نيودلهي
أُعلن يوم الأحد أن منظمة هندية غير ربحية تعمل على تعليم الفتيات غير الملتحقات بالمدارس في القرى النائية، هي من بين الفائزين بجائزة رامون ماجسايساي لعام 2025م.
وأعلنت مؤسسة جائزة رامون ماجسايساي في بيان لها أن مؤسسة تعليم الفتيات عالميًا، التي أسستها سفينة حسين، والتي تعرف على نطاق واسع باسم "إيجوكيت غرلس" (Educate Girls)، قد سجّلت إنجازًا تاريخيًا بكونها أول منظمة هندية تنال جائزة رامون ماجسايساي.
وقالت مؤسِّسة المنظمة، سفينة حسين، بعد أن أعلنت اللجنة ومقرها في مدينة "مانيلا"، إدراج منظمتها لنيل جائزة رامون ماجسايساي المرموقة لعام 2025م: "إن جائزة رامون ماجسايساي لمبادرة تعليم الفتيات تُعدّ لحظة تاريخية للهند، إذ تسلّط الضوء على حركة شعبية انطلقت من فتاة واحدة في قرية نائية، ثم امتد أثرها ليحظى باهتمام عالمي".
وتتقاسم منظمة "إيجوكيت غرلس" جائزة رامون ماجسايساي لعام 2025م مع شاهينة علي من جزر المالديف، التي حظيت بالتكريم تقديرًا لجهودها في مكافحة التلوث البلاستيكي وحماية النظم البيئية البحرية، ومع فلافيانو أنطونيو إل. فيلانويفا، الذي نال التكريم لعمله في استعادة كرامة الفقراء والمتشرّدين في مدينة مانيلا بالفلبين.
وذكرت مؤسسة جائزة رامون ماجسايساي في بيانها أن منظمة "إيجوكيت غرلس" قد تم ترشيحها لأرفع جائزة وأسمى وسام في آسيا، تقديرًا لـ"التزامها بمعالجة الصور النمطية الثقافية من خلال تعليم الفتيات الشابات، وتحريرهن من عبودية الأمية وتزويدهن بالمهارات والشجاعة والقدرة على تحقيق إمكاناتهن البشرية الكاملة".
وعلّقت سفينة على هذا الإنجاز قائلة: "إن فوز "إيجوكيت غرلس" بوصفها أول منظمة هندية غير ربحية بجائزة رامون ماجسايساي يُمثل لحظة تاريخية للمنظمة وللهند على حد سواء. فهذا التكريم يسلّط الضوء عالميًا على الحركة الشعبية في الهند من أجل تعليم الفتيات، وهي حركة بدأت بفتاة واحدة في قرية نائية، ثم تطورت لتُعيد تشكيل مجتمعات بأكملها، متحدية التقاليد ومغيّرة العقليات".
وأضافت أن هذه الجائزة تُجسّد تقديرًا لمتطوعي فريق "باليكا" المخلصين، وللشركاء الداعمين، وللمدافعين المتحمسين عن قضايا المساواة بين الجنسين، كما تعكس اعترافًا بملايين الفتيات اللواتي استعدن حقهن في التعليم.
وذكرت سفينة: "بينما نواصل العمل للوصول إلى 10 ملايين متعلّمة خلال العقد المقبل، ونمضي في نشر هذا النموذج خارج الهند، فإننا نتمسك بحقيقة بسيطة مفادها بأن تعليم فتاة واحدة يفتح الطريق أمام أخريات، فيتضاعف أثر التغيير ليمتد إلى الأسر والأجيال والأوطان".
ومن جانبها، قالت المديرة التنفيذية للمنظمة، غاياتري ناير لوبو: "نحن في منظمة "إيجوكيت غرلس" نؤمن بأن التعليم يشكّل أحد أعظم محرّكات التنمية، لكنه قبل كل شيء، التعليم هو حق أساسي وأصيل لكل فتاة. وهذه الجائزة المرموقة تمثّل اعترافًا بالتغيير الجذري الذي يمكن تحقيقه من خلال الشراكات مع الحكومة والمؤسسات الخيرية والقطاع الخاص والمجتمعات المحلية، في إطار عمل جماعي لمواجهة العوائق المجتمعية والمنهجية وتعزيز تعليم عادل ومتاح للفتيات في كل مكان".
وأضافت قائلة: "نحن نكنّ امتنانًا عميقًا لحكومة الهند على مبادراتها الاستثنائية التي جعلت هذا الإنجاز ممكنًا، كما نتقدّم بخالص التهاني إلى زميليْنا الفائزيْن بالجائزة، شاهينة علي وفلافيانو أنطونيو إل. فيلانويفا، إذيشكّل عملهما مصدر إلهام لنا جميعًا".
وجاء في البيان أن منظمة "إيجوكيت غرلس" بدأت من ولاية راجستان، حيث حددت المجتمعات الأكثر احتياجًا في مجال تعليم الفتيات، وعملت على إدخال الفتيات غير الملتحقات بالمدارس أو المنقطعات عنها إلى الفصول الدراسية، ثم واصلت دعمها لضمان استمراريتهن حتى يتمكنّ من الحصول على مؤهلات التعليم العالي وفرص العمل المجزية.
وقالت المنظمة: "بدأت المبادرة بخمسين مدرسة تجريبية في القرى، ثم توسّعت لاحقًا لتشمل أكثر من ثلاثين ألف قرية في أشد مناطق الهند حرمانًا، مستهدفةً أكثر من مليوني فتاة، وحققت معدل بقاء دراسي تجاوز 90 في المئة".
وجاء في البيان أن المنظمة حظيت بالتكريم تقديرًا لالتزامها بمعالجة الصور النمطية الثقافية من خلال تعليم الفتيات والنساء الشابات، وتحريرهن من عبودية الأمية وتزويدهن بالمهارات والشجاعة والقدرة على تحقيق إمكاناتهن البشرية الكاملة.
وتنضم هذه المنظمة غير الربحية إلى قائمة طويلة من المكرّمين البارزين، من بينهم مخرج الأفلام ساتياجيت راي، والناشطة الاجتماعية كيرن بيدي، وفينوبا بهافي، إلى جانب شخصيات عالمية مثل حاملي جائزة نوبل للسلام الدالاي لاما والأم تيريزا، والحائز على جائزة الأوسكار هاياو ميازاكي.
وانطلقت منظمة "إيجوكيت غرلس" عام 2007م برؤية تقوم على تمكين الفتيات عبر التعليم باعتباره السبيل الأنجع لكسر دوائر الفقر والأمية. وخلال مسيرتها، وبفضل تعبئة أكثر من 55 ألف متطوع، أعادت إلى المدارس أكثر من مليوني فتاة، وأسهمت في تقديم تعليم تعويضي يفوق أثره 2.4 مليون طفلة.
وتنشط المنظمة في أكثر من 30 ألف قرية، انسجامًا مع أولويات الحكومة ومبادراتها. وتسعى خلال العقد المقبل إلى تمكين عشر ملايين فتاة من التعليم. وتعمل لإحداث تغيير منهجي من خلال شراكاتها مع الحكومة، وتضمن إيصال التعليم إلى أكثر الفئات هشاشة في المجتمعات النائية. ويؤكد الاعتراف العالمي بها على القوة التحويلية للاستثمار في تعليم الفتيات.
اقرأ أيضًا: جامو وكشمير: 225 طالبًا كفيفًا يتعلمون القرآن في مدرسة دينية ببانيهال
ومن المقرر أن يتسلم الفائزون بجائزة رامون ماجسايساي لعام 2025م ميدالياتهم وشهاداتهم في الحفل السابع والستين لتوزيع الجوائز، والذي سيقام في 7 نوفمبر 2025م، بمسرح "متروبوليتان" في مدينة مانيلا، بالفلبين.