حيدر آباد
غياث الدين بابو خان، فاعل الخير البارز الذي دعم تعليم الأطفال من الأسر المحرومة والمناطق النائية في ولاية تيلانجانا، توفي يوم الإثنين. وكانت وفاته صدمةً عميقة عمّت الولاية الجنوبية.
وأحزن خبر وفاته جميع أهالي حيدر آباد. وقال رئيس حزب "مجلس اتحاد المسلمين لعموم الهند" عضو البرلمان أسد الدين أويسي إن وفاة بابو خان تُعد خسارة كبيرة للمدينة، مؤكدًا أنه سيُذكر دائمًا بجهوده المبذولة في تعليم الفقراء والمحرومين.
وقال أويسي عبر إكس: "إن وفاة غياث الدين بابو خان خسارة كبيرة لحيدر آباد. فقد كان محسنًا مخلصًا ستظل جهوده التي بذلها في تعليم الفقراء خالدة في الذاكرة. وأتقدم بخالص تعازيي لأسرته وأصدقائه. وأسأل الله أن يتغمده بالمغفرة وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان".
وكان بابو خان رجل أعمال بارزًا في قطاع العقارات، حيث أسّس بجهوده الكبيرة شركات مثل "بابو خان إنتربرايزز" و"مُغل بيلدرز آند بلانرز" و"بابو خان بروبرتيز". وقد أنشأت هذه الشركاتُ مباني عصرية وهياكل تجارية ومكاتب بتصاميم معمارية مميزة في مدينة حيدر آباد.
وإلى جانب شهرته في مجال التجارة، كان يُعرف أيضًا باهتمامه الاجتماعي وجهوده في إحداث التغيير في المجتمع. فقد ارتبط اسم غياث الدين بابو خان أكثر بخدماته الاجتماعية، حيث أسهم في تعزيز مؤسسات مثل "هيئة الزكاة والوقف الخيري في حيدر آباد" و"مؤسسة التنمية الاقتصادية والتعليمية".
وفي عام 1992م، عندما أُنشئت "هيئة الزكاة والوقف الخيري في حيدر آباد" برصيد لا يتجاوز 1.1 مليون روبية من أموال الزكاة، لم يكن أحد يتصور أنّ هذه المؤسسة ستتمكن يومًا ما من توفير التعليم لأكثر من 24,000 طفل في 106 مدارس.
وينحدر معظم هؤلاء الأطفال من المناطق النائية في ولاية تيلانجانا. ويُعد هذا الإنجاز شهادة على بُعد نظر بابو خان، وجهوده الدؤوبة، وإيمانه الراسخ بأن التعليم هو الطريق الحقيقي للتقدم.
وانطلاقًا من هذه الفكرة، أسّس "معهد حيدر آباد للتميّز"، حيث يُمنح خريجو المدارس من الطلاب المستحقين، المنتمين إلى الأسر محدودة الدخل، فرصة متابعة التعليم العالي، بما يهيئهم ليصبحوا مستقلين ومعتمدين على أنفسهم.
وفي عام 2014م، كرّمته حكومة تيلانجانا بجائزة "مولانا أبو الكلام آزاد الوطنية"، تقديرًا لإسهاماته طويلة الأمد في مجال الارتقاء التعليمي والاقتصادي للمسلمين.
وكان بابو خان مثالًا حيًّا على العطاء والعمل الخيري. وكان يؤمن بأن العمل الخيري الحقيقي هو الذي يجعل الإنسان مكتفيًا بذاته ويمنحه الشجاعة للوقوف على قدميه. وهذا الفكر هو ما ميّزه عن رجال الأعمال العاديين، وجعل منه قائدًا للمجتمع.
اقرأ أيضًا: الجامعة الملية الإسلامية – تأسيسها وإسهاماتها في تعليم المسلمين في الهند (1)
ولقد حضر عدد كبير من الشخصيات البارزة، والناشطين الاجتماعيين، والمواطنين العاديين من أبناء المدينة لحضور تشييع جنازته. وقد أثبت هذا المشهد أن بابو خان لم يكن مجرد رجل أعمال، بل كان جزءًا من روح المدينة.
وإن رحيل غياث الدين بابو خان يُعَدُّ خسارة لا تعوَّض، ليس لعائلته وأصدقائه فحسب، بل لمدينة حيدر آباد بأسرها. فقد قدّم من خلال حياته رسالة مفادها أن الغاية الحقيقية من الثروة والشهرة لا تتحقق إلا عندما تُسخَّر في خدمة المجتمع والإنسانية.