الورقة الاصطناعية لمطيع الرحمن اختراع رائد

09-09-2025  آخر تحديث   | 09-09-2025 نشر في   |  آواز دي وايس      بواسطة | آواز دي وايس 
مطيع الرحمن
مطيع الرحمن

 


 ديبكيشور تشاكرابورتي / كولكاتا

قصة الدكتور مطيع الرحمن، الباحث البنغالي في جامعة كامبريدج، هي قصة كفاح وانتصار علمي. اليوم، يُعتبر "أبو الورقة الاصطناعية " ابتكار رائد قادر على تحويل ضوء الشمس إلى وقود سائل مع تقليل انبعاثات الكربون.

وقال رحمن لوسائل الإعلام: "ثاني أكسيد الكربون ضروري لعملية التمثيل الضوئي في النباتات، لكنه يصبح خطيرًا عند زيادتهفهو أحد العوامل الرئيسة لظاهرة الاحتباس الحراري. وتواجه البشرية اليوم أزمة مناخية وأزمة طاقة في الوقت نفسه. والوقود الأحفوري يتناقص بسرعة. ويهدف بحثنا إلى معالجة هاتين المشكلتين معًا."

ويعتقد كثيرون بأن هذا الإنجاز قد يؤدي دورًا حاسمًا في حماية البيئة الهشة على كوكب الأرض. ومع ذلك، وراء هذا النجاح الاستثنائي تكمن قصة من الصعوبات والمثابرة والإصرار.

وُلد الدكتور مطيع الرحمن في أسرة من الطبقة الوسطى الدنيا، حيث كانت مسألة البقاء على قيد الحياة تفوق مسألة الراحة. وكان والده يعمل إما عاملا منخفض الأجر أو عاملًا يوميًا، بينما كانت والدته تدير شؤون المنزل. وكطفل، كان غالبًا ما يذهب إلى المدرسة حافي القدمين، ويقرأ من كتب مستعارة، ويذاكر تحت ضوء خافت لمصباح الكيروسين في منزل بلا كهرباء. وكانت هناك أيام تعيش فيها الأسرة على وجبة واحدة فقط.

وفي قريته، كان السعي وراء العلوم يُنظر إليه على أنه غير عملي. وغالبًا ما كان الجيران يعلقون: "ادرس العلوم وستنتهي بلا وظيفة". وكان تحمّل تكاليف التعليم العالي عقبة هائلة، وللاستمرار في دراسته، عمل مطيع الرحمن كمعلم خصوصي وتولى وظائف بدوام جزئي. وعلى الرغم من الضغوط المالية والإحباط الاجتماعي، رفض الاستسلام.

ومتفوقًا في جامعة حكومية في الهند، حصل على منحة دراسية مهّدت له الطريق للدراسة في الخارج. وفي نهاية المطاف، تم قبوله في جامعة كامبريدج لإجراء بحوث. ولكن الحياة في الخارج لم تكن سهلة على الإطلاق. فقد واجه صعوبات في التكيف مع لغة وثقافة ومناخ هناك، وأحيانًا تعرض للتمييز العنصري. ومع ذلك، صمد بصبر ومثابرة هادئة.

ورغم كل هذه الصعوبات، واصل بحثه وحقق إنجازًا مذهلًا؛ تطوير "الورقة الاصطناعية"، جهاز يلتقط ضوء الشمس لإنتاج الوقود المتجدد. وتؤكد حياته حقيقة خالدة؛ الفقر لا يستطيع إيقاف الحالم الذي يجرؤ على الحلم. وقصته ليست مجرد قصة إنجاز علمي، بل هي أيضًا مصدر إلهام لعدد لا يحصى من الحالمين الشباب حول العالم.

وتقف الحضارة البشرية اليوم عند مفترق طرق. فمستويات ثاني أكسيد الكربون في ارتفاع مستمر، والاحتباس الحراري يزداد حدة، وفصول الصيف تطول، والأنهار الجليدية تتراجع، والتنوع البيولوجي ينهار، والأنظمة البيئية مهددة بالخطر. والتحدي الأكبر في عصرنا هو تفادي كارثة بيئية. ويسابق العلماء حول العالم الزمن لإيجاد الحلول، ومن بينهم الباحث البنغالي الدكتور مطيع الرحمن، الذي يقدم عمله بصيص أمل جديد.

وبجانب زميله العالِم سوبهاجيت باتاتشاريا في جامعة كامبريدج، نجح الدكتور رحمن في ابتكار "الورقة الاصطناعية" التي تنتج الوقود السائل والأكسجين باستخدام ضوء الشمس والماء وثاني أكسيد الكربون فقط. وقد نُشرت أبحاثهما في مجلة Nature Energy، إحدى المجلات الفرعية الرائدة لمجلة Nature.

اقرأ أيضًا: أكاديميةُ رابندرا-نذرل: منارةُ أملٍ للجميع في مجال التعليم

وينحدر الدكتور رحمن من قرية كادامبا في كالنا بمقاطعة باردهامان، وهو خريج جامعة جادافبور. ويعمل الآن تحت إشراف البروفيسور إروين رايسنر، أستاذ في كامبريدج وعضو في كلية سانت جون. وبعد دراسته في مدرسة أمبيكا كالنا ماهاراجا الثانوية، حصل على شهادة البكالوريوس في الكيمياء من جامعة جادافبور، وأكمل درجة الماجستير في المعهد الهندي للتكنولوجيا-مدراس، وتابع دراسة الدكتوراه في جامعة بيرن بسويسرا، ثم انضم لاحقًا إلى جامعة كامبريدج كزميل ماريا كوري. واليوم، يعمل هناك كعالم أول.

قصص مقترحة