نيودلهي
قال رئيس جمعية علماء الهند، المولانا أرشد مدني، بعد لقائه وزير الخارجية الأفغاني المولوي أمير خان متقي، إنّ "علاقتنا مع أفغانستان ليست علمية وروحية فحسب، بل تربطنا بها روابط حضارية وثقافية عميقة وقديمة".
وجاء في بيانٍ صدر هنا أمس أنّ المولانا أرشد مدني قال إنّ الأمر لا يقتصر على ذلك فحسب، بل إنّ لأفغانستان علاقةً خاصةً بحرب استقلال الهند.
وأضاف أنّ الجيل الجديد اليوم قد لا يكون على درايةٍ بهذه الحقيقة، لكنها حقيقةٌ تاريخية مفادها أنّه خلال حرب الاستقلال، وبمبادرةٍ من شيخ الهند المولانا محمود حسن –رئيس المدرّسين في دار العلوم بديوبند آنذاك– أقام مناضلو الاستقلال الهنود حكومةً في المنفى على الأراضي الأفغانية، وقد تم تعيين راجا مهندر برتاب سينغ رئيسًا لتلك الحكومة، فيما تولّى المولانا بركة الله منصب رئيس الوزراء، وكان المولانا عبيد الله السندي وزيرًا للخارجية، مشيرًا إلى أن الشعب الأفغاني بدوره اتّبع النهج نفسه الذي سلكه كبار قادتنا لتحرير وطنهم من السيطرة الأجنبية.
**A Notable Welcome** 🇮🇳🇦🇫
— A Quiet Analyst (@AQuietAnalyst) October 11, 2025
A vast multitude convened at Darul Uloom Deoband, Uttar Pradesh.
The significant gathering was to formally receive Afghan Foreign Minister Amir Khan Muttaqi during his visit. 🤝 pic.twitter.com/X0d2hEK64B
وقال المولانا أرشد مدني: لقد نلنا استقلالنا بعد نضالٍ طويل ضدّ بريطانيا التي كان يُقال إنّ شمس حكمها لا تغيب أبدًا، كما أنّ الشعب الأفغاني انتزع حريته بعد أن ألحق الهزيمة بقوتين عظميين هما روسيا والولايات المتحدة الأمريكية. غير أنّ القاسم المشترك بيننا وبينهم هو أنهم سلكوا النهج ذاته الذي اتبعه أسلافنا لتحرير الهند من الاستعمار.
وجديرٌ بالذكر أنّ هذه هي المرة الأولى منذ عام 1991م التي يزور فيها وفدٌ أفغاني رسمي الهند برئاسة وزير الخارجية المولوي أمير خان متقي، وقد شمل برنامج الزيارة أيضًا جولةً في دار العلوم بديوبند.
وخلال زيارته لمدينة ديوبند، عبّر المولوي أمير خان متقي عن ارتباطه العميق بدار العلوم، إذ وصفها مرارًا بأنها "المدرسة الأم" و"المركز العلمي" له. ويعود سبب ذلك إلى أنّ وزير الخارجية الأفغاني هو في الأصل عالم دين، وقد تلقّى تعليمه في باكستان في مدرسةٍ أسّسها أحد تلامذة المناضل الكبير من أجل الحرية، المولانا حسين أحمد مدني، وهو المولانا عبد الحق. وبناءً على هذا الارتباط الخاص، حرص وزير الخارجية الأفغاني، فور وصوله إلى ديوبند، على عقد لقاءٍ خاص مع رئيس جمعية علماء الهند ورئيس هيئة التدريس في دارالعلوم بديوبند، المولانا أرشد مدني.
وردًا على أسئلة الصحفيين، قال المولانا أرشد مدني إنّ دار العلوم بديوبند تشتهر في كافة أنحاء العالم، ويأتي إليها طلاب العلم من شتى أنحاء العالم، ومن بينهم طلاب من أفغانستان. وأضاف أنّ القادمين إلى الهند من الخارج، ولا سيما من الدول الإسلامية، يحرصون على زيارة دار العلوم بديوبند لما لها من مكانة علمية وروحية بارزة.
وأوضح المولانا مدني أنّ زيارة وزير الخارجية الأفغاني إلى ديوبند تأتي في هذا السياق، غير أنّ وراءها أيضًا عوامل علمية وروحية وثقافية وحضارية أعمق تعكس أواصر الصلة بين الهند وأفغانستان.
وفي إجابته على سؤالٍ آخر، قال المولانا أرشد مدني: نحن نأمل أن تسهم هذه الزيارة في تعزيز العلاقات الثنائية بين الهند وأفغانستان. وقد أعلن وزير الخارجية الهندي عن إعادة تفعيل سفارة الهند في كابل، وهو ما من شأنه أن يُسهم في تنشيط العلاقات التعليمية والتجارية بين البلدين بصورةٍ أوسع وأعمق. كما أعرب المولانا أرشد مدني عن أمله في أن يسهم تقارب الهند وأفغانستان في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة بأسرها.
والجدير بالذكر أنّه كان من المقرر عقد اجتماع عام خلال الزيارة، وقد حضر عددٌ كبير من الأشخاص من خارج المدينة لرؤية المولوي أمير خان متقي والاستماع إليه، غير أنّ الفريق المرافق للوفد الأفغاني من وزارة الخارجية الهندية، الذي جاء من دلهي، اختصر الزيارة لأسبابٍ أمنية، ما أدّى إلى إلغاء الاجتماع العام، الأمر الذي تسبب في خيبة أملٍ كبيرة لدى الحاضرين.
اقرأ أيضًا: الهند ترفع مستوى بعثتها الفنية في كابول إلى سفارةٍ خلال المحادثات الثنائية مع أفغانستان
وبدا وزير الخارجية الأفغاني سعيدًا للغاية بزيارته لدار العلوم بديوبند، وقد عبّر عن سروره البالغ من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة التي لقيها هناك. وأشاد خلال حديثه لوسائل الإعلام بهذا الترحيب الحار، موجّهًا شكره إلى علماء ديوبند وجميع الطلبة والجمهور على حسن استقبالهم.