نور جليلة هي مصدر إلهام لكل من وُلد بإعاقة

24-08-2025  آخر تحديث   | 24-08-2025 نشر في   |  آواز دي وايس      بواسطة | آواز دي وايس 
نور جليلة
نور جليلة

 


سريلاثا مينون/تريسور

نور جليلة كلمة أخرى للحياة. فقد وُلدت من دون أطراف علوية أو سفلية، لكنها لم تسمح لأي إعاقة بأن تعترض طريقها؛ بل ضربت مثالًا يحتذى به في عيش حياة مليئة وبهجة، أمام الناس جميعًا، بمختلف أجناسهم وأديانهم، وبغضّ النظر عن العوائق التي قد يواجهونها.

نور جليلة، المقيمة في ماياناد بمنطقة كوزيكود في ولاية كيرالا، هي الابنة الثانية لعبد الكريم. وعند ولادتها، لم يكن لديها ساعدان ولا ساقان بسبب إعاقة خَلقية. وأثار هذا الأمر صدمة لدى الأطباء والوالدين، إذ أظهرت تقارير الأشعة قبل الولادة خلوها من أي عيوب خلقية، وأنها كانت طبيعية تمامًا.

وكانت طفلتهما تملك يدين لا تتجاوزان المرفقين وساقين لا تتجاوزان الركبتين. وبرغم الصدمة الأولى التي انتابت الوالدين، فإنهما تماسكا وقرّرا تربية طفلتهما بثقة وعزيمة.

وتقول نور: "وقع حادثُ قطارٍ كبيرٌ في كانور قرب منزلي. فقد الكثير من الناس حياتهم، واضطر آخرون إلى بتر أيديهم وأرجلهم. حينها قال أبي في نفسه: إذا كان بإمكان كل هؤلاء أن يعيشوا، فلماذا لا تستطيع ابنتي أن تعيش؟ كان ذلك عاملًا آخر دفعه إلى البقاء متفائلًا".

وفي الواقع، لقد حوّلت نور عيوبَها إلى نقطة قوة لصالحها، فهي تتباهى بها ولا تشعر بأي خجل أو إحراج بسببها. كما أنها كانت متحدثة في منصة "TEDx"، حيث ألهمت الملايين من الناس في مختلف أنحاء العالم.

ومنذ أن كان عمرها تسعة أشهر فقط، جُهِّزت نور بأطراف صناعية. وبعد أن رفضت عدة مدارس قبولها، واقترح بعضهم على والديها إلحاقها بمدرسة خاصة، قُبلت أخيرًا في "مدرسة سانت نوبرت الدولية".

وتروي نور بفخر: "الكاهن الذي منحني القبول أراد فقط أن يتأكد من أنني أستطيع المشي والكتابة، وقد فعلت الأمرين معًا".

فإنها تغنِّي وتبدع لوحات فنية جميلة، في الوقت الذي برزت فيه أيضًا كـمؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتتحدث نور عن إعاقتها في اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة: "اليوم هو يومي. دون تردد أو حزن، أقول إنني محظوظة جدًا لأنني ولدت هكذا. واستغرق الأمر مني سنوات لأقاوم التعاطف والرعاية المفرطة".

وتضيف نور: "لقد كنتُ مُستبعدة، ومتجاهَلة، ومُعرَّضة للسخرية، ووحيدة في معظم الأوقات بسبب مظهري الجسدي عندما كنت صغيرة. وفي الأيام التي كنت أعاني فيها من آلام شديدة بسبب الطرف الصناعي، كنتُ أفكر كم هم محظوظون أولئك الذين يملكون أقدامًا. ولكن اليوم أصبحت حياتي أسهل بفضل أطرافي الصناعية من شركة أوتوبوك".

وتشير نور جليلة إلى أن التشوّهات يمكن أن تحدث لأي شخص، ولذلك ينبغي أن نكون شاكرين لكل ما أنعم الله به علينا.

وقد لفتت الأنظار بأغانيها ومدوناتها. كما أن زواجها من حاجي ولحظاتها السعيدة معه موثقة جميعها على حساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتابعها الملايين بشغف، متناسين للحظة ما تعانيه من إعاقات جسدية.

اقرأ أيضًا: صُحارى… صوت نسائي يطالب بتعديل قوانين الميراث في الهند

فإن ابتسامتها المشرقة المتألقة، وأغانيها، وموقفها الجريء الواثق، شكّلت مصدر إلهام ليس فقط لذوي الهمم، بل لجميع الشباب والنساء. فإنها بلا شك تُحدث تغييرًا في الآراء، وتلهم وتُحفّز الناس من خلال ثقتها وشجاعتها.

قصص مقترحة