نيودلهي
أطلقت النمسا، يوم الجمعة، مبادرة جديدة لاجتذاب الطلاب الهنود إلى جامعاتها التكنولوجية الرائدة من أجل تأهيلهم للعمل فى سوق العمالة الماهرة بالنمسا، حيث وصفت السفيرة النمساوية لدى الهند "كاترينا ويزر" التعاون الأكاديمي بأنه حجر الزاوية في العلاقات بين البلدين.
وتم كشف البرنامج التعليمى التكنولوجى المخصص للهند في الجامعات النمساوية في مقر إقامة السفيرة النمساوية في نيودلهي. وهو أول مبادرة مخصصة من نوعها في إطار اتفاقية الشراكة للهجرة والتنقل الموقعة بين الهند والنمسا عام 2023م. وتوفّر هذه الاتفاقية إطارًا لتعزيز تنقّل الطلاب، والتعاون البحثي، وتبادل الكفاءات المهنية الماهرة.
وقال المسؤولون إن هذه المبادرة تهدف إلى فتح مسارات جديدة أمام الطلاب الهنود في مجالات الهندسة والتكنولوجيا والعلوم التطبيقية، إضافةً إلى تعزيز التعاون في مجالات الابتكار والتنمية المستدامة.
وقالت ويزر: "تتمتع النمسا بتقاليد راسخة في اعتبار التعليم العالي منفعة عامة. وإن استقبال الطلاب الهنود المتميزين في جامعاتنا التقنية العامة لا يسهم في ترسيخ التميز الأكاديمي ودفع عجلة الابتكار فقط، بل يعزز أيضًا الروابط بين الشعبين التي ستسهم في تحديد مسار شراكتنا خلال السنوات القادمة".
ويتضمن البرنامج تعاونًا بين ثلاث من كبرى الجامعات التقنية في النمسا، وهي جامعة فيينا للتكنولوجيا، وجامعة غراتس للتكنولوجيا، وجامعة لويبن للتعدين، والتي اجتمعت تحت العلامة الموحدة "الجامعات التقنية في النمسا" (TU Austria). وتشكل هذه الجامعات مجتمعةً أكثر من 46 ألف طالب، و9 آلاف من الأساتذة والموظفين، إلى جانب مئات الفرق البحثية العاملة في مختلف المجالات.
وفي إطار هذه المبادرة، سيتمكّن الطلاب الهنود من الالتحاق ببرامج ماجستير تمتد لعامين، تركّز بشكل خاص على الهندسة، وتكنولوجيا المعلومات، والاقتصاد الدائري، والتقنيات الصديقة للمناخ، والابتكار المستدام. كما يتضمن البرنامج أيضًا تمديد الإقامة لمدة عام بعد التخرج، ما يمنح الخريجين فرصة لاستكشاف آفاق العمل والبحث عن فرص مهنية.
وشددت النمسا على أن الرسوم الدراسية في جامعاتها الحكومية ما زالت معتدلة نسبيًا مقارنة بالعديد من الوجهات الأوروبية الأخرى. وأضاف المسؤولون أن الكثير من برامج الماجستير تُدرّس باللغة الإنجليزية، وهو ما يجعل البلاد أكثر جذبًا وسهولة للطلاب الدوليين. وأشاروا كذلك إلى أن تكلفة المعيشة الإجمالية أقل نسبيًا مقارنة بعدد من العواصم الغربية في أوروبا.
وأشار المسؤولون إلى أن البرنامج سيُوفّر مزيجًا من التعليم الأكاديمي والخبرة العملية في القطاع الصناعي، من خلال إتاحة فرص التدريب، وحضور معارض التوظيف، والحصول على دعم في مسارات التوظيف. كما أن القوة الصناعية التي تتمتع بها النمسا في مجالات كـهندسة السيارات، والصناعات المعدنية، والطاقة المتجددة، والتقنيات الرقمية، تهيئ بيئة مثالية لدعم هذا التعاون وتوسيعه.
وشهدت فيينا، خلال العقد الماضي، نموًا مستمرًا في أعداد الطلاب الهنود، ويعود ذلك جزئيًا إلى جاذبية أوروبا كوجهة دراسية، وجزئيًا إلى مكانة النمسا كدولة تقدّم تعليمًا عالي الجودة مع متطلبات دخول ميسّرة نسبيًا.
اقرأ أيضًا: باحثان من الجامعة الملية الإسلامية يحصلان على جائزة دولية مرموقة في الفيزياء
وأوضحت السفارة أن خدمات التعليم التابعة لخدمات تسهيل التأشيرات ستقوم بدور الشريك التنفيذي في هذه المبادرة، حيث ستتولى تسهيل إجراءات التقديم والقبول للطلاب المستوفين للشروط.
وشدّدت ويزر كذلك على أن التعاون الأكاديمي يُمثّل ركيزة أساسية ضمن إطار العلاقات الأوسع بين البلدين.