وثيقة أخرى لمكة تسعى إلى مواجهة جماعات تعمل على تأجيج التطرف

Story by  آواز دي وايس | Posted by  M Alam | Date 25-03-2024
الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس يلقي كلمته في الجلسة الختامية للمؤتمر
الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس يلقي كلمته في الجلسة الختامية للمؤتمر

 

آواز دي وايس: نيو دلهي

عقدت رابطة العالم الإسلامي، برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وبتوجيهات واهتمام كبير من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، المؤتمر الدولي التاريخي الأول من نوعه بعنوان "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية"، يومي 17-18 مارس 2024م، في مكة المكرمة من جوار بيت الله الحرام، والذي شارك فيه عدد كبير من ممثلي المذاهب والطوائف الإسلامية من جميع أنحاء العالم.

وجمع المؤتمر علماء ومفكرين على رأسهم الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه ومفتي عام السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، وآخرين من مصر والعراق وإيران وتركيا والهند وماليزيا وإندونيسيا وباكستان وغيرها، حسبما أفادت وكالة الأنباء السعودية (واس).

وضم المؤتمر جلسات ناقش فيها العلماء والمفكرون مختلف القضايا المتعلقة بالتعاون بين المذاهب الإسلامية، وتعزيز المشتركات الجامعة، وترسيخ مبادئ التنوع المذهبي وأدب الاختلاف.

وانطلقت أعمال المؤتمر بكلمة ترحيبية ألقاها مفتي عام السعودية ورئيس المجلس الأعلى لرابطة العالم الإسلامي الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، الذي قال: إن الدين الإسلامي "دين الاجتماع، الذي أمر بالائتلاف، ووحدة الكلمة والصف"، مشيرًا إلى "أن السنة النبوية حافلة بالأمر بكل ما من شأنه أن يوحد كلمة المسلمين، ويجمع فرقتهم، ويرفع كل سبب يوقع الشحناء والبغضاء بينهم".

وقال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى في كلمته الافتتاحية لمؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية": "إن المؤتمر -بعلمائه الراسخين من مُختلَف التنوع المذهبي في عالَمِنا الإسلامي- جاء ليؤكِّد أن الأمَّة الإسلامية بخير، وأن علماءَها الربانيين هم القُدْوَاتُ الحسنةُ والمَثَلُ الشرعي".

وأضاف قائلًا: "نسعَدُ في رابطة العالَم الإسلامى بإطلاق المؤتمر التاريخى الأوّل من نوعه، في الرحاب الطاهرة والشهر المبارك، وذلك في امتداد لمضامين وثيقة مكة المكرمة".

وبدوره، أعرب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه في كلمته عن ثقته في أن هذا المؤتمر "سيؤصل لقضية التقارب بين المذاهب الإسلامية وستسهم توصياته ومخرجاته في وضع الأسس والمنطلقات التي يقوم عليها هذا التقارب".

وجرى على هامش انطلاق المؤتمر توقيع مذكرة تفاهم بين رابطة العالم الإسلامي ومنظمة التعاون الإسلامي. وتجسد هذه المذكرة التعاون المشترك بين رابطة العالم الإسلامي ومنظمة التعاون الإسلامي على تنفيذ مخرجات مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية"، رمز الوحدة والتسامح.

كما جرى توقيع مذكرةِ تفاهم بين المَجْمَع الفقهي الإسلامي برابطة العالَم الإسلامي ومجمَعِ الفقه الإسلامي الدولي التابعِ لمنظمة التعاوُن الإسلامي، وذلك لتعزيز التعاون في البحوث العلمية ونشر ثقافة التسامح والاعتدال وتعزيز الوحدة الإسلامية.

كما شارك في هذا المؤتمر  بعض الشخصيات البارزة من الهند وذلك بدعوة من الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى؛ منهم الدكتور محمد عبد الحكيم الأزهري، وسيد أرشد مدني عضو مجلس أمناء مجمع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود للحديث النبوي الشريف ورئيس جمعية علماء الهند. واستهل الشيخ أرشد مدني كلمته بـ"نشكر خادم الحرمين الشريفين على رعايته لهذا المؤتمر، ونشكر رابطة العالم الإسلامي المنظِّمة لهذا الاجتماع العظيم، الذي جاء استجابة للأوضاع الراهنة التي تمر بها الأمة الإسلامية بجميع طوائفها ومدارسها ومذاهبها".

وأضاف "علينا العمل على تذويب الغلو والتعصب المذهبي حيث كان، وإعادة الاختلافات الفقهية إلى جذورها الإسلامية الصحيحة لتهيئة أرضية إسلامية صلبة للتبادل المعرفي".

وتحدثا عن أهمية الحوار بين الأديان، لفت الشيخ مدني إلى أن "الحوار كلمة جذابة ذات دلالات وأبعاد واسعة بناءة، وهو عنوان الرقي ومسار الإنتاج".

وأكد الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس، رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، إمام وخطيب المسجد الحرام في كلمته في الجلسة الختامية للمؤتمر أنه "يأتي هذا المؤتمر ليواجه خطابات وشعارات وممارسات الغلو والتطرف الطائفي والإرهاب، الذي يسعى لإذكاء الصراع والصدام المذهبي".

وفي ختام المؤتمر الذي استمر يومين، تم اعتماد وثيقة مهمة لبناء الجسور بين المذاهب الإسلامية، وتضم هذه الوثيقة 28 بندًا تركز في مجملها على التسامح والاجتماع بين المذاهب كافة.