دبي
أقيمت، في الخامس عشر من مايو الجاري في دبي، أعمال مؤتمر "الإمارات والهند: شركاء في التقدم 2025"، بتنظيم مجموعة "إنديا توداي" بالتعاون مع مجلس الأعمال الإماراتي الهندي – فرع الإمارات، بمشاركة قادة حكوميين، ورواد أعمال، وخبراء سياسات من البلدين.
وبحسب وكالة "وام"، افتتح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش الإماراتي، أعمال المؤتمر في دبي، وأكد الشيخ نهيان بن مبارك أن العلاقات الإماراتية الهندية تستند إلى إرث تاريخي راسخ ورؤية مشتركة لمستقبل يقوم على التعاون والتقدم والازدهار المتبادل.
وقال في كلمته الافتتاحية إن موضوع المؤتمر يعكس عمق العلاقات التجارية والاقتصادية والثقافية بين دولة الإمارات وجمهورية الهند، ويجسد ثقتنا الراسخة بأن التعاون المشترك بين البلدين سيواصل فتح آفاق واسعة لتحقيق الفائدة المتبادلة والنمو المشترك في مختلف القطاعات.
وأعرب عن تقدير دولة الإمارات للتقدم الذي تحققه الهند في شتى المجالات، ودورها المتنامي على الساحة العالمية، مشيرًا إلى أن الصداقة التاريخية بين الشعبين تعود إلى قرون طويلة، وتواصل اليوم تطورها من خلال شراكات اقتصادية وثقافية مثمرة.
وأضاف الوزير الإماراتي أن الرؤية المشتركة التي تجمع قيادتي البلدين ترتكز على قيم الانفتاح، والحوار الحضاري، وتعزيز السلام والازدهار، مع التزام مشترك بالتعليم، والاستدامة، وحماية البيئة، وتطوير قطاعات التجارة والاستثمار والثقافة.
وأشار إلى أن دولة الإمارات، بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تمضي في ترسيخ نموذج تنموي يجمع بين الحداثة والتراث، والتقدم الاجتماعي والاستدامة الاقتصادية.
وأشاد بجهود أرون بوري وفريق عمله في مجموعة "إنديا توداي"، وبالدور الفاعل لمجلس الأعمال الإماراتي الهندي – فرع الإمارات، داعيًا إلى استثمار نتائج المؤتمر في تعزيز المبادرات الثنائية، وتسليط الضوء على النماذج الملهمة، وإطلاق جوائز للمبادرات المتميزة، وبناء شبكات دعم مستدامة للشراكات الإماراتية الهندية.
ودعا الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان إلى مواصلة العمل من أجل بناء مستقبل مشترك أكثر إشراقًا، من خلال تبادل المعرفة وصياغة استراتيجيات مبتكرة تعزز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.
وشكل المؤتمر، في نسخته الأولى، محطة محورية في مسيرة العلاقات الاستراتيجية بين الهند ودولة الإمارات، حيث نظّمه مجلس الأعمال الإماراتي الهندي – فرع الإمارات، بالتعاون مع مجموعة "إنديا توداي"، وجمع نخبة من صناع السياسات، وقادة الأعمال، والدبلوماسيين، والمبتكرين من الجانبين، في إطار مواصلة تفعيل اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة بين البلدين.
وألقى سفير الهند لدى الإمارات سنجاي سودهير الخطاب الرئيس في المؤتمر، وسلط فيه الضوء على التحول الذي شهدته العلاقات بين الهند ودولة الإمارات في السنوات الأخيرة، وعلى آفاق التعاون الجديدة بين البلدين.
Amb @sunjaysudhir delivered keynote address at @IndiaToday India-UAE Conclave in Dubai. HE Sheikh Nahyan @uaetolerance & HE @ThaniAlZeyoudi graced the event.
— India in UAE (@IndembAbuDhabi) May 16, 2025
Amb highlighted the transformation in 🇮🇳🇦🇪 ties in recent years & new avenues of collaboration between two countries. pic.twitter.com/irRA5FjXag
وجاء انعقاد المؤتمر في أعقاب الزيارة التاريخية التي قام بها سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الإماراتي، إلى الهند، وتوقيع عدد من الاتفاقيات المهمة، التي تؤكد الزخم المتنامي في علاقات التعاون الثنائي، لا سيما في قطاعات الرعاية الصحية والتعليم والثقافة.
ومن جانبه، قال الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير الدولة للتجارة الخارجية بدولة الإمارات، في كلمته خلال المؤتمر، أهمية الدور المحوري لمجلس الأعمال الإماراتي الهندي، واصفًا إياه بـ"الركيزة المؤسسية الأساسية في مسيرة الشراكة الاقتصادية الشاملة"، مشيرًا إلى أن المؤتمر يعكس تطور العلاقات بين البلدين من مرحلة التجارة البينية إلى تعاون وثيق في مجالات استراتيجية متعددة.
وشهد المؤتمر توقيع مذكرة تفاهم بين المجلس وهيئة الصحة بدبي، لإنشاء "مستشفى الصداقة الإماراتي الهندي"، في خطوة تعكس تركيزًا متزايدًا على دبلوماسية الرعاية الصحية وتعزيز التعاون الإنساني.
وشهد الملتقى جلسات حوار رفيعة المستوى قدمت رؤىً معمقة في مجالات تشمل اللوجستيات، والطاقة المتجددة، والتكنولوجيا المالية، والتعليم، ما أسفر عن استراتيجيات عملية للشركات العابرة للحدود. واستكمالاً لهذه الحوارات الاقتصادية، ركزت جلسة قيّمة حول السينما والقوة الناعمة على دور التبادل الثقافي في تعزيز التفاهم الثنائي.
ووضع المؤتمر خريطة طريق لشراكة أعمق وأكثر ديناميكية بين الهند والإمارات، من خلال نسج الخيوط الاستراتيجية والمؤسسية والثقافية، وساهم المؤتمر في ترسيخ مكانة المجلس ليس فقط كمنظم، بل كمحفز لتشكيل الممر الهندي الإماراتي إلى تحالف اقتصادي ديناميكي ومستشرف للمستقبل، بمشاركة نشطة من الأعضاء المؤسسين وكبرى الشركات مثل كي أيه إف هولدنج، ودي بي ورلد، وتاتا سونس، وإي إف إس فاسيليتيز، وأبارل جروب، وبوميرك، إلى جانب الأوساط الأكاديمية.
وحضر الملتقى العديد من الشخصيات البارزة، منهم الدكتور بالانيفيل ثياجا راج، وزير تكنولوجيا المعلومات والخدمات الرقمية في ولاية تاميل نادو؛ وتي جي بهارات، وزير الصناعات والتجارة وتجهيز الأغذية في ولاية آندهرا براديش؛ وبرافين بارديشي، كبير المستشارين الاقتصاديين (برتبة وزير دولة) في حكومة ولاية مهاراشترا؛ وساتيش كومار سيفان، القنصل العام للهند في دبي والإمارات الشمالية؛ ونافديب سوري، السفير الهندي السابق لدى دولة الإمارات.
اقرأ أيضًا: الشيخ غلام محمد وستانوي: خادم القرآن ورائد الجمع بين التعليم الديني والعصري
وتضمن الحدث العديد من الجلسات النقاشية رفيعة المستوى وجلسات الحوار التي تناولت مواضيع مثل الابتكار، والطاقة، وتجارة التجزئة والسياحة، بمشاركة نخبة من الرواد، مثل بي إن سي مينون، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة سوبها؛ والبروفيسور بهارات بهاسكر، مدير المعهد الهندي للإدارة في أحمد آباد؛ وبول دواليبي، الرئيس التنفيذي لشركة واحة رأس الخيمة للأصول الرقمية؛ والدكتورة فيديا يرافديكار، نائبة رئيس جامعة سيمبيوسيس الدولية؛ وراجنيش كومار، الرئيس السابق لبنك الدولة الهندي.