آي دي فريش: رحلة من مطبخ صغير إلى أسواق عالمية

20-08-2025  آخر تحديث   | 20-08-2025 نشر في   |  آواز دي وايس      بواسطة | آواز دي وايس 
آي دي فريش: رحلة من مطبخ صغير إلى أسواق عالمية
آي دي فريش: رحلة من مطبخ صغير إلى أسواق عالمية

 


سريلاثا مينون/تريسور

إذا كانت وجبة فطورك المفضَّلة هي "الإدلي"، ولكنك مشغول جدًا ولا تجد وقتًا لإعداد العجين بالطريقة التي اعتادت والدتك أن تصنعها، فإنبي. سي. مصطفى هو صاحب تغيير كبير … ليس فقط في كيرالا بل على المستوى الدولي أيضًا. فقد أسّس بي. سي. مصطفى شركة  "iD Fresh"، ولم يقتصر على توحيد معايير خليط عجين الإدلي، بل ابتكر أيضًا نموذجًا لعجين خالٍ من المواد الكيميائية.

ويستخدم شاحنات مخصّصة للعجين تتم فيها عملية التخمر بشكل مضبوط أثناء النقل، مما يُلغي الحاجة إلى استخدام المواد الحافظة. ولقد غيّرت هذه الشركة الناشئة قواعد اللعبة في صناعة الأغذية فيما يخص العجين. فـ"بارون العجين"، الذي يدير اليوم شركة بقيمة 4,000 كرور روبية، مع شبكة توزيع تمتد إلى 10 دول، يتوسع الآن إلى منتجات غذائية أخرى مثل "البراتا" والكاري الجاهز للأكل. ومع ذلك، يبقى عرض البيع الفريد له هو عجين الإدلي.

ورسالة مصطفى إلى رواد الأعمال الآخرين هي: "ركّزوا على الابتكار. فهذا هو أفضل سبيل لبناء علامة تجارية والبقاء في صدارة المنافسة. وأما المكوّن الأساسي لذلك فهو الفطرة السليمة".

وبي. سي. مصطفى، الذي عمل إلى جانب والده العامل الزراعي بالأجرة اليومية لقاء مبالغ زهيدة، كان يتطلع منذ نشأته في منطقة واياناد بولاية كيرالا إلى انتشال أسرته من براثن الفقر.

إنه ترك الدراسة في الصف السادس وحاول العمل في بيع أشياء مختلفة، غير أن معلميه ووالديه أقنعوه بالعودة إلى المدرسة. وبفضل موهبته في الرياضيات، تفوّق في مدرسته ثم التحق بدراسة الهندسة في تخصص علوم الحاسوب في المعهد الوطني للتكنولوجيا بكاليكوت، ولاحقًا تابع برنامج الماجستير في إدارة مؤسسة البرمجيات، في المعهد الهندي للإدارة ببنغالورو.

جرّب هو وأبناء عمومته أفكارًا مختلفة لإنشاء مشروع ناشئ، واستقرّوا في النهاية على بيع عجين الإدلي والدوسا. فإنهم بدأوا مشروعًا صغيرًا من شقة صغيرة، حيث كانوا يزوّدون فقط 30 متجرًا، وسرعان ما ارتفع العدد إلى 300 متجر، مما جعل "iD Fresh" اسمًا مألوفًا في بنغالورو. ولم تمضِ فترة طويلة حتى جذب مستثمرين بارزين مثل عظيم بريمجي، وانتقل من تزويد 100 كيلوغرام فقط إلى 250 ألف كيلوغرام، لا في المدن الهندية فحسب، بل في دبي وتسع دول أخرى، ملبّيًا احتياجات الجالية الهندية المنتشرة في أنحاء العالم.

ولكن سرعان ما جهّز مشروعه بآلات حديثة وقوة عاملة، ليصبح اليوم في موقع يُحسَد عليه من حيث حجم الإنجازات.وقد شارك في تأسيس "iD Fresh Food" عام 2006م مع أبناء عمومته، ويوظّف حاليًا أكثر من 2500 شاب من المناطق الريفية في الهند.

اقرأ أيضًا: صفنة نذر الدين: أصغر سيدة مسلمة من كيرالا تدخل السلك الإداري الهندي

ويقول مصطفى: إنه رغم أن ربة المنزل هي الزبونة المستهدفة، فإنه لم يتمكّن من إقناع والدته بشراء العجين، لأنها تنتمي إلى جيل لم يكن يؤمن بشراء العجين الجاهز. ويضيف: "ليس من السهل أن تجعلهم يشترون شيئًا اعتادوا على صنعه طوال حياتهم". ومع اعترافه بفشله مع جيل والدته، يؤكد أن عجين الإدلي والدوسا منتج ذو طلب لا ينضب، وفرصة تجارية لا يمكن أن تفشل أبدًا.