الضحايا، وتدمير واسع للبنية التحتية، وخراب شامل في أنحاء البلاد. وقال إن السبيل لمواجهة التحديات القادمة يكمن في التعليم، مؤكدًا أن "التعليم يصبح أكثر حاجةً في أوقات الأزمات والحروب".
وأكد الدكتور التوم التزامه بتعزيز التعاون الأكاديمي بين الهند والسودان، معربًا عن سعادته بأن عددًا كبيرًا من الطلاب السودانيين يتمكنون من متابعة دراستهم العليا في الهند بفضل المنح الدراسية التي يقدمها المجلس الهندي للعلاقات الثقافية (ICCR).
ومن جهته، تطرق الأستاذ رضوي، مسجل الجامعة، إلى العلاقات الثنائية بين الهند والسودان، مشيرًا إلى مدى عمق الروابط السياسية والاقتصادية والتجارية بين البلدين. وأوضح أن هذا الاجتماع، والمسار المستقبلي للتعاون من خلال مذكرة تفاهم، سيسهمان في تعزيز التبادل الأكاديمي النشط بين مختلف الكليات والمراكز في الجامعة الملية الإسلامية، ولا سيما قسم اللغة العربية، ومركز نيلسون مانديلا للسلام وحل النزاعات، وأكاديمية MMAJللدراسات الدولية، وقسم الدراسات الإسلامية.
وأكّد الأستاذ رضوي على المشاركة البارزة للهند في عمليات حفظ السلام في السودان. ومضى قائلاً: إنه في ظل هذه الروابط التاريخية والسياسية، تأمل الجامعة الملية الإسلامية في التعاون النشط مع مؤسسات التعليم العالي في السودان من أجل إقامة حوار أكاديمي طويل الأمد وبحوث هادفة في بعض المجالات ذات الاهتمام المشترك. وأضاف الأستاذ رضوي: "إن مثل هذا التعاون الأكاديمي سيكون ذا أهمية خاصة، لا سيما وأن رئيس الوزراء ناريندرا مودي قد شدّد مرارًا على ضرورة تعزيز العلاقات بين الهند والدول الإفريقية".
ومن جانبها، قدّمت الأستاذة الدكتورة صائمة سعيد، مستشارة شؤون الطلاب الأجانب في الجامعة، تقريرًا مفصلًا عن جودة التعليم والبحث العلمي المتميز في الجامعة، والذي أسهم بشكل كبير في حصولها على تصنيفات مرموقة على الصعيدين الوطني والدولي.
وسلّطت الضوء على الموارد والدعم المتنوع الذي تقدمه الجامعة لمجتمعها الكبير والمتنوع من الطلاب الدوليين، الذين ينتمون إلى أكثر من 31 دولة. كما شرحت الدكتورة سعيد كيف يساعد مكتبُ شؤون الطلاب الأجانب الطلابَ منذ لحظة التقديم، مرورًا بإجراءات القبول والتسجيل في المنح الدراسية، وصولًا إلى دعمهم طوال فترة دراستهم في الجامعة، بما يضمن لهم تجربة أكاديمية ومجتمعية سلسة وشاملة.
وأوضحت الدكتورة صائمة سعيد كيف يعمل مكتب شؤون الطلاب الأجانب كمركز محوري لمساعدة الطلاب الدوليين على التأقلم مع البيئة الأكاديمية والثقافية الجديدة، من خلال إصدار شهادات إثبات القيد وتقديم الدعم في إنجاز الوثائق المطلوبة، وتنظيم دورات قصيرة في اللغة الإنجليزية، واستضافة برامج توجيهية للطلاب الجدد، وإدارة السكن الجامعي للطلاب والطالبات، إضافة إلى الإرشاد الأكاديمي المستمر طوال فترة دراستهم في الجامعة الملية الإسلامية.
كما أشارت إلى أن الجامعة أصبحت، على مر السنين، واحدة من أبرز الوجهات المفضلة للطلاب الأفارقة الراغبين في متابعة دراستهم العليا في الخارج.
وقدّمت الأستاذة الدكتورة أوشفيندر كور بوبلي، عميدة العلاقات الدولية في الجامعة عرضًا تعريفيًا عن الجامعة وإرثها التاريخي العريق، إضافة إلى نظرة عامة على تصنيفاتها الحالية وإنجازاتها الأكاديمية.
وتحدثت الدكتورة بوبلي عن العلاقات الودية القديمة التي تربط بين الهند والسودان، والمساعدات الإنسانية والجهود الدبلوماسية التي قدّمتها الهند على مر السنين، مؤكدة أن هذه الخلفية تمهّد الطريق لتعاون مثمر في مجالات البحث العلمي والتعليم، وفق ما ذكره مكتب العلاقات العامة بالجامعة.