الرباط

قامت نينا مالهوترا، السكرتيرة بوزارة الشؤون الخارجية، المسؤولة عن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الوزارة، بزيارة إلى المملكة المغربية خلال الفترة من 18 إلى 21 نوفمبر 2025م، وذلك في إطار المشاورات الثنائية الدورية بين الهند والمغرب، بهدف تعزيز التعاون الثنائي ودفع الزخم نحو مزيد من الزيارات رفيعة المستوى.

والتقت مالهوترا بالمدير العام للشؤون السياسية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد فؤاد يزوغ، عقدت مباحثات موسعة تناولت مختلف جوانب العلاقات الثنائية، بما في ذلك الحوار السياسي، والشراكة الاقتصادية والتجارية، والتعاون في مجالي الدفاع والأمن، والروابط الثقافية، والشراكة التنموية، والتبادل بين الشعبين.

واتفق الجانبان على مواصلة تبادل الزيارات والاتصالات المنتظمة بين الوزارتين، وعقد الجولة المقبلة من المشاورات السياسية في نيو دلهي في موعد يتم الاتفاق عليه لاحقًا.

كما التقت بوزير الشباب والثقافة والتواصل بالحكومة المغربية محمد المهدي بنسعيد، حيث بحث الجانبان الاستعدادات لإحياء الذكرى السبعين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين خلال عامي 2026-2027م، وذلك عبر تنظيم فعاليات مشتركة تشمل مهرجانات ثقافية، وتبادلات شبابية، وتعاونًا أكاديميًا، وأسابيع ثقافية متبادلة في كلٍّ من الهند والمغرب.

وأشار بنسعيد إلى النمو اللافت الذي يشهده قطاع الألعاب الإلكترونية والصناعات الإبداعية الرقمية في المغرب، ودعا الشركات الهندية إلى استكشاف فرص الاستثمار والشراكة.

كما أكدت مالهوترا الإمكانات الكبيرة للتعاون في مجالات المبادرات الشبابية، والابتكار الثقافي، وقطاعات الاقتصاد الإبداع.

والتقت كذلك بوزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة بالحكومة المغربية السيدة ليلى بنعلي، حيث ناقش الجانبان فرص تعزيز التعاون في مجالات الطاقة المتجددة، بما في ذلك عبر التحالف الدولي للطاقة الشمسية.

واتفق الجانبان على أن استراتيجياتهما في مجال الانتقال الطاقي تتكامل بشكل واضح، مؤكدين أهمية تعزيز التعاون في تطوير سلاسل قيمة مستدامة بقطاع التعدين، وتوسيع مشاركة القطاع الخاص، وبناء القدرات، بما في ذلك عبر برنامج الهند للتدريب التقني والاقتصادي.

كما وجهت دعوة إلى السيدة بنعلي إلى زيارة الهند والمشاركة في "أسبوع الطاقة الهندي" المقرر عقده في غوا في يناير 2026م.

وعقدت اجتماعًا مع كاتب الدولة المغربي المكلف بالتجارة الخارجية عمر حجيرة، في الرباط، حيث جرى خلاله استعراض التعاون التجاري بين الهند والمغرب وبحث آفاق تعميقه. وتناول النقاش فرص تطوير الشراكات في قطاعات الأدوية، وصناعة السيارات، وخدمات تكنولوجيا المعلومات، والمنسوجات، والصناعات الزراعية التحويلية.

كما ناقش الجانبان متابعة نتائج الزيارة الرسمية التي قام بها حجيرة إلى الهند في سبتمبر الماضي، والتي أسفرت عن توافقات عملية لتعميق الشراكة الاقتصادية.

وأكد الطرفان التزامهما بدفع العلاقات الثنائية إلى مستويات أعلى، عبر آليات جديدة للتعاون تستجيب للمصالح المشتركة وتواكب التطور المتسارع الذي يشهده التعاون الهندي–المغربي.

وعقدت مالهوترا اجتماعًا مع مصطفى التراب، الرئيس المدير العام لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، الشريك الاستراتيجي للهند في مجالي الأسمدة والفوسفات.

يُذكر أن الهند والمغرب تربطها شراكة طويلة الأمد، تتسم بالصداقة والاستقرار، وقد شهدت زخمًا متزايدًا منذ زيارة الملك محمد السادس إلى الهند عام 2015م، والتي التقى خلالها برئيس الوزراء ناريندرا مودي.

 وتوسعت العلاقات الثنائية، ومنذ ذلك الحين، لتشمل مجالات متعددة، مع أكثر من 40 اتفاقية قائمة، وتنامٍ ملحوظ في الشراكات الاستراتيجية، ولا سيما في مجال الصناعات الدفاعية.

اقرأ أيضًا: فكرة التعايش السلمي بين الأديان كما تتجلى في تفسير مولانا أبي الكلام آزاد

وتستعد الهند والمغرب لإحياء الذكرى السبعين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بينهما عام 2027م، عبر برنامج متكامل من الفعاليات والأنشطة المشتركة.