غوث سيواني
في الهند المستقلة، حقّق المسلمون إنجازات بارزة في مجالات الأدب والفن. وقد عُرف كثير منهم وحظوا بالاعتراف على المستوى الوطني، وتمكن البعض من ترسيخ هويتهم على المستوى الدولي. وبينما تستحق إسهامات المسلمين في آداب مختلف اللغات أن تُوثَّق، فإن إسهامات الفنانين المسلمين في الموسيقى، والرسم، وغيرها من الفنون الجميلة، قد نالت أيضًا التقدير والإعجاب على الصعيد الدولي. وفيما يلي قائمة تضم عشرة من الكُتّاب والفنانين المسلمين الذين تركوا بصمتهم على صفحات التاريخ:
أستاذ بسم الله خان
يُلقَّب أستاذ بسم الله خان بـ "ملك الشِهْنَاي"، وهو الذي قدّم هذه الآلة الموسيقية الهندية إلى العالم. كانت شخصيته مزيجًا رائعًا من الموسيقى والروحانية والثقافة. وُلد في ولاية بيهار، لكنه قضى معظم حياته في مدينة فاراناسي.
ويعود الفضل إلى أستاذ بسم الله خان في جعل آلة الشِهْنَاي ليست مجرد أداة موسيقية تقليدية، بل أداة موسيقية كلاسيكية معترف بها. وقد عرض فنه في مختلف أنحاء العالم، وكان أول من وحّد الأمة بأنغام الشِهْنَاي في الاحتفال باستقلال الهند عند القلعة الحمراء في 15 أغسطس 1947م.
وحصل على العديد من الجوائز المرموقة، منها "بادما شري" (1961)، و"بادما بوشان" (1968)، و"بادما فيبهوشان" (1980)، وأعلى وسام مدني في الهند "بهارات راتنا" (2001).
قرۃ العین حیدر
كانت قرۃ العین حيدر قاصة وروائية في الأدب الأردي، وتُعد من الكاتبات الثوريات في عالم الرواية الأردية. ويُعتبر أشهر أعمالها رواية "آگ کا دریا" (نهر النار) الصادرة عام 1959م، علامة فارقة في تاريخ الأدب الأردي. ومن كتبها الأخرى: "سفینۂ غمِ دل"، و"آخر شب کے ہمسفر"، و"چاندنی بیگم"، و"کارِ جہاں دراز ہے" وغيرها.
وحصلت على العديد من الجوائز تقديرًا لإبداعاتها وإسهاماتها في الأدب، ومنها "جائزة أكاديمية الساهيتيا" و"جائزة جيان بيت"، ووسام بادما شري (1984)، ووسام بادما بوشان (2005) الذي مُنح لها بعد وفاتها.
مولانا أبو الكلام آزاد
كان مولانا أبو الكلام آزاد، أول وزير للتعليم في الهند، كاتبًا متميزًا، يتميز نثره بثقافة واسعة وبلاغة وقوة في التعبير نادرًا ما تُرى في الأدب الأردي. استخدم ببراعة الكلمات والتعابير العربية والفارسية، مما أضفى على كتاباته طابعًا أدبيًا رفيع المستوى.
ومن أبرز أعماله النثرية افتتاحيات الصحف الثورية مثل "الهلال" و"البلاغ"، وكتاب "تذكرة"، وخاصة مؤلفه الشهير "غبار خاطر". ومُنح مولانا آزاد وسام "بهارات راتنا" تقديرًا لخدماته السياسية والأدبية والصحفية.
علي سردار جعفري
كان علي سردار جعفري شاعرًا تقدميًا بارزًا، وناقدًا، وكاتبًا، ومفكرًا في الأدب الأردي. وتتمحور أشعاره حول موضوعات الثورة والسلام والأخوة والعدالة الاجتماعية.
ومن أبرز أعماله: "نئی دنیا کو سلام"، و"پرجا کا گیت"، و"میرے خواب میری تعبیر"، و"امن کا ستارہ". كما كتب النثر، وشارك في كتابة الحوارات للأفلام والتلفزيون والمسرح.وحصل على العديد من الجوائز، منها بادما شري (1967) وجائزة جيان بيت (1997).
رحمن راهي
رحمن راهي شاعر وكاتب نثر ومفكر بارز في اللغة الكشميرية وأدبها. وأدى دورًا مهمًا في الارتقاء باللغة الكشميرية إلى آفاق أدبية عالية، ويُعد من مؤسسي الشعر الكشميري الحديث. وتعكس أشعاره الروح الصوفية، والوعي المعاصر، والتراث الثقافي، والقضايا الاجتماعية والسياسية.
ومن أبرز أعماله: "نو روز سحرائے"، و"سیا رود جھرن منز"، و"کس وناخ". وحصل رحمن راهي على "جائزة أكاديمية الساهيتيا"، ووسام بادما شري، وفي عام 2007م أصبح أول شاعر باللغة الكشميرية يفوز بجائزة "جيان بيت".
إم. إف. حسين
كان مقبول فداء حسين واحدًا من أعظم الرسامين والفنانين الهنود في القرن العشرين، ويُعتبر مؤسس فن الرسم الهندي الحديث. قدّم في أعماله موضوعات هندية تقليدية مثل الرامايانا والمهابهارتا وغاندي ومشاعر الأمومة والمرأة والخيول بأسلوب عصري مبتكر.
وقد حصل على عدة أوسمة رفيعة، منها بادما شري (1966)، وبادما بوشان (1973)، وبادما فيبهوشان (1991).
أستاذ ذاكر حسين
يُعتبر أستاذ ذاكر حسين أعظم عازف طبلة في شبه القارة الهندية، وساحرًا موسيقيًا، وسفيرًا عالميًا للموسيقى الكلاسيكية الهندية. ويتميز عزفه على آلة الطبلة بمزيج من السرعة والتوازن والنعومة والتعقيد، مما يجعله متفردًا بين العازفين. وقد تعاون مع فنانين من مجالات الموسيقى الكلاسيكية والصوفية والجاز والموسيقى الغربية حول العالم.
وحصل الأستاذ ذاكر حسين على العديد من الجوائز، منها بادما شري (1988)، وبادما بوشان (2002)، وجوائز الغرامي (عدة مرات)، وزمالة أكاديمية الساهيتيا (2023).
طيب مهتا
كان طيب مهتا رسامًا هنديًا حديثًا مرموقًا ومعروفًا عالميًا، منح فن الرسم المحلي اتجاهًا جديدًا. ويُعد من الفنانين الذين ابتكروا أسلوبًا فريدًا يجمع بين الفن التقليدي والحديث. تجسّد لوحاته بمهارة موضوعات مثل التناقض، والمعاناة، والنضال الإنساني، وتشمل أعماله الشهيرة شخصيات من المهابهارتا، والآلهة والإلهات، وغيرها.
وحصل طيب مهتا على بادما بوشان، وجائزة "كالي داس سمان" تقديرًا لفنه.
أستاذ بَدِه غلام علي خان
يُعد أستاذ بَدِه غلام علي خان واحدًا من أعظم المطربين الكلاسيكيين في شبه القارة الهندية. كان ينتمي إلى "مدرسة باتيالا" التي أدخلت أسلوبًا فريدًا في الموسيقى الكلاسيكية الهندية. قدّم فنون الخيال، والثُمري، والدادرا بأسلوب يأسر المستمع، وكان صوته مزيجًا من العذوبة والعمق والروحانية. وامتاز أداؤه الموسيقي بألحان ساحرة، ونغمات ناعمة، وإلقاء جميل.
ولُقّب في زمانه بـ "ملك الحفلات الموسيقية". وقد منحته حكومة الهند وسام بادما بوشان تقديرًا لخدماته الفنية.
بيجوم أختر
تُعرف بيجوم أختر في العالم بـ "ملكة الغزل"، وهي واحدة من أشهر المطربات الكلاسيكيات في شبه القارة الهندية. ومنحت بيجوم أختر فنون الغزل، والثُمري، والدادرا مكانة جعلتها تحظى بالاعتراف العالمي. وكان في صوتها مزيج من الألم والبساطة والعمق يلامس القلوب. وقد ألبست الشعر الأردي بأدائها غناءً جعل من الغزل إحساسًا فنيًا خاصًا.
وحصلت بيجوم أختر على بادما شري، وبادما بوشان، وجائزة "أكاديمية سانغيت ناتاك" تقديرًا لخدماتها الفنية.