نيودلهي
إن المحبة الحقيقية للرسول ﷺ لا تكون بالمظاهرات والمسيرات والاعتصامات، بل هي متجذّرة في دماء المسلمين وسلوكاتهم. لذلك يجب تغيير هذا التوجّه الجديد نحو المسيرات والاعتصامات.
وقد عبّر الإمام الملكي لولاية البنجاب، المولانا عثمان رحماني اللدهيانوي، عن استيائه الشديد بهذه الكلمات في خطبة صلاة الجمعة تعليقًا على الجدل المتعلّق بشعار "I Love Muhammad".
وقال إنّه لا يجوز أن نخرج إلى الشوارع دون أن نؤدي الصلاة ونقوم بالتخريب. وأضاف: "قد ترفع دعوى قضائية ضدنا ونمضي ستة أشهر في السجن، ولن يَأتِ أحد ليزورنا". وتابع "أن علينا أن نتفكر؛ فهذا ليس من الأخلاق الإسلامية.
وأوضح أنّه "إذا أردتم أن تفعلوا شيئًا فعليكم أن تطلبوا من قادتكم بشكل رسمي تهيئةَ الميادين، وأن تتواصلوا مع الحكومة، وأن تُعدّوا مذكّرة تبيّن شكواكم لتُخطِر الإدارة بها". ولكنه أشار إلى أنّ ذلك لم يحدث، وأن الشباب الآن هم من يدفع الثمن.
واستشهادًا بأمثلة توضّح معنى المحبة الحقيقية للنبي محمد ﷺ، قال الإمام عثمان: إذا أردتم أن تُعَدّوا من محبّي النبي، فعليكم أن تغيّروا سلوكاتكم؛ إذا غضضتم بصركم عند رؤية امرأة ليست من محارمكم، فستُعَدّون من محبي الرسول، وإذا كنتم تزنون البضائع فأعطيتم المشتري زيادةً يسيرة، فستُعَدّون من محبي الرسول ﷺ، وإذا كنتم في موضع قوة فعفوتم عن الأضعف منكم، فستُعَدّون من محبي الرسول ﷺ، وإذا استطعتم أن تساعدوا الفقير فتقدّمتم إلى ذلك، فستُعَدّون من محبي الرسول ﷺ.
وفي إشارته إلى الأحداث التي وقعت في ولاية أترا برديش، تساءل قائلًا: "إذا حدث خطأ هناك، فهل التقى أي عالم بارز أو عضو في البرلمان أو عضو في المجلس التشريعي بكبير الوزراء يوغي أديتياناث؟ وهل قدّم أحد شكوى رسمية إلى الحكومة؟".
وأضاف: "إذا كنتم بحاجة إلى لقاء أحد المسؤولين أو التعبير عن آرائكم ومخاوفكم، فهناك إجراءات محددة لذلك. فالوقوف خارج مكتب ما لن يقدّم حلًّا. أعدّوا مذكرة، وادخلوا في حوار، وتحمّلوا دورًا قياديًا".
وذكّر الإمام عثمان بأن الإسلام يجسد الضبط والتعاطف والعدل، مشيرًا إلى أن للاحتجاجات منهجًا مشروعًا، وإذا خالف ذلك المنهج تعاليم النبي ﷺ، فإنه لا يُعدّ حبًا بل مجرد غضب، مضيفًا أن المطلوب اليوم هو التصرف بحكمة وعقلانية، لا إلى الاستسلام للانفعال والمعاناة العاطفية.
يُذكر أن المولانا عثمان رحماني اللدهيانوي كان ناشطًا في أعمال الإغاثة خلال الفيضانات المدمّرة الأخيرة في ولاية البنجاب. وقد شارك في جهود الإغاثة ليس تنظيميًا فحسب، بل على المستوى الشخصي من خلال توزيع المساعدات وخدمة الناس. وقد عُرف سابقًا بدوره القيادي في ميدان العمل الاجتماعي.
اقرأ أيضًا: المكتبات الإسلامية تؤدي دورًا محوريًا في نشر المعرفة
ويُستقبل هذا التصريح بشكل إيجابي على منصات التواصل الاجتماعي. فقد كتب أحد المستخدمين: "في أجواء متوترة، مثل هذه التصريحات تمنح الطمأنينة والراحة. وهذه هي الصورة الحقيقية للإسلام". وتُعَدّ رؤية الإمام عثمان بالغة الأهمية في زمننا هذا، حيث لا يمكن أن يقود المجتمع إلى الطريق الصحيح إلا الحوار وضبط النفس والتفاهم.