تبريز أحمد/ آواز دي وايس
افتتحت الجامعة الملية الإسلامية فعاليات مهرجان الفنون الجميلة "كلا كارنيفال"، في معرض الفنان مقبول فدا حسين، في حدث يعكس التحوّل المتسارع الذي تشهده الفنون الرقمية في الهند، وذلك بحضور شيخ الجامعة الأستاذ مظهر آصف، وضيف الشرف مانويندرا شوكول، الرئيس التنفيذي، ومؤسس شركة "لاكشيا ديجيتال" الخاصة المحدودة، إحدى أبرز الشركات في صناعة الرسوم المتحركة وإنتاج الألعاب في الهند.
وقد نظّم الفعاليات طلاب الماجستير في المؤثرات البصرية والرسوم المتحركة بمركز أنور جمال قدوائي لبحوث الاتصال الجماهيري، ضمن مشروع دراسي يدمج بين الفن وريادة الأعمال. وقدّم الطلاب نموذجًا حقيقيًا لمفهوم "المعرفة التطبيقية"، إذ تولّوا إدارة الحدث من التخطيط حتى التنفيذ، مظهرين قدرة واضحة على تحويل المهارات الأكاديمية إلى تجربة جماهيرية نابضة.

وشهد الافتتاح حضورًا لافتًا من الطلاب وأعضاء هيئة التدريس وعشّاق الفن الرقمي، في مشهد يعكس تنامي الاهتمام بعالم الرسوم المتحركة. كما أضفى حضور الأكاديميين، مثل الأستاذة سبينة جاديوكي، المديرة المكلّفة للمركز، والأستاذة شيباني أعظم، منسقة البرنامج، والدكتور أتول سينها، قيمة خاصة على الفعالية، مؤكدين الدعم المتزايد لهذا المجال داخل الجامعة.
ولم يكن الحدث مجرد عرض لأعمال الطلاب، بل مساحة تعليمية تفاعلية شملت ورشًا في الرسم واستبدال الخلفية باستخدام الكروما، إضافة إلى عروض في التحريك بالرمل، ما يوضح قدرة الطلاب على إدغام التقنيات الحديثة بالأساليب الفنية التقليدية. كما أتيح للمشاركين التفاعل المباشر مع محترفين من قطاع الصناعة للحصول على ملاحظات وتوجيهات قيّمة.
وعُرضت، على مدار اليوم، أفلام ومشروعات الطلاب التي أُنجزت خلال البرنامج الأكاديمي، إضافة إلى جلسات تفاعلية مكّنت الحاضرين من تجربة صناعة فيلم قصير متحرك بأنفسهم، ما عزّز روح الإبداع والتعاون.

وأعرب الأستاذ مظهر آصف في كلمته عن تقديره للمستوى الإبداعي للطلاب، مشيرًا إلى أن الفعالية "منصة لإلهام المواهب الشابة وتعزيز مهاراتها لدخول صناعة الرسوم المتحركة". وأبدى إعجابه الخاص بالنسخة الرملية من نشيد الجامعة التي أبدعها الطلاب، معتبرًا أنها "تجسيد للابتكار المرتكز على الهوية".
ومن جهته، ذكّر مانفيندرا شوكول الطلاب بأن "الإبداع وحده لا يكفي"، مشيرًا إلى أن الوعي بإدارة الأعمال بات ضروريًا للنجاح في سوق يشهد منافسة عالمية متصاعدة.
وظلّ المعرض مفتوحًا للجمهور من الساعة 10 صباحًا حتى 6 مساءً، حيث أُتيحت الفرصة للزوار لاختبار عالم الرسوم المتحركة والتفاعل مع خبراء المجال وإطلاق العنان لخيالهم.
يُذكر أن مركز أنور جمال قدوائي لبحوث الاتصال الجماهيري في الجامعة الملية الإسلامية يُعد من أبرز المؤسسات التعليمية في مجال الإعلام، ويوفّر برنامج الماجستير في المؤثرات البصرية والرسوم المتحركة للطلاب ما يحتاجونه من مهارات ومعارف ليتميّزوا في عالم الرسوم المتحركة ثنائية وثلاثية الأبعاد، والمؤثرات البصرية وصناعة الألعاب، وهو مجال يتطوّر باستمرار ويمنح فرصًا واسعة للإبداع والابتكار.

ويحمل المركز اسم أنور جمال قدوائي، الذي شغل منصب شيخ الجامعة، بين 1978م و1983م، وأسس خلالها المركز بالشراكة مع جيمس بيفريدج، المخرج السينمائي الكندي البارز.
اقرأ أيضًا: دهرمندرا… من شاب حلم بالتمثيل إلى أيقونة خالدة في ذاكرة الهند
وينتمي أنور جمال إلى أسرة قدوائي الشهيرة؛ فهو ابن الكاتب الساخر ولايت علي، وشقيق الكاتبة أنيس قدوائي. بدأ حياته المهنية في الصحافة، ثم التحق بالسلك الدبلوماسي الهندي قبل أن ينتقل إلى مناصب حكومية رفيعة في وزارتي الإعلام والعلوم.