أبوظبي
عقد وزير التجارة والصناعة، بيوش غويال، سلسلة من الاجتماعات في دولة الإمارات العربية المتحدة، ركّزت على تعزيز التجارة الثنائية، وتوثيق الروابط الاستثمارية، واستكشاف مسارات جديدة للتعاون، بما يسهم في الارتقاء بالعلاقات بين الهند والإمارات إلى آفاق أوسع.
وشارك في مائدة مستديرة نظمها مجلس الأعمال الهندي–الإماراتي، جمعت عددًا من الرؤساء التنفيذيين لكبرى الشركات في البلدين، وترأسها بالاشتراك مع ثاني بن أحمد الزيودي، وزير الدولة للتجارة الخارجية بدولة الإمارات.
وقد أعرب الجانبان عن ارتياحهما الكبير لمسار الشراكة الاقتصادية المتنامية بين الهند والإمارات، مؤكدين على الدور المحوري الذي يلعبه مجتمع الأعمال في تعزيز العلاقات بين البلدين. وشهدت الجلسة تبادل وجهات النظر حول سبل تنمية التجارة الثنائية وتدفقات الاستثمار، وتعزيز الشراكات التجارية، واستكشاف مجالات جديدة للتعاون الاقتصادي.
كما تمت مناقشة التقدم المحرز في عدد من المشروعات الرئيسة مثل "بهارات مارت" ومستشفى الصداقة الهندية–الإماراتية، والدور الذي ستلعبه هذه المشاريع في تعزيز التجارة والاستثمارات الثنائية، فضلًا عن أثرها الإيجابي على الجالية الهندية المقيمة في الإمارات.
وأشار غويال والزيودي أيضًا إلى الدور المتزايد لقادة الأعمال في المبادرات الخيرية، مثمنين ما تقدمه هذه المبادرات من مساهمة بنّاءة للمجتمع بشكل أوسع. وشجعا مجتمع الأعمال على تجاوز حدود التعاون الثنائي بين الهند والإمارات، والانطلاق نحو توسيع طموحاته في أسواق إفريقيا وأوروبا وآسيا الوسطى.
وشهدت الفعاليات عقد جلسة تفاعلية بين غويال وعدد من أبرز قادة الأعمال في دولة الإمارات، قام بتنسيقها نيليش فيد، رئيس مجموعة أباريل. وتركزت المناقشات على توسيع آفاق الاستثمارات واستعراض إمكانات الهند في دعم طموحات الشركات الإماراتية إقليميًا وعالميًا.
وخلال الجلسة التفاعلية، استعرض غويال الإنجازات الأخيرة للاقتصاد الهندي في مجالات النمو الكلي وتطوير البنية التحتية وتعزيز الشمول الاجتماعي، مشيرًا إلى مسار الهند الطموح نحو "فيكست بهارات" (الهند المتقدمة). كما دعا مجتمع الأعمال الإماراتي إلى اغتنام الفرص الاستثمارية الكبيرة التي تتيحها الهند في المرحلة المقبلة.
وقدّم المستثمرون الإماراتيون، خلال هذه التفاعلات، رؤى بنّاءة حول سبل تعزيز بيئة الاستثمار شملت قضايا تتعلق بالوصول إلى الأسواق، والإجراءات التنظيمية، وآليات تسوية النزاعات. كما جرى التطرق إلى أطر التحكيم وضمانات إنفاذ القرارات في إطار نقاش تطلعي يستشرف المستقبل.
وأكد بيوش غويال من جانبه التزام الهند بتوفير بيئة أعمال شفافة وميسّرة، مشيرًا إلى التركيز المستمر للحكومة على الإصلاحات التي من شأنها تعزيز ثقة المستثمرين.
كما تم تسليط الضوء على قوة الأداء الاقتصادي للهند، إذ حققت نموًا في الناتج المحلي الإجمالي بلغ 7.8% خلال الربع الأول من السنة المالية 2025-2026م، مع الحفاظ على استقرار معدلات التضخم، وهو ما يعكس صلابة الاقتصاد وحيويته، ويعزز مكانة الهند كإحدى أكثر الوجهات الاستثمارية جذبًا عالميًا.
وعقد مناقشات مركزة مع هناء الرستماني، الرئيس التنفيذي لبنك أبوظبي الأول، عرفان ألانا من مجموعة "إيفيكو"، وشرف الدين شرف من مجموعة شرف. وتمحورت هذه المناقشات حول استكشاف مسارات النمو لتعزيز حضور هذه الشركات في الهند، إلى جانب توسيع الشراكات المالية والاقتصادية بين مجتمعي الأعمال في البلدين.
كما التقى غويال بممثلي منتدى الشعب الهندي، في خطوة تعكس استمرار التواصل مع الجالية الهندية ودورها المحوري في ترسيخ الروابط الثقافية والاقتصادية بين الهند والإمارات. وأبرز الإسهامات الكبيرة للجالية الهندية في دولة الإمارات، مؤكدًا على دورها الحيوي في تعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين.
اقرأ أيضًا: الهند والإمارات تتطلعان إلى ترسيخ العلاقات عبر قطاعات الابتكار وأمن الطاقة
وتُعدّ دولة الإمارات من أهم الشركاء الاستراتيجيين للهند، حيث تتميز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين بتواصل سياسي وثيق، وتكامل اقتصادي متين تجسده الاتفاقيات التاريخية، إلى جانب شراكات واسعة تشمل مجالات الطاقة والدفاع والتكنولوجيا والأمن الغذائي.