نيودلهي

عُقد في نيودلهي أمس الإثنين، اجتماع الدورة الخامسة للجنة الوزارية الهندية البحرينية المشتركة، برئاسة وزير الشؤون الخارجية الدكتور إس. جايشانكار ونظيره البحريني الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني.

وفي بداية الاجتماع، رحّب وزير الشؤون الخارجية جايشانكار بوزير الخارجية البحريني والوفد المرافق، معربًا عن تهانيه للبحرين على النجاح الكبير الذي حققته في استضافة "حوار المنامة 2025"، والذي اختتم مؤخرًا. وقال: "أود أن أنقل أطيب تمنياتنا للبحرين بمناسبة توليها رئاسة مجلس التعاون لدول الخليج العربية خلال القمة القادمة التي ستُعقد في المنامة الشهر المقبل. ونحن نتطلع إلى دعمكم لتعزيز التعاون بين الهند ومجلس التعاون الخليجي".

وأضاف قائلاً: "منذ الاجتماع الأخير لجنتنا العليا المشتركة، أحرزنا تقدمًا كبيرًا على الصعيد الثنائي في مجالات الدفاع والأمن والتجارة والصحة والثقافة والعلاقات بين الشعبين. لكن هناك مجالات جديدة مثل الفضاء، والتكنولوجيا المالية، والتكنولوجيا، تحمل آفاقًا واعدة لشراكتنا المستقبلية. ولقد شهدنا أيضًا نموًا مطّردًا في حجم التجارة والاستثمارات الثنائية بين بلدينا. ونرحب بالمستثمرين من البحرين لزيارة الهند واستكشاف فرص الاستثمار فيها. وإن إبرام اتفاقية استثمار ثنائية، وإنشاء فريق عمل مشترك للتجارة والاستثمار، سيُعزّزان علاقاتنا الاقتصادية. كما نعمل على تنفيذ مبادرات مختلفة لتعزيز تعاوننا في مجال الرعاية الصحية. وتحرز وكالتا الفضاء في بلدينا تقدمًا في تعميق التعاون بينهما".

My opening remarks at the 5th India-Bahrain High Joint Commission meeting.

🇮🇳 🇧🇭
https://t.co/QnQhhEBeL3

— Dr. S. Jaishankar (@DrSJaishankar) November 3, 2025

وتابع قائلاً: "لدينا تعاونٌ حيوي في مجال الثقافة وروابط قوية بين الشعبين. وفي وقتٍ سابق من هذا العام، أطلقنا نظام التأشيرة الإلكترونية لمواطني البحرين، وآمل أن يُسهم ذلك في تشجيع المزيد من الزوار من البحرين إلى الهند".

وأشار وزير الشؤون الخارجية جايشانكار إلى أن الهند ظلت نشطة ضمن القوات البحرية المشتركة المتمركزة في المنامة. ففي سبتمبر 2025م، زارت ثلاثُ سفنٍ تابعةٌ للبحرية الهندية البحرين، مما ساهم في تعزيز الصداقة الثنائية والتأكيد على التزام البحرية الهندية بالأمن البحري الإقليمي.

وتوجه بالشكر لقيادة مملكة البحرين على رعايتها واهتمامها برفاه الجالية الهندية، مشيرًا إلى "أنه على المستوى الإقليمي، نشهد تغيرًا غير مسبوق، ليس في المنطقة فحسب، بل على الصعيد العالمي. لذلك، أغتنم هذه الفرصة لأؤكد من جديد دعمنا لخطة السلام في غزة، التي نأمل أن تؤدي إلى حل دائم ومستقر".

ومن جانبه، أكّد الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، على عمق علاقات الصداقة التاريخية التي تربط بين البلدين والشعبين الصديقين، والتي تمتد لما يقارب خمسة آلاف عام، وتأسست على التجارة والتبادل الثقافي بين حضارتي دلمون ووادي السند القديمتين. وقال إن الروابط الاقتصادية تشكّل ركنًا أساسيًا في علاقاتنا الثنائية التي ازدهرت في مجالات متعددة، إدراكًا من البلدين أن التعاون الاقتصادي والترابط بين الدول يُعدّان عاملين جوهريين لتعزيز السلام والاستقرار والازدهار المشترك.

وأعرب وزير الخارجية البحريني عن تطلع مملكة البحرين إلى تعزيز الترابط بين الهند والمنطقة، وهو هدف يعتمد على تحقيق السلام الدائم والمستدام في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن رؤية مملكة البحرين للمنطقة تقوم على الحوار والتعايش والاحترام المتبادل. وقال إن اعتماد خطة السلام الخاصة بغزة مؤخرًا يوفّر فرصة فريدة للمضي قدمًا نحو تجسيد هذه الرؤية، داعيًا جميع الأطراف إلى ضبط النفس، واحترام وقف إطلاق النار، والوفاء الكامل بالتزاماتهم، مؤكدًا أن تعزيز السلام الإقليمي أولوية رئيسة لمملكة البحرين خلال عضويتها غير الدائمة القادمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وقد بحثت اللجنة مسار التعاون المشترك في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والتنموية، والارتقاء به إلى آفاق أشمل، وأكدت على أهمية المضي قدمًا في تعزيز التعاون المشترك في مجالات الأمن والصحة والثقافة والتعليم والسياحة وعلوم الفضاء، وغيرها من المجالات الحيوية بما يسهم في خدمة مصالح البلدين والشعبين الصديقين.

كما تم خلال الاجتماع، مناقشة سبل تعزيز التعاون السياسي والدبلوماسي المشترك بين وزارتي الخارجية والتأكيد على أهمية استمرار الدعم المتبادل في المحافل والمنظمات الدولية، وتعزيز التعاون والتشاور والتنسيق المشترك خلال عضوية مملكة البحرين غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي خلال الفترة 2026-2027.

وبحث الجانبان مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، وتداعياتها على الأمن والاستقرار الإقليمي، بما في ذلك القضية الفلسطينية، والجهود التي تبذل للحفاظ على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتسريع إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية لسكان القطاع، والدفع بجهود إحلال السلام العادل الشامل في المنطقة.

وفي ختام الاجتماع، اتفق الجانبان على عقد اجتماع الدورة السادسة للجنة في مملكة البحرين في العام القادم.

وصدر عن اجتماع اللجنة بيان مشترك أكد فيه الجانبان على أهمية الزيارات رفيعة المستوى في إضفاء زخم جديد على العلاقات الثنائية الممتدة بين البلدين، واستعرضا التقدم المحرز في مجالات التعاون الثنائي منذ انعقاد الدورة الرابعة للجنة العليا المشتركة في مملكة البحرين في ديسمبر 2024م.

كما رحّب الجانبان بالتقدم المحرز في التعاون القائم والمبادرات المختلفة في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتمويل والفضاء والعلوم والتكنولوجيا والصحة والعلاقات الشعبية.

وشارك من الجانب الهندي، فينود كوريان جاكوب، سفير الهند لدى مملكة البحرين، وعدد من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية وممثلي الجهات المعنية.

اقرأ أيضًا: من جذور النضال إلى آفاق التنوير… الجامعة الملية الإسلامية تواصل رحلتها في بناء الإنسان والمجتمع

وشارك في الاجتماع من الجانب البحريني السفير عبد الرحمن محمد القعود سفير مملكة البحرين لدى الهند، والشيخ حمد بن سلمان آل خليفة الوكيل المساعد للتجارة المحلية والخارجية في وزارة الصناعة والتجارة، والمهندس نواف هاشم السادة الوكيل المساعد لشؤون التعاون الدولي بوزارة المالية والاقتصاد الوطني، والسفير الشيخ عبد الله بن علي آل خليفة مدير عام التعاون الثنائي، وممثلون من مجلس التنمية الاقتصادية، والأمانة العامة لمجلس الوزراء، ووزارة الصحة، ووكالة البحرين للفضاء، والوفد المرافق للوزير.