إحسان فاضلي/سريناغار
في مؤسسة من نوعها للمرة الأولى بجامو وكشمير، يتعلم 225 طفلًا كفيفًا قراءة ودراسة القرآن الكريم في "دار العلوم النُعمانية" في بانيهال، في إقليم جامو وكشمير الاتحادي. ويشمل الطلاب من البنين والبنات على حد سواء.
وتأسست هذه المؤسسة عام 2008م بهدف تعزيز التعليم والتدريب والتعلّم الديني عبر نظام برايل، وقد تضاعف عدد الملتحقين بها خلال عام واحد.
وقال مفتي محمد ذو الفقار القاسمي، المشرف العام على هذه المؤسسة التعليمية في بانيهال، لموقع "آواز دي وايس": "لم تكن هناك أي مرافق لتعليم القرآن الكريم للأطفال من ذوي الإعاقة البصرية في جامو وكشمير".
وكان المفتي ذو الفقار القاسمي أول من أدرك ضرورة إدخال نظام برايل لتعلم القرآن الكريم.
ويعد المعهد مؤسسة تعليمية دينية تُركز على الفئات الأضعف في المجتمع، وخاصةً ذوي الإعاقة الجسدية في جامو وكشمير.
ولهذا الغرض، تعاونت دار العلوم نعمانية مع "إدارة دينيات" في مدينة مومباي، التي تمتلك مرافق متقدمة لتعليم القرآن الكريم بطريقة برايل.
وقال ذو الفقار القاسمي: "يُقدّم هذا المعهد دورات أساسية للطلاب من ذوي الإعاقة، وقد أنجز الكثير من العمل على نظام برايل، سواء في التعليم والتعلّم أو في القراءة والكتابة والمراجعة".
وكان المعهد في مومباي أول من طوّر المصحف بطريقة برايل. وساعد المعهد الطلاب من ذوي الإعاقة البصرية، الذين لم يكن بوسعهم قراءة القرآن من قبل، فأصبحوا الآن قادرين على تلاوة القرآن الكريم، وكذلك استخدام حواسيبهم المحمولة وأجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية لهذا النوع من التعلّم.
وأوضح المفتي ذو الفقار أن في جامو وكشمير نحو 70 إلى 75 ألف شخص كفيف، مؤكّدًا على ضرورة إشراكهم في الأنشطة الحياتية الطبيعية، وتمكين أكبر عدد ممكن من الراغبين منهم من تعلم قراءة القرآن الكريم بطريقة برايل.
ويتطلّب تعلم نظام برايل الحصول على دعم تقني من أفراد ومؤسسات خارج جامو وكشمير، حيث تتوفر لديها بالفعل الإمكانات والأدوات التكنولوجية الحديثة.
وقد نظّمت دار العلوم النعمانية أول مؤتمر لها حول المصحف بطريقة برايل في أغسطس من العام الماضي. وأوضح المفتي ذو الفقار: "في السابق كان عدد الملتحقين محدودًا، لكن عقب المؤتمر شهدنا زيادة مفاجئة بتسجيل 125 طالبًا جديدًا".
وتم تسجيل دفعة جديدة تضم 150 طالبًا و29 طالبة في وقت سابق من هذا العام، فيما انعقد المؤتمر الثاني للمصحف بطريقة برايل على مدى يومين، في 16 و17 أغسطس، بدار العلوم في بانيهال.
وتتم استضافة الدفعة الجديدة من الطلاب البالغ عددهم 150 في دار العلوم ببانيهال، بينما تقيم الطالبات الـ29 في جناح النساء بمنطقة زانغالدان في قاضي غوند، جنوب كشمير.
وتتولى نعيمة أختر، زوجة حافظ محمد أختر خان، وهي من ذوي الإعاقة البصرية، رئاسة جناح النساء.
وقد تلقت نعيمة تدريبًا على تعلم القرآن الكريم بطريقة برايل في مدينة أحمد آباد بولاية غوجارات، وهي تقوم أيضًا بتدريس القرآن بطريقة برايل في المعهد الرئيس ببانيهال.
ويُدرَّس الطلاب إلى جانب القرآن بطريقة برايل كيفية استخدام الأجهزة الحديثة مثل الهواتف المحمولة والحواسيب المحمولة وأجهزة الكمبيوتر وغيرها من الأدوات التكنولوجية المتطورة.
وركّز المؤتمر الثاني للمصحف بطريقة برايل، الذي استمر يومين، على تمكين أكثر من 70 ألف شخص من ذوي الإعاقة البصرية في جامو وكشمير، من خلال تعزيز التعليم والتدريب والتعلّم الديني عبر نظام برايل بينهم.
وقد نُظم المؤتمر بشكل مشترك من قبل "جمعية ذوي الاحتياجات الخاصة في جامو وكشمير"، ومدرسة نور القرآن في ولاية مهاراشترا، ودار العلوم النعمانية.
وشارك في المؤتمر ممثلون من مختلف أنحاء البلاد ومن خارجها. وقد ترأسه مولانا الحاج محمد حسين عبد القادر ميرشي، وهو مواطن من جنوب إفريقيا من أصول هندية يدير مدرسة خاصة للمكفوفين في بلاده.
وخلال المؤتمر، دعا المفتي محمد ذو الفقار القاسمي أولياء الأمور إلى تزويد أبنائهم ليس فقط بالمعرفة القرآنية، بل أيضًا بالعلوم الحديثة مثل الرياضيات والعلوم الطبيعية.
اقرأ أيضًا: الجامعة الملية الإسلامية – تأسيسها وإسهاماتها في تعليم المسلمين في الهند (1)
وُلد المفتي ذو الفقار في بانيهال عام 1978م، وأكمل حفظ القرآن الكريم في "مدرسة رحيمية" في بانديبورا بشمال كشمير.
كما درَس اللغة العربية وأكمل دورة الإفتاء في دار العلوم بديوبند، ويظل مرتبطًا بالتعليم والدراسات الإسلامية، ولا سيما الموجهة إلى ذوي الاحتياجات الخاصة في جامو وكشمير.