ملتقى المجامع والمؤسسات اللغوية.. رئيس اتحاد أساتذة اللغة العربية في الهند يدعو إلى إعداد معجم هندي–عربي حديث يواكب التطورات اللغوية

15-10-2025  آخر تحديث   | 15-10-2025 نشر في   |  آواز دي وايس      بواسطة | آواز دي وايس 
ملتقى المجامع والمؤسسات اللغوية.. رئيس اتحاد أساتذة اللغة العربية في الهند يدعو إلى إعداد معجم هندي–عربي حديث يواكب التطورات اللغوية
ملتقى المجامع والمؤسسات اللغوية.. رئيس اتحاد أساتذة اللغة العربية في الهند يدعو إلى إعداد معجم هندي–عربي حديث يواكب التطورات اللغوية

 


 آواز دي وايس/نيودلهي

شارك الأستاذ الدكتور رضوان الرحمن في "ملتقى المجامع والمؤسسات اللغوية" بصفته رئيسًا لاتحاد أساتذة وعلماء اللغة العربية لعموم الهند، والذي أقامه مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية في الرياض تحت رعاية الأمين العام للمجمع الدكتور عبد الله بن صالح الوشمي، وذلك تزامنًا مع المؤتمر الدولي السنوي الرابع للمجمع، حيث شارك عدد من المجامع والمؤسسات اللغوية من مختلف دول العالم، وحضر نخبة من الخبراء والمتخصصين في مجالات الصناعة المعجمية والتخطيط اللغوي، بهدف استعراض التجارب الدولية في مجال الصناعة المعجمية، ومناقشة فرص التعاون والتكامل بين المجامع اللغوية، إلى جانب تبادل الخبرات في بناء المعاجم والمشروعات اللغوية الكبرى، وتعزيز حضور اللغة العربية على الساحة العالمية، وتفعيل الأدوار المؤسسية المشتركة في خدمتها ونشرها.

وقال الأمين العام للمجمع، الدكتور عبد الله بن صالح الوشمي، في كلمته الافتتاحية، "إن الملتقى يجسد أحد المسارات التي ينتهجها المجمع في دعم الصناعة المعجمية وتعزيزها، مشيرًا إلى أن العمل المعجمي يُعدُّ أحد المرتكزات الرئيسة في إستراتيجية المجمع، التي ترتكز على مبادرات ومشروعات متكاملة لتطوير المحتوى اللغوي، وتعزيز حضوره في مختلف الحقول المعرفية والتقنية".

وفي هذا الإطار، استعرض الملتقى عددًا من المبادرات التي أطلقها المجمع، من أبرزها منصة "سِوَار" للمعاجم اللغوية، التي تضم أكثر من 20 معجمًا متخصصًا تغطي مجالات معرفية ومهنية متنوّعة، وتلبي احتياجات الباحثين والمهنيين على حدّ سواء.

وأكد أن الملتقى يُعدّ خطوةً فاعلة نحو تعزيز التعاون المشترك مع المجامع والمؤسسات المعنية بخدمة اللغة العربية، من خلال فتح آفاق جديدة للتنسيق والعمل المشترك في المجالات العلمية والبحثية واللغوية، فضلًا عن دعم المبادرات المعجمية ضمن إطارٍ مؤسسي متكاملٍ يسهم في تطوير اللغة العربية ونشرها عالميًا.

واستعرض الأستاذ رضوان الرحمن، خلال الجلسة، مسيرة المعاجم العربية في الهند، مقترِحا لعددٍ من المشاريع المعجمية في اللغات الهندية، من بينها إعداد المعاجم العربي–البنغالي، والعربي–الكشميري، والعربي–المليالامي، التي تشكّل جسورًا لغوية تعبّر عن ثراء التعدد اللغوي في الهند.

وأكّد الأستاذ رضوان على الحاجة الملحّة إلى إعداد معجم هندي–عربي حديث، موضحًا أن الحكومة الهندية كانت قد أصدرت قاموسًا من هذا النوع قبل سنوات، غير أنه لم يعد يواكب متطلبات المرحلة الراهنة. وطرح في هذا السياق مقترَحًا لإعداد معجم شامل يواكب التطورات اللغوية الحديثة، ويلبّي احتياجات الباحثين والطلاب العرب والهنود على حدّ سواء.

كما أشار إلى أن هذه المبادرة تكتسب أهمية خاصة في ظل تزايد الإقبال في الدول العربية على تعلم اللغة الهندية، حيث تشهد بلدان مثل مصر وتونس ارتفاعًا في أعداد الطلاب الوافدين إلى الهند ضمن المنح الدراسية التي تقدمها الحكومة الهندية لدراسة اللغة الهندية. كما تنظم السفارات الهندية في عددٍ من الدول العربية برامج لتعليم اللغة الهندية، الأمر الذي يعزّز الحاجة إلى مرجع لغوي.

وعلى هامش الملتقى، دعا الأستاذ رضوان الرحمن المجمعَ إلى زيادة عدد المنح الدراسية التي يقدّمها للمتعلمين والمعلمين، لفترات تتراوح بين شهر وستة أشهر، بما يسهم في دعم البحث العلمي وتعزيز تبادل الخبرات الأكاديمية.

واقترح كذلك تزويد الأقسام العربية والمكتبات في الهند بالكتب التعليمية الأساسية لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، والكتب المرجعية المتخصصة، بما يسهّل وصول الباحثين والطلاب إلى مصادر المعرفة.

وفي السياق ذاته، أوصى الأستاذ رضوان بتنظيم دورات تدريبية دورية للمعلمين والدارسين في مجال اللغة العربية، بهدف تطوير المهارات اللغوية في المؤسسات الأكاديمية بالهند.

وتضمَّن هذا الملتقى عددًا من الجلسات العلمية الحوارية التي تناولت آفاق التعاون في مجال الصناعة المعجمية وسبل تحقيق التكامل المؤسسي بين المجامع والمؤسسات اللغوية.

وشهد الملتقى نخبةً من العلماء والخبراء وممثلي المؤسسات اللغوية العربية والدولية، ومنهم: رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة، ورئيس المجمع العلمي العراقي، ورئيس المجلس الأعلى للغة العربية بالجزائر، ورئيس مجمع اللغة العربية الشارقة، ورئيس مكتب تنسيق التعريب، ورئيس مجمع اللغة العربية في لبنان، ورئيس اتحاد أساتذة وعلماء اللغة العربية لعموم الهند، ورئيس الرابطة الأمريكية لأساتذة اللغة العربية، والمديرة العامة للجمعية الكورية للغة العربية، ورئيس رابطة أساتذة اللغة العربية في باكستان.

كما اشتمل البرنامج على زياراتٍ ميدانيةٍ للوفود المشارِكة، للاطلاع على مشروعات المجمع ومبادراته والتعرّف على منجزاته التقنية والبحثية في خدمة اللغة العربية.

يُذكر أن المؤتمر السنوي الدولي الرابع بعنوان "الصناعة المعجمية العالمية: التجارب، والجهود، والآفاق"، عُقد على مدى يومين (7-6 أكتوبر الجاري)، في فندق فيرمونت بمدينة الرياض.

وشارك في المؤتمر أكثر من 50 خبيرًا ينتمون إلى 30 دولةً، مثّلوا بمشاركاتهم وزارات وهيئات سعودية، ومجامع ومؤسسات لغوية دولية، إضافةً إلى نخبة من الأكاديميين والباحثين من أنحاء العالم؛ ما جعله منصةً عالميةً لتبادل الخبرات، واستعراض التجارب، وبحث آفاق تطوير الصناعة المعجمية.

اقرأ أيضًا: المشهد اللغوي المتنوع في الهند

وشارك في المؤتمر باحثان من الهند؛ قدّم الدكتور عبد الغفور محمد كنتدي ورقةً علمية بعنوان "آليات وضع المصطلحات الحديثة في اللغة العربية: دراسة تطبيقية على "معجم مصطلحات كوفيد-19" للألكسو"، بينما شارك  الدكتور شرف الدين الفاروقي بورقة تناولت  مساهمات علماء الهند في المعجمية العربية.

وتضمنت أعمال المؤتمر توقيع ثلاث مذكرات تفاهم إستراتيجية للمجمع مع دارة الملك عبد العزيز، وهيئة تقويم التعليم والتدريب، وجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، في مجالات البحث العلمي، والتعليم، وصون المواد التاريخية، وتطوير اختبارات اللغة العربية، وبناء المبادرات التقنية والأكاديمية المشتركة.

قصص مقترحة