فادودارا
أكد وزير الدفاع الهندي راجناث سينغ، اليوم الثلاثاء، أن "عملية سندور" تشكّل دليلًا على أن الهند قادرة على الردّ الحاسم على كل من لا يفهم لغة السلام وحسن النية، مشيرًا إلى أن نهج البلاد في مكافحة الإرهاب يستلهم الإرادة الصلبة والقيادة الحاسمة لسردار باتيل، الذي كان يسعى دائمًا إلى حلّ المشكلات عبر الحوار، لكنه لم يتردّد يومًا في اتخاذ الخطوات الجريئة عندما تقتضي الضرورة، كما حدث في قضية انضمام ولاية حيدر آباد إلى الهند.
وقال سينغ، خلال كلمته في فعالية "سردار سبها" بمدينة فادودارا بولاية غوجارات، ضمن "مسيرة الوحدة" التي نظمتها مبادرة "ميرا يووا بهارت"، التابعة لوزارة شؤون الشباب والرياض،ة احتفاءً بالذكرى الـ150 لميلاد سردار باتيل.
كما أشاد راجناث سينغ بشجاعة أفراد القوات المسلحة ودورهم في تنفيذ "عملية سندور" بنجاح، مؤكدًا أن العالم أصبح يعترف اليوم بقدرات الجندي الهندي وكفاءته. وأضاف أن العملية وجّهت رسالة واضحة مفادها أن "الهند دولة محبة للسلام ولا تستفز أحدًا، لكنها ستردّ بقوة على كل من يسيء إليها".
ووصف سينغ سردار باتيل بأنه أحد أبرز مهندسي توحيد الهند الحديثة، مشيرًا إلى أن حلمه "الهند الواحدة هي الهند الأفضل" أصبح أكثر قوة في ظلّ قيادة رئيس الوزراء ناريندرا مودي. واستشهد بقرار إلغاء المادة 370 باعتباره خطوة محورية في دمج جامو وكشمير في التيار الوطني العام.
وقال إن الحكومة تسير على نهج سردار باتيل، ما جعل الهند قادرة على التحدث إلى العالم "وفق شروطها الخاصة"، بعدما تجاوزت مرحلة الشكوك والتردد التي كانت تحيط بها سابقًا. وأضاف: "الهند اليوم تتقدم بثبات لتصبح قوة اقتصادية واستراتيجية كبرى".
وأشار إلى أن الاقتصاد الهندي كان يحتل المرتبة الـ11 عالميًا قبل عام 2014م، بينما بات اليوم في المرتبة الرابعة، متوقعًا أن تنضم البلاد قريبًا إلى قائمة أكبر ثلاث اقتصادات في العالم. وشدد على أن الحكومة تعمل وفق مبدأ "الحد الأدنى من الحكومة - الحد الأقصى من الحوكمة "، انسجامًا مع إرث باتيل في بناء دولة قوية سياسيًا وجغرافيًا وثقافيًا.
ولفت سينغ إلى أن الحكومة تواصل تنفيذ رؤية باتيل في تطوير قطاع الدفاع، مؤكدًا أن مبادرة "صنع في الهند" جعلت البلاد أكثر اعتمادًا على ذاتها في إنتاج الأسلحة والذخائر. وقال إن صادرات الدفاع ارتفعت 34 ضعفًا خلال 11 عامًا، مضيفًا أن الهدف هو الوصول إلى إنتاج دفاعي بقيمة 3 تريليونات روبية وصادرات دفاعية بقيمة خمسمئة مليار روبية بحلول عام 2029م.
اقرأ أيضًا: الحسيني: الهجمات الانتحارية جريمة ضد الإنسانية ومسؤولية التصدي لها مشتركة
ووجّه سينغ رسالة إلى الشباب حثّهم فيها على الإسهام في تحقيق رؤية "الهند المتقدمة بحلول عام 2047م"، مشددًا على أن صون وحدة البلاد وسيادتها هو أمانة حمّلها سردار باتيل للأجيال اللاحقة. وأضاف: "واجبنا أن نرسّخ قيم سردار باتيل في وجداننا، وأن نهيّئ الأجيال المقبلة لحملها… فهذا هو الوفاء الحقيقي لإرثه".