نزاكت علي.. البائع الكشميري الذي تحوّل إلى أسطورة شجاعة وإنقاذ في تشاتيسغاره

31-10-2025  آخر تحديث   | 31-10-2025 نشر في   |  أحمد      بواسطة | آواز دي وايس 
نزاكت علي.. البائع الكشميري الذي تحوّل إلى أسطورة شجاعة وإنقاذ في تشاتيسغاره
نزاكت علي.. البائع الكشميري الذي تحوّل إلى أسطورة شجاعة وإنقاذ في تشاتيسغاره

 


نيودلهي

يتوجّه نزاكت علي في كل شتاء إلى بلدة شيرميري بولاية تشاتيسغاره، حاملًا معه منتجاته من الملابس الشتوية ليعرضها في الأسواق المحلية.

ففي هذا العام، عندما وصل نزاكت إلى البلدة مع بدايات الشتاء حاملاً شالاته وبضائعه المعتادة، لم يُنظر إليه كتاجرٍ عابرٍ، بل كوجهٍ مألوفٍ وصديقٍ يرمز إلى الاستمرارية والثقة. استقبله أهالي البلدة بحفاوةٍ استثنائية، أطلقوا الألعاب النارية احتفالًا بقدومه، وقلّدوه بالأكاليل وسط أجواء من الفرح والاحتفاء، في مشهدٍ يعكس مكانته الخاصة في قلوبهم، ودوره الذي تخطّى حدود التجارة إلى رمزٍ للعلاقة الإنسانية الصادقة بين البائع الكشميري والمجتمع المحلي في شيرميري.

وأظهر نزاكت علي شجاعة نادرة عندما أنقذ أحد عشر طفلًا من أربع عائلات خلال هجومٍ إرهابي استهدف السياح، بينما كانت الطلقات تتطاير من كل اتجاه. وفي لحظة حاسمة تغلّبت فيها الإنسانية على الخوف، حمل نزاكت الأطفال على ظهره واحدًا تلو الآخر، وركض بهم وسط إطلاق النار حتى وصل إلى منطقة آمنة. لقد تحوّل من بائعٍ بسيط إلى رمزٍ للشجاعة والتفاني الإنساني، بعدما خاطر بحياته ليمنح الآخرين فرصة للحياة.

ومن بين الأطفال الذين أنقذهم نزاكت علي كانوا أبناء الزعيم المحلي في حزب بهاراتيا جاناتا أمت أغروال. وعندما عاد نزاكت هذا العام إلى شيرميري، كان في استقباله أميت أغروال نفسه على رأس الأهالي، حيث نظّموا له استقبالًا حافلًا تقديرًا لعمله البطولي وشجاعته التي أنقذت حياة أبنائهم.

قال نزاكت علي مقطع فيديو نشره على منصة  "إكس" إنه تأثر بشدة بهذا الاستقبال الحار، وقال: "يسعدني كثيرًا أن أعود إلى هنا وأرى من جديد لاكي بهايا وراجو بهايا وهيبي بهايا وتيتو بهايا. لقد كان لقاؤنا بعد هذا الوقت الطويل مؤثرًا جدًا بالنسبة لي، فهم ليسوا مجرد أصدقاء، بل إخوة تربطني بهم علاقة مودة صادقة، وقد شاركتهم حتى لحظات الفرح في مباريات الكريكيت التي جمعتنا معًا".

وقال نزاكت علي إنه تواصل مع لاكي بهايا هاتفيًا ليُبلغه بعودته إلى شيرميري.

وفي 22 من أبريل، بينما كانت وادي بايساران في باهالغام تغمرها أجواء الهدوء والجمال الطبيعي، تحولت فجأة إلى ساحة رعب بعد أن استهدفها الإرهابيون بإطلاق نار كثيف. وفي تلك اللحظة، كان أربعة أصدقاء من شيرميري — كولديب ستهافك، وشيفانش جاين، وهيبي بادهاوان، وأرفيند أغروال — برفقة عائلاتهم يستمتعون بأجواء الوادي الباردة وجمال طبيعته النائية، عندما دوّى فجأة صوت إطلاق نار كثيف من أسلحة الإرهابيين، ليحوّل لحظات الهدوء والراحة إلى مشهد من الذعر والفوضى.

وساد الارتباك المكان، وعمّت الفوضى بين السياح الذين راحوا يركضون في كل اتجاه في محاولة يائسة للنجاة، فيما وجد بعضهم أنفسهم محاصرين من الجانبين وسط إطلاق النار، غير مدركين أي طريق يمكن أن يقودهم إلى الأمان.

وفي خضمّ هذا المشهد المروّع، ظهر نزاكت علي، التاجر المحلي من المنطقة، ليبادر بشجاعة إلى إنقاذ العائلات والسياح المحاصرين، ويحوّل لحظات الرعب إلى قصة بطولية خالدة عن الإنسانية والشجاعة في وجه الخطر.

اقرأ أيضًا: من المصرف إلى المجتمع: مسيرة أبرار أحمد في خدمة الإنسان

وفي الوقت الذي كان فيه الجميع يحاولون النجاة بأنفسهم، أظهر نزاكت علي رباطة جأشٍ وذكاءً وشجاعة لافتة. فقد قام بإخراج أحد عشر سائحًا من الطريق واحدًا تلو الآخر، ونقلهم بأمان إلى النُزُل. ولم يكتفِ بذلك، بل سارع بعد الهجوم إلى مساعدة الجيش في نقل بقية السياح إلى أحد الفنادق.